![]() |
اللغة المقدسة-لغة الرموز |
اللغة المقدسة ............ لغة الرموز :-
شهدت الانسانية مع بداية العصر الحديث (منذ بزوغ الحضارة الاغريقية) تحولا من طريقة الانسان القديم فى التفكير و هى طريقة روحانية تعتمد على "الادراك باللفص الأيمن للمخ" .... الى الادراك بالفص الأيسر للمخ و هو نوع من الادراك قائم على التحليل المادى الذى يفصل الرائى و المرئى بحدود فاصلة ... لم تكن موجودة عند انسان الحضارات القديمة .
كان الانسان قديما يستخدم الفص الأيسر للمخ , مع احتفاظه بالاتصال بالقوى الكونية (النترو عند قدماء المصريين) كجزء لا يتجزأ من ادراكه لوجوده فى هذا الكون .
و لكن التحول الأخير من انسان الحضارات القديمة الى انسان العصر الحديث قطع الصلة بين الانسان و القوى الكونية (النترو) و صنفها تحت بند الأساطير و الخرافات .
فقدنا العلم عندما فقدنا الاتصال بالقوى الكونية (النترو) و عندما فقدنا الادراك بالفص الأيمن للمخ (Right Brain Perception) .
النترو موجودون معنا دائما ... لا يغيبون ... و لكن نحن الذين فقدنا الاتصال بهم .
و أصبح اادراك الانسان للكون حوله عبارة عن عملية تفصيص (break down) للأشياء أو تجميع تراكمى لها , بلا روابط روحانية ميتافيزيقية تنظم و تعمق تلك العملية .
أصبح انسان العصر الحديث يقسم المعنى الى حروف أبجدية , و كل حرف يرمز الى أحد مخارج الأصوات .
و نحن نعيد ترتيب تلك الحروف الأبجدية لنركب منها كلمات مختلفة .
عندما نريد فك رمز ما من رموز الحضارات القديمة , علينا أن نشعر بشموليته و كونه جزءا من كل و ليس منفصلا , لأن رؤية الكل تجعلنا ندرك حكمة النظام بأكمله .
و التركيز على التفاصيل فقط بدون النظرة الكلية تجعلنا لا نشعر بالروح الكلية التى تجمع الكون .
عندما انتقل الانسان من الادراك بالفص الأيمن للمخ الى الادراك بالفص الأيسر فقط , فقد المعنى الروحى / الباطنى الصوفى للرمز . فعندما نرى الآن تفاحة نفكر فقط فى كونها ثمرة و فى لونها , و لا يخطر على بالنا أننا جزء من رحيق التفاحة و أن هناك عملية تبادل لمعلومات كونية و للطاقة تتم بصورة دائمة بيننا و بين التفاحة ..... و بين كل ما فى الكون . لقد أصبح ادراكنا للرمز ادراكا عقلانيا بحتا .
لم يعد الرمز يؤثر فينا بنفس الطريقة التى كان يؤثر بها فى انسان الحضارات القديمة , لأن الرموز الروحانية للحضارات القديمة انما تدرك بالفص الأيمن للمخ .
و بعد أن تحول الانسان بالكامل الى الادراك بالفص الأيسر للمخ (Left Brain Perception) فان الرمز الروحى / الباطنى أصبح يحاول جاهدا الاتصال بنا و لكنه لا يجدنا .... لأننا فقدنا الجسر و الرابط الذى يصلنا به .
عندما بدأ ذلك التحول الكبير فى وعى الانسان من اليمين / الروح / الباطن ..... الى اليسار / المادة / الظاهر , اخترع الانسان اللغات المكتوبة بحروف أبجدية , كتعبير حرفى للكلمات المنطوقة .
و ظلت الكتابة الهيروغليفية كتابة مقدسة لا يعلم سرها الا الكهنة .
كان فيثاغورس و أفلاطون من فلاسفة اليونان الذين تعلموا فى مدارس العلوم الباطنية المصرية , و تعلموا ادراك المعانى الباطنية للرمز و تبادلوا تلك العلوم الباطنية فى دوائر علمية ضيقة جدا , و فى نفس الوقت شرعوا فى تطوير طرق علمية جديدة تقوم على الادراك بالفص الأيسر (ادراك المعانى الظاهرة) و هى أساس العلم الحديث .
و بدأ الفلاسفة اليونان فى الحديث عن الرموز بطريقة مختلفة عن طريقة الحضارات القديمة (الطريقة الباطنية / الصوفية) .... و تغيرت نظرة الانسان للعالم لتصبح نظرة عقلانية / مادية .
كان الاغريق هم من بدأ الادراك العقلانى للعالم (فى مقابل الادراك الباطنى / الصوفى فى الحضارة المصرية) .
و قاموا بعملية تحويل لعلوم الحضارات القديمة الى علوم حديثة ترتكز على اعمال الفص الأيسر للمخ و التحليل الظاهر / المادى للكون و للرموز .
و بهذا التحول وضع الانسان حاجزا بين الوعى و اللاوعى .... بين الظاهر و الباطن .... بين الروح و المادة .... ذلك الحاجز لم يكن موجودا عند القدماء .
و الآن يحاول الانسان جاهدا أن يرفع الحجاب الوهمى الذى وضعه بنفسه بين المادة و الروح ...... بين الظاهر و الباطن ...... بالاستعانة بالعلوم الروحانية و تدريبات اليوجا و التأمل .
-------------------------- -------------------------- -----------------------
مقتطف من كتاب (Back to a Future for Humankind) للعالم المصرى الجليل دكتور ابراهيم كريم .
شهدت الانسانية مع بداية العصر الحديث (منذ بزوغ الحضارة الاغريقية) تحولا من طريقة الانسان القديم فى التفكير و هى طريقة روحانية تعتمد على "الادراك باللفص الأيمن للمخ" .... الى الادراك بالفص الأيسر للمخ و هو نوع من الادراك قائم على التحليل المادى الذى يفصل الرائى و المرئى بحدود فاصلة ... لم تكن موجودة عند انسان الحضارات القديمة .
كان الانسان قديما يستخدم الفص الأيسر للمخ , مع احتفاظه بالاتصال بالقوى الكونية (النترو عند قدماء المصريين) كجزء لا يتجزأ من ادراكه لوجوده فى هذا الكون .
و لكن التحول الأخير من انسان الحضارات القديمة الى انسان العصر الحديث قطع الصلة بين الانسان و القوى الكونية (النترو) و صنفها تحت بند الأساطير و الخرافات .
فقدنا العلم عندما فقدنا الاتصال بالقوى الكونية (النترو) و عندما فقدنا الادراك بالفص الأيمن للمخ (Right Brain Perception) .
النترو موجودون معنا دائما ... لا يغيبون ... و لكن نحن الذين فقدنا الاتصال بهم .
و أصبح اادراك الانسان للكون حوله عبارة عن عملية تفصيص (break down) للأشياء أو تجميع تراكمى لها , بلا روابط روحانية ميتافيزيقية تنظم و تعمق تلك العملية .
أصبح انسان العصر الحديث يقسم المعنى الى حروف أبجدية , و كل حرف يرمز الى أحد مخارج الأصوات .
و نحن نعيد ترتيب تلك الحروف الأبجدية لنركب منها كلمات مختلفة .
عندما نريد فك رمز ما من رموز الحضارات القديمة , علينا أن نشعر بشموليته و كونه جزءا من كل و ليس منفصلا , لأن رؤية الكل تجعلنا ندرك حكمة النظام بأكمله .
و التركيز على التفاصيل فقط بدون النظرة الكلية تجعلنا لا نشعر بالروح الكلية التى تجمع الكون .
عندما انتقل الانسان من الادراك بالفص الأيمن للمخ الى الادراك بالفص الأيسر فقط , فقد المعنى الروحى / الباطنى الصوفى للرمز . فعندما نرى الآن تفاحة نفكر فقط فى كونها ثمرة و فى لونها , و لا يخطر على بالنا أننا جزء من رحيق التفاحة و أن هناك عملية تبادل لمعلومات كونية و للطاقة تتم بصورة دائمة بيننا و بين التفاحة ..... و بين كل ما فى الكون . لقد أصبح ادراكنا للرمز ادراكا عقلانيا بحتا .
لم يعد الرمز يؤثر فينا بنفس الطريقة التى كان يؤثر بها فى انسان الحضارات القديمة , لأن الرموز الروحانية للحضارات القديمة انما تدرك بالفص الأيمن للمخ .
و بعد أن تحول الانسان بالكامل الى الادراك بالفص الأيسر للمخ (Left Brain Perception) فان الرمز الروحى / الباطنى أصبح يحاول جاهدا الاتصال بنا و لكنه لا يجدنا .... لأننا فقدنا الجسر و الرابط الذى يصلنا به .
عندما بدأ ذلك التحول الكبير فى وعى الانسان من اليمين / الروح / الباطن ..... الى اليسار / المادة / الظاهر , اخترع الانسان اللغات المكتوبة بحروف أبجدية , كتعبير حرفى للكلمات المنطوقة .
و ظلت الكتابة الهيروغليفية كتابة مقدسة لا يعلم سرها الا الكهنة .
كان فيثاغورس و أفلاطون من فلاسفة اليونان الذين تعلموا فى مدارس العلوم الباطنية المصرية , و تعلموا ادراك المعانى الباطنية للرمز و تبادلوا تلك العلوم الباطنية فى دوائر علمية ضيقة جدا , و فى نفس الوقت شرعوا فى تطوير طرق علمية جديدة تقوم على الادراك بالفص الأيسر (ادراك المعانى الظاهرة) و هى أساس العلم الحديث .
و بدأ الفلاسفة اليونان فى الحديث عن الرموز بطريقة مختلفة عن طريقة الحضارات القديمة (الطريقة الباطنية / الصوفية) .... و تغيرت نظرة الانسان للعالم لتصبح نظرة عقلانية / مادية .
كان الاغريق هم من بدأ الادراك العقلانى للعالم (فى مقابل الادراك الباطنى / الصوفى فى الحضارة المصرية) .
و قاموا بعملية تحويل لعلوم الحضارات القديمة الى علوم حديثة ترتكز على اعمال الفص الأيسر للمخ و التحليل الظاهر / المادى للكون و للرموز .
و بهذا التحول وضع الانسان حاجزا بين الوعى و اللاوعى .... بين الظاهر و الباطن .... بين الروح و المادة .... ذلك الحاجز لم يكن موجودا عند القدماء .
و الآن يحاول الانسان جاهدا أن يرفع الحجاب الوهمى الذى وضعه بنفسه بين المادة و الروح ...... بين الظاهر و الباطن ...... بالاستعانة بالعلوم الروحانية و تدريبات اليوجا و التأمل .
--------------------------
مقتطف من كتاب (Back to a Future for Humankind) للعالم المصرى الجليل دكتور ابراهيم كريم .