ماعتى و تاوى (الحقيقتين و الأرضين) |
ماعتى و تاوى (الحقيقتين و الأرضين) :-
قامت الفلسفة الكونية فى مصر القديمة على مفهوم الثنائيات (duality) , فكل شئ يوجد منه نسخه اخرى .
كانت تثنية الأسماء فى مصر القديمة باضافة حرف "ى" ((Y , و من أشهر الأسماء التى كانت تثنى فى مصر القديمة , الأرض و الماعت .
كان "تاوى" هو أحد أسماء مصر فى الحضارة المصرية القديمة و تعنى "الأرضين" , و كان من ألقاب ملك مصر "ملك الأرضين" , و يحمل فوق رأسه التاجين الأحمر و الأبيض رمز الأرضين (مصر السفلى و مصر العليا) .
لم يكن مفهوم توحيد الأرضين يقتصر على التوحيد الجغرافى للنصف الجنوبى و الشمالى لمصر .
لأنه لو كان المقصود بتوحيد الأرضين هو التوحيد الجغرافى , فلماذا كان ملك مصر يرتدى التاج الأحمر منفصلا فى بعض المناسبات و الطقوس و يرتدى التاج الأبيض منفردا فى بعض الطقوس الأخرى , ثم يعود و يجمع بين التاجين فى مناسبات معينه .
من المعروف أن توحيد القطرين تم فى عهد الملك مينا فى بداية عصر الأسرات و ظلت مصر موحده طوال تاريخها . فاذا كان الجمع بين التاج الأحمر و الأبيض هو رمز التوحيد الجغرافى لظل ظهور التاجين الأحمر و الأبيض بدون انفصال فى أى مناسبه لأن مصر لم تنفصل أبدا منذ أن توحدت فى عهد مينا .
كانت الرموز فى مصر القديمه تحمل فى الغالب أكثر من معنى على المستوى المادى و على المستوى الروحى , و من المعروف عن الفن المصرى القديم استخدامه للأشياء الماديه المعروفه فى الحياه اليومية
لتكون رموزا لعلوم كونية و روحانيه .
لذلك كان رمز الأرضين و التاجين هو رمز لأرض مصر السفلى الموجوده فى العالم المادى الذى نعرفه , و أيضا رمز لأرض أخرى هى نسخه معكوسه من أرضنا موجوده فى كون آخر موازى لكوننا .
ظهرت حديثا نظريات علمية تفترض وجود نسخه من كل شئ مادى موجود فى هذا الكون , و لكنها نسخه معكوسه مثل صورة مرآه , و توجد فى كون آخر موازى لكوننا , و هذا ما نجده فى نظريات حديثه مثل
نظرية ال (Super Partner Theory) , و نظرية ال (Super String Theory)
كان الملك فى مصر القديمه هو رمز الانسان الكامل , و كان كمال الانسان عند قدماء المصريين يكمن فى القدرة على الوصول الى التوازن و الاتزان بين المتناقضين , ليكون الانسان جسرا بين عالمين / أرضين
(عالم الماده و عالم الروح ) .
عبر الفنان المصرى القديم عن فكرة التوحيد أو الجمع بين الثنائيات المتناقضه باستخدام صورة القصبه الهوائيه و الرئه . تأمل المصرى القديم فى الكون فوجد حركة الشهيق و الزفير من أسرار حياة الانسان
و الكون أيضا . فحياة الانسان رهن ذلك الايقاع المنتظم الذى لا يتوقف للشهيق و الزفير , و اذا حدث
و توقف هذا الايقاع لثوانى معدوده كان ذلك ايذانا بنهاية حياة الانسان .
و كما يتنفس الانسان , يتنفس الكون أيضا , فقد توصل علماء الفيزياء و الفلك مؤخرا الى أن الكون فى حالة تمدد يعقبها انكماش تشبه تماما تمدد و انكماش الرئه أثناء التنفس , مما جعل العلماء يصفون الكون
بأنه يتنفس .
كان مشهد القصبه الهوائيه و الرئه لا يعبر فقط عن التوحيد الجغرافى لمصر السفلى و العليا , بل يحتوى أيضا رموزا كونية تتعلق بايقاع الكون و علاقة الانسان بذلك الايقاع .
و كما كانت الأرض تثنى فى مصر القديمة و تصبح أرضين (تاوى) , كانت الماعت أيضا تثنى و تصبح "ماعتى" .
كانت الماعت فى مصر القديمة رمزا كونيا عميقا , فهى لا تقتصر فقط على مفهوم العدل بمعنى القصاص و الانتقام , و لكنها تشمل معانى أخرى كثيره منها النظام الكونى .
فماعت هى قوانين التوازن و التناغم التى بنى بها الكون , و هذا التوازن و التناغم هو الذى يحفظ الكون من السقوط مرة أخرى فى هاوية الفوضى و الظلام (بحر نون) .
تأمل قدماء المصريين فى فكرة الميزان و الاتزان , فوجدوا أن الميزان يتزن بسبب وجود كفتان متساويتان تقف كل منهما على الطرف الآخر و على النقيض من الكفه الأخرى .
يقوم الاتزان فى الكون على الثنائيه , لذلك كانت الثنائيات من أساسيات الفلسفه الكونيه عند قدماء المصريين .
كانت الماعت تقوم على تلك الثنائيات و الاتزان بينها , لذلك كانت الماعتى (مثنى ماعت) تعنى القوانين التى توازن بين الثنائيات .
و لما كانت "الحقيقه" من معانى الماعت , فان تثنية الماعت لتصبح ماعتى فى اللغة المصرية القديمة تدل على أن قدماء المصريين فهموا الحقيقه الكونيه على انها حقيقتان ..... حقيقه نسبيه و حقيقه مطلقه .
فالعالم المادى / الظاهر متغير و نسبى , لذلك فالحقيقه فيه نسبيه متغيره .
أما عالم الروح / الباطن فهو ثابت و مطلق و الحقيقه فيه مطلقه و ثابته .
و الانسان الكامل هو الذى يستطيع الجمع بين الأرضين/ العالمين (تاوى) ...... و بين الحقيقتين (ماعتى) .
قامت الفلسفة الكونية فى مصر القديمة على مفهوم الثنائيات (duality) , فكل شئ يوجد منه نسخه اخرى .
كانت تثنية الأسماء فى مصر القديمة باضافة حرف "ى" ((Y , و من أشهر الأسماء التى كانت تثنى فى مصر القديمة , الأرض و الماعت .
كان "تاوى" هو أحد أسماء مصر فى الحضارة المصرية القديمة و تعنى "الأرضين" , و كان من ألقاب ملك مصر "ملك الأرضين" , و يحمل فوق رأسه التاجين الأحمر و الأبيض رمز الأرضين (مصر السفلى و مصر العليا) .
لم يكن مفهوم توحيد الأرضين يقتصر على التوحيد الجغرافى للنصف الجنوبى و الشمالى لمصر .
لأنه لو كان المقصود بتوحيد الأرضين هو التوحيد الجغرافى , فلماذا كان ملك مصر يرتدى التاج الأحمر منفصلا فى بعض المناسبات و الطقوس و يرتدى التاج الأبيض منفردا فى بعض الطقوس الأخرى , ثم يعود و يجمع بين التاجين فى مناسبات معينه .
من المعروف أن توحيد القطرين تم فى عهد الملك مينا فى بداية عصر الأسرات و ظلت مصر موحده طوال تاريخها . فاذا كان الجمع بين التاج الأحمر و الأبيض هو رمز التوحيد الجغرافى لظل ظهور التاجين الأحمر و الأبيض بدون انفصال فى أى مناسبه لأن مصر لم تنفصل أبدا منذ أن توحدت فى عهد مينا .
كانت الرموز فى مصر القديمه تحمل فى الغالب أكثر من معنى على المستوى المادى و على المستوى الروحى , و من المعروف عن الفن المصرى القديم استخدامه للأشياء الماديه المعروفه فى الحياه اليومية
لتكون رموزا لعلوم كونية و روحانيه .
لذلك كان رمز الأرضين و التاجين هو رمز لأرض مصر السفلى الموجوده فى العالم المادى الذى نعرفه , و أيضا رمز لأرض أخرى هى نسخه معكوسه من أرضنا موجوده فى كون آخر موازى لكوننا .
ظهرت حديثا نظريات علمية تفترض وجود نسخه من كل شئ مادى موجود فى هذا الكون , و لكنها نسخه معكوسه مثل صورة مرآه , و توجد فى كون آخر موازى لكوننا , و هذا ما نجده فى نظريات حديثه مثل
نظرية ال (Super Partner Theory) , و نظرية ال (Super String Theory)
كان الملك فى مصر القديمه هو رمز الانسان الكامل , و كان كمال الانسان عند قدماء المصريين يكمن فى القدرة على الوصول الى التوازن و الاتزان بين المتناقضين , ليكون الانسان جسرا بين عالمين / أرضين
(عالم الماده و عالم الروح ) .
عبر الفنان المصرى القديم عن فكرة التوحيد أو الجمع بين الثنائيات المتناقضه باستخدام صورة القصبه الهوائيه و الرئه . تأمل المصرى القديم فى الكون فوجد حركة الشهيق و الزفير من أسرار حياة الانسان
و الكون أيضا . فحياة الانسان رهن ذلك الايقاع المنتظم الذى لا يتوقف للشهيق و الزفير , و اذا حدث
و توقف هذا الايقاع لثوانى معدوده كان ذلك ايذانا بنهاية حياة الانسان .
و كما يتنفس الانسان , يتنفس الكون أيضا , فقد توصل علماء الفيزياء و الفلك مؤخرا الى أن الكون فى حالة تمدد يعقبها انكماش تشبه تماما تمدد و انكماش الرئه أثناء التنفس , مما جعل العلماء يصفون الكون
بأنه يتنفس .
كان مشهد القصبه الهوائيه و الرئه لا يعبر فقط عن التوحيد الجغرافى لمصر السفلى و العليا , بل يحتوى أيضا رموزا كونية تتعلق بايقاع الكون و علاقة الانسان بذلك الايقاع .
و كما كانت الأرض تثنى فى مصر القديمة و تصبح أرضين (تاوى) , كانت الماعت أيضا تثنى و تصبح "ماعتى" .
كانت الماعت فى مصر القديمة رمزا كونيا عميقا , فهى لا تقتصر فقط على مفهوم العدل بمعنى القصاص و الانتقام , و لكنها تشمل معانى أخرى كثيره منها النظام الكونى .
فماعت هى قوانين التوازن و التناغم التى بنى بها الكون , و هذا التوازن و التناغم هو الذى يحفظ الكون من السقوط مرة أخرى فى هاوية الفوضى و الظلام (بحر نون) .
تأمل قدماء المصريين فى فكرة الميزان و الاتزان , فوجدوا أن الميزان يتزن بسبب وجود كفتان متساويتان تقف كل منهما على الطرف الآخر و على النقيض من الكفه الأخرى .
يقوم الاتزان فى الكون على الثنائيه , لذلك كانت الثنائيات من أساسيات الفلسفه الكونيه عند قدماء المصريين .
كانت الماعت تقوم على تلك الثنائيات و الاتزان بينها , لذلك كانت الماعتى (مثنى ماعت) تعنى القوانين التى توازن بين الثنائيات .
و لما كانت "الحقيقه" من معانى الماعت , فان تثنية الماعت لتصبح ماعتى فى اللغة المصرية القديمة تدل على أن قدماء المصريين فهموا الحقيقه الكونيه على انها حقيقتان ..... حقيقه نسبيه و حقيقه مطلقه .
فالعالم المادى / الظاهر متغير و نسبى , لذلك فالحقيقه فيه نسبيه متغيره .
أما عالم الروح / الباطن فهو ثابت و مطلق و الحقيقه فيه مطلقه و ثابته .
و الانسان الكامل هو الذى يستطيع الجمع بين الأرضين/ العالمين (تاوى) ...... و بين الحقيقتين (ماعتى) .