دور الأسرة في نشأة الأخلاق عند قدماء المصريين |
دور الأسرة في نشأة الأخلاق عند قدماء المصريين
في مصر وصلت العلاقات الأسرية إلي درجة سامية من الرقي, وأفضت إلي تصورات أخلاقية متماسكة عن السلوك الحميد والسلوك المعيب, وساد الاعتقاد بأن التحلي بالأخلاق الفاضلة يقوم علي أساس السلوك الذي يعامل به أفراد أسرته.
منذ بداية عصر الأهرام قبل أكثر من خمسة آلاف سنة! ولم ينفصل بناء الحضارة المادية عن بناء مكارم الأخلاق في مصر القديمة! ولم ينل شعب آخر في بقاع العالم القديم سيطرة علي عالم المادة مثل ما نال قدماء المصريين في وادي النيل, وهو ما تنطق به آثار مصر الخالدة. ورغم هذا نجد, في’ متون الأهرام’ إشارات فريدة عن الأخلاق, وتكشف المحاكمة أو الحساب في’ الحياة الآخرة’ عن أقدم تقدير للسلوك بصفته مرضيا, أو غير مرض في المسرحية المنفية, التي كتبت قبل وفي بداية عصر الأسرات.
وقد سجلت أقدم دور في تطور الإنسان الأخلاقي, وأعظم خطوة في تطور الحضارة. ثم تظهر الخطوة التالية لتطور الأخلاق في حياة الأسرة المصرية القديمة, وهو ما يرصده مندهشا عالم المصريات الأمريكي الرائد جيمس هنري بريستد في بحثه العظيم عن فجر الضمير! مسجلا أن الأشراف منذ عصر بناء الأهرام قد جمعوا صفاتهم الحسنة في عبارة تقول:’ كنت إنسانا محبوبا من والده! وممدوحا من أمه! ومحبوبا من إخوته وأخواته’. ونجد أحد أشراف الوجه القبلي عاش قبل نحو أربعة آلاف وسبعمائة سنة يقول في نقوش قبره بعد أن عدد الكثير من أعماله الطيبة:’ إنني كنت إنسانا محبوبا من والده! وممدوحا من والدته! وحسن السلوك مع أخيه, وودودا لأخته!’ ويؤكد بعد فترة أحد المقربين من الملك من أهل جنوب الصعيد:’ ترك والدي وصية لمصلحتي لأني كنت طيبا… وإنسانا محبوبا من والده! ممدوحا من والدته! ويحبه كل إخوته!’
وكان البر بالوالدين من أهم الفضائل البارزة في عصر الأهرام, ونجد في النقوش القديمة مرارا وتكرارا في’ جبانات الأهرام’ أن مقابرها الضخمة كانت من صنع الأبناء البررة لآبائهم المتوفين! ونجد الابن يعد لوالده مدفنا فاخرا! ويذكر أحد الأبناء في عصر الأهرام العتيق في نقوش قبره:’ لقد عملت علي أن أدفن في نفس القبر مع( والدي)!.. ولم أفعل ذلك لأني لست في مكانة تؤهلني لبناء قبر ثان, بل فعلته لكي أكون معه في المكان عينه حتي أتمكن من رؤيته كل يوم’! ونري حالة أخري أعظم في بر الابن بأبيه أيضا في قصة’ سبني’ حارس الباب الجنوبي, أي المحافظ علي الحدود المصرية من جهة السودان. فقد حدث أن قام’ مخو’ والد’ سبني’ برحلة تجارية خطيرة في إقليم معاد بقلب السودان, فانقض عليه بعض الهمج وذبحوه. فلما سمع ابنه قام فورا برحلة تعرضت فيها حياته للموت ليستخلص جثمان والده, وأحضره ليدفن في مصر! ولا يزال قبر’ سبني’ باقيا في أسوان, بنقوشه المدونة لما قام به الابن نحو أبيه!
وفي المناظر المنقوشة علي الآثار, التي تركتها لنا أقدم طائفة أرستقراطية عرفت في التاريخ القديم, نشاهد رسوما جميلة زاهية الألوان تقدم بيانا خلابا عن الحياة اليومية لأسر نبلاء عصر الأهرام. وفي المناظر المحفورة علي جدران مزارات مقابر’ منف’, والتي تمثل حياتهم نشاهد صاحب إحدي الضياع التي كانت تحيط بمدينة’ منف’ منقوشا علي الجدار يصحب معه زوجته في جولاته بأرجاء ضيعته الشاسعة, وتشاطره زوجته كل حياته وكل أعماله وترافقه في كل لحظة, وأطفالهما في صحبتهما دائما! ونشاهد رسما لنبيل آخر جالسا بحديقة منزله, وأطفاله أمامه يلعبون. وتؤلف هذه النقوش أول مظهر معبر عن حياة الأسرة بقي لنا من العالم القديم!
ويقول المؤرخ لنشأة الأخلاق في مصر أن الاعتبار الأول في اهتمامه وغيره من علماء المصريات بتلك الرسوم أنها أعمال فنية, ومصادر تستقي منها المعلومات عن حياة المصريين القدماء في الزراعة والصناعة, ثم حياتهم الاجتماعية. علي أن العلاقات الأسرية السعيدة الودودة, التي تنطق بها تلك النقوش تعد كشفا ذا أهمية أساسية في تاريخ الأخلاق; حيث تقدم برهانا تاريخيا قاطعا علي أن إدراك الأخلاق نبتت جذوره من حياة الأسرة! وفي المصادر المصرية التي يرجع عهدها إلي النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد, نجد أدلة تاريخية تظهر لنا ولأول مرة ما وصل إليه رواد علم النفس الاجتماعي المحدثون من’ أن الوازع الأخلاقي في حياة الإنسان نبت من العلاقات الأسرية’.
ويستشهد مؤلف فجر الضمير باستنتاجات مكدوجال في’ مدخل الي علم النفس الاجتماعي’: من عاطفة حنان الوالدين ومن الدافع الذي يحدو بهما إلي الحب والرعاية, ينشأ الكرم والاعتراف بالجميل والحب والشفقة وحب الخير وكل أنواع الخلق المجردة عن الأنانية.. ومن تلك العاطفة تنبت الجذور الرئيسية لكل هذه الصفات, التي لولا حنان الوالدين ما وجدت قط.. وفي المقابل فان كل غلطة يرتكبها الطفل تثير الغضب المعبر عن السخط الأخلاقي. وعلي هذا السخط الأخلاقي بنيت أهم أركان العدالة! ومعظم قواعد القانون! ورغم التناقض البادي, فإن كلا من الرأفة والعقاب تضرب بوشائجها العريقة في غريزة الأمومة والأبوة!
ويواصل بريستد قائلا: إنه بينما كان السلوك الحسن محصورا علي الأرجح في دائرة الأسرة في أول الأمر, فإن نطاقه قد أخذ يتسع حتي صار يشمل الجيرة أو الطائفة! ولم يبق الوازع الخلقي مقتصرا علي علاقة الإنسان بأسرته وجيرانه أو المجتمع الذي يعيش فيه فحسب, بل بدأ تأثيره يظهر قبل عصر الأهرام بزمن طويل في واجبات الحكومة نحو عامة الشعب! وهكذا, نجد في عصر الأهرام أن الوزير العادل’ خيتي’ قد صار مضرب الأمثال بسبب الحكم الذي أصدره ضد أقاربه عندما كان يرأس جلسة للتقاضي كانوا فيها أحد الطرفين المتخاصمين, إذ أصدر حكمه ضد قريبه دون أن يفحص وقائع الحال, وكان ذلك منع تورعا عن أن يهتم بمحاباة أسرته أو ممالأتها ضد خصومها! وتمدنا حكم’ بتاح حتب’ بأقدم نصوص موجودة في الأدب العالمي كله للتعبير عن السلوك المستقيم. وتسود جميع حكم ذلك الوزير والسياسي روح الشفقة الكريمة, وهي تبتدئ في نظره أولا ببيت الرجل وأسرته التي كانت تعد رابطتها علي أعظم جانب من الأهمية والمكانة; حيث كانت مسئوليات الأسرة في وصاياه إلي ابنه أهم من الأصدقاء. فنراه يقول:’ اجعل قلبها فرحا ما دمت حيا, فهي حقل مثمر لسيدها!.. وإذا كنت رجلا ناجحا, وطد حياتك المنزلية, وأحب زوجتك في البيت كما يجب’! وهو حب عملي, إذ يقول:’ أشبع جوفها واستر ظهرها’! فالزوج الكيس هو الذي يجعل زوجته سعيدة: أولا, بالمحبة التي تلزمه أن يفسح لها في قلبه الاعتبار الأول! ثم يأتي بعد ذلك بمستلزمات الحياة من غذاء وملابس! ثم بالكماليات كالعطور والكريمات!
ورغم أن الوزير المسن كان يقدر تماما قيمة النجاح الدنيوي وإحراز الثروة فقد كان يري من الواجب ألا يطغي علي روابط الأسرة. ولما كان الطمع من أكبر الصفات الذميمة التي تفكك الروابط الأسرية, تراه يحذر ابنه, فنراه يقول:’ لا تكونن شرها في القسمة.. ولا تطمعن في مال أقاربك! وإذا أردت أن يكون خلقك محمودا وأن تحرر نفسك من كل قبيح فاحذر الشراهة فإنها مرض عضال لا يرجي شفاؤه والصداقة معها مستحيلة’! وقد شفع’ بتاح حتب’ هذه الوصايا, التي تنطق بما للروابط الخاصة بالأسرة من قيمة عظيمة في بيت الإنسان, بوجوب احترام أهل بيوت غيره ولو كانوا من غير ذوي قرباه, فنجده يحذره من محاولة الاقتراب من النساء! وهكذا, صار السلوك المستقيم أمرا تقليديا وحكمة غالية يرثها الابن عن أبيه.
د. طه عبد العليم
في مصر وصلت العلاقات الأسرية إلي درجة سامية من الرقي, وأفضت إلي تصورات أخلاقية متماسكة عن السلوك الحميد والسلوك المعيب, وساد الاعتقاد بأن التحلي بالأخلاق الفاضلة يقوم علي أساس السلوك الذي يعامل به أفراد أسرته.
منذ بداية عصر الأهرام قبل أكثر من خمسة آلاف سنة! ولم ينفصل بناء الحضارة المادية عن بناء مكارم الأخلاق في مصر القديمة! ولم ينل شعب آخر في بقاع العالم القديم سيطرة علي عالم المادة مثل ما نال قدماء المصريين في وادي النيل, وهو ما تنطق به آثار مصر الخالدة. ورغم هذا نجد, في’ متون الأهرام’ إشارات فريدة عن الأخلاق, وتكشف المحاكمة أو الحساب في’ الحياة الآخرة’ عن أقدم تقدير للسلوك بصفته مرضيا, أو غير مرض في المسرحية المنفية, التي كتبت قبل وفي بداية عصر الأسرات.
وقد سجلت أقدم دور في تطور الإنسان الأخلاقي, وأعظم خطوة في تطور الحضارة. ثم تظهر الخطوة التالية لتطور الأخلاق في حياة الأسرة المصرية القديمة, وهو ما يرصده مندهشا عالم المصريات الأمريكي الرائد جيمس هنري بريستد في بحثه العظيم عن فجر الضمير! مسجلا أن الأشراف منذ عصر بناء الأهرام قد جمعوا صفاتهم الحسنة في عبارة تقول:’ كنت إنسانا محبوبا من والده! وممدوحا من أمه! ومحبوبا من إخوته وأخواته’. ونجد أحد أشراف الوجه القبلي عاش قبل نحو أربعة آلاف وسبعمائة سنة يقول في نقوش قبره بعد أن عدد الكثير من أعماله الطيبة:’ إنني كنت إنسانا محبوبا من والده! وممدوحا من والدته! وحسن السلوك مع أخيه, وودودا لأخته!’ ويؤكد بعد فترة أحد المقربين من الملك من أهل جنوب الصعيد:’ ترك والدي وصية لمصلحتي لأني كنت طيبا… وإنسانا محبوبا من والده! ممدوحا من والدته! ويحبه كل إخوته!’
وكان البر بالوالدين من أهم الفضائل البارزة في عصر الأهرام, ونجد في النقوش القديمة مرارا وتكرارا في’ جبانات الأهرام’ أن مقابرها الضخمة كانت من صنع الأبناء البررة لآبائهم المتوفين! ونجد الابن يعد لوالده مدفنا فاخرا! ويذكر أحد الأبناء في عصر الأهرام العتيق في نقوش قبره:’ لقد عملت علي أن أدفن في نفس القبر مع( والدي)!.. ولم أفعل ذلك لأني لست في مكانة تؤهلني لبناء قبر ثان, بل فعلته لكي أكون معه في المكان عينه حتي أتمكن من رؤيته كل يوم’! ونري حالة أخري أعظم في بر الابن بأبيه أيضا في قصة’ سبني’ حارس الباب الجنوبي, أي المحافظ علي الحدود المصرية من جهة السودان. فقد حدث أن قام’ مخو’ والد’ سبني’ برحلة تجارية خطيرة في إقليم معاد بقلب السودان, فانقض عليه بعض الهمج وذبحوه. فلما سمع ابنه قام فورا برحلة تعرضت فيها حياته للموت ليستخلص جثمان والده, وأحضره ليدفن في مصر! ولا يزال قبر’ سبني’ باقيا في أسوان, بنقوشه المدونة لما قام به الابن نحو أبيه!
وفي المناظر المنقوشة علي الآثار, التي تركتها لنا أقدم طائفة أرستقراطية عرفت في التاريخ القديم, نشاهد رسوما جميلة زاهية الألوان تقدم بيانا خلابا عن الحياة اليومية لأسر نبلاء عصر الأهرام. وفي المناظر المحفورة علي جدران مزارات مقابر’ منف’, والتي تمثل حياتهم نشاهد صاحب إحدي الضياع التي كانت تحيط بمدينة’ منف’ منقوشا علي الجدار يصحب معه زوجته في جولاته بأرجاء ضيعته الشاسعة, وتشاطره زوجته كل حياته وكل أعماله وترافقه في كل لحظة, وأطفالهما في صحبتهما دائما! ونشاهد رسما لنبيل آخر جالسا بحديقة منزله, وأطفاله أمامه يلعبون. وتؤلف هذه النقوش أول مظهر معبر عن حياة الأسرة بقي لنا من العالم القديم!
ويقول المؤرخ لنشأة الأخلاق في مصر أن الاعتبار الأول في اهتمامه وغيره من علماء المصريات بتلك الرسوم أنها أعمال فنية, ومصادر تستقي منها المعلومات عن حياة المصريين القدماء في الزراعة والصناعة, ثم حياتهم الاجتماعية. علي أن العلاقات الأسرية السعيدة الودودة, التي تنطق بها تلك النقوش تعد كشفا ذا أهمية أساسية في تاريخ الأخلاق; حيث تقدم برهانا تاريخيا قاطعا علي أن إدراك الأخلاق نبتت جذوره من حياة الأسرة! وفي المصادر المصرية التي يرجع عهدها إلي النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد, نجد أدلة تاريخية تظهر لنا ولأول مرة ما وصل إليه رواد علم النفس الاجتماعي المحدثون من’ أن الوازع الأخلاقي في حياة الإنسان نبت من العلاقات الأسرية’.
ويستشهد مؤلف فجر الضمير باستنتاجات مكدوجال في’ مدخل الي علم النفس الاجتماعي’: من عاطفة حنان الوالدين ومن الدافع الذي يحدو بهما إلي الحب والرعاية, ينشأ الكرم والاعتراف بالجميل والحب والشفقة وحب الخير وكل أنواع الخلق المجردة عن الأنانية.. ومن تلك العاطفة تنبت الجذور الرئيسية لكل هذه الصفات, التي لولا حنان الوالدين ما وجدت قط.. وفي المقابل فان كل غلطة يرتكبها الطفل تثير الغضب المعبر عن السخط الأخلاقي. وعلي هذا السخط الأخلاقي بنيت أهم أركان العدالة! ومعظم قواعد القانون! ورغم التناقض البادي, فإن كلا من الرأفة والعقاب تضرب بوشائجها العريقة في غريزة الأمومة والأبوة!
ويواصل بريستد قائلا: إنه بينما كان السلوك الحسن محصورا علي الأرجح في دائرة الأسرة في أول الأمر, فإن نطاقه قد أخذ يتسع حتي صار يشمل الجيرة أو الطائفة! ولم يبق الوازع الخلقي مقتصرا علي علاقة الإنسان بأسرته وجيرانه أو المجتمع الذي يعيش فيه فحسب, بل بدأ تأثيره يظهر قبل عصر الأهرام بزمن طويل في واجبات الحكومة نحو عامة الشعب! وهكذا, نجد في عصر الأهرام أن الوزير العادل’ خيتي’ قد صار مضرب الأمثال بسبب الحكم الذي أصدره ضد أقاربه عندما كان يرأس جلسة للتقاضي كانوا فيها أحد الطرفين المتخاصمين, إذ أصدر حكمه ضد قريبه دون أن يفحص وقائع الحال, وكان ذلك منع تورعا عن أن يهتم بمحاباة أسرته أو ممالأتها ضد خصومها! وتمدنا حكم’ بتاح حتب’ بأقدم نصوص موجودة في الأدب العالمي كله للتعبير عن السلوك المستقيم. وتسود جميع حكم ذلك الوزير والسياسي روح الشفقة الكريمة, وهي تبتدئ في نظره أولا ببيت الرجل وأسرته التي كانت تعد رابطتها علي أعظم جانب من الأهمية والمكانة; حيث كانت مسئوليات الأسرة في وصاياه إلي ابنه أهم من الأصدقاء. فنراه يقول:’ اجعل قلبها فرحا ما دمت حيا, فهي حقل مثمر لسيدها!.. وإذا كنت رجلا ناجحا, وطد حياتك المنزلية, وأحب زوجتك في البيت كما يجب’! وهو حب عملي, إذ يقول:’ أشبع جوفها واستر ظهرها’! فالزوج الكيس هو الذي يجعل زوجته سعيدة: أولا, بالمحبة التي تلزمه أن يفسح لها في قلبه الاعتبار الأول! ثم يأتي بعد ذلك بمستلزمات الحياة من غذاء وملابس! ثم بالكماليات كالعطور والكريمات!
ورغم أن الوزير المسن كان يقدر تماما قيمة النجاح الدنيوي وإحراز الثروة فقد كان يري من الواجب ألا يطغي علي روابط الأسرة. ولما كان الطمع من أكبر الصفات الذميمة التي تفكك الروابط الأسرية, تراه يحذر ابنه, فنراه يقول:’ لا تكونن شرها في القسمة.. ولا تطمعن في مال أقاربك! وإذا أردت أن يكون خلقك محمودا وأن تحرر نفسك من كل قبيح فاحذر الشراهة فإنها مرض عضال لا يرجي شفاؤه والصداقة معها مستحيلة’! وقد شفع’ بتاح حتب’ هذه الوصايا, التي تنطق بما للروابط الخاصة بالأسرة من قيمة عظيمة في بيت الإنسان, بوجوب احترام أهل بيوت غيره ولو كانوا من غير ذوي قرباه, فنجده يحذره من محاولة الاقتراب من النساء! وهكذا, صار السلوك المستقيم أمرا تقليديا وحكمة غالية يرثها الابن عن أبيه.
د. طه عبد العليم