ست و أبوفيس والصراع بين النظام و الفوضى |
ست و أبوفيس ..... و الصراع بين النظام و الفوضى :
جزء من كتاب الخروج الى النهار (كتاب الموتى) من بردية "حر – وبن" (Herweben) بمتحف بوسطن و هى تعود للأسرة ال 21 , نجد واحدا من أعمق رموز العلوم الكونية عند قدماء المصريين .
نرى فى المشهد "ست" و هو يقوم بطعن ثعبان الفوضى أبيب (أبو فيس) الذى يعترض موكب "رع" ... أى يعترض مسار الشمس فى الفلك أثناء رحلتها الأزلية ..... رحلة ملايين السنين .
تصف كتب العالم الآخر المصرية رحلة الروح فى العالم الآخر عن طريق وصف رحلة رع (الشمس) فى الدورات الفلكية المختلفة . و للشمس دورات كثيرة تظبط ايقاعها تتراوح بين دورات قصيرة و دورات طويلة
و منها :-
اليوم : 24 ساعة
السنة : 365 يوم
السنة الأفلاطونية : و مدتها حوالى 25 ألف سنة
و هناك دورات أطول مثل السنة القطبية و مدتها حوالى 2.50 مليون
سنه .
يسير رع فى رحلته فى الدورات الكونية المختلفة بايقاع غاية فى الانضباط و التوازن , و لكن أثناء رحلته يمر بمناطق خطرة تشكل تهديدا لايقاعه المتوازن .
يظهر هذا الخطر بشكل أكبر عند نهاية الدورات الكبرى و منها السنة الأفلاطونية و السنة القطبية , و نحن الآن
(سنة 2012) فى نهاية سنة أفلاطونية يتزامن معها أيضا نهاية سنة قطبية .
و أثناء رحلة "رع" فى الفلك يمر بمناطق خطرة فى الكون حيث يعترض طريقه طاقات الفوضى الكونية التى رمز لها قدماء المصريين بثعبان أبيب (أبوفيس) .
بعض الباحثين فى الحضارة المصرية يربط بين "ست" و "أبوفيس" و يعتبرهما رمزا للشر .
لم تعرف الحضارة المصرية الشر بمفهومنا , و لكنها عرفت قوى كونية متقابلة تعمل داخل منظومة واحدة هى منظومة الخلق .
أعتقد قدماء المصريين أن الكون نشأ من بحر "نون" الأزلى و هو بحر من الطاقة فى حالتها الأولية و هى حالة الفوضى حيث لا يوجد أقطاب و لا يوحد سوى الجاذبية الشديدة (الانسحاق) بحيث يمكن أن نتخيل هذا البحر و كأنه نقطة وسط دائرة واسعة . النقطة هى العالم قبل الخلق و الدائرة الواسعة هى العالم بعد الخلق .
فعند نشأة الخلق ظهر آتوم (الانفجار الكبير) الذى أدى لظهور الأقطاب ... تفنوت و شو (الرطوبة و الهواء ) ..... نوت و جب (السماء و الأرض) .... و مع ظهور الأقطاب بدأت طاقة الانتشار (radiance) تعمل كقوة مقابلة لطاقة الجاذبية و الانسحاق التى كانت مهيمنة على بحر نون فى حالة الوجود الأول/الباطن قبل أن يبدأ الخلق/التجلى .
و ثعبان أبوفيس يمثل الطاقة فى حالتها الأولية قبل خلق الأقطاب حيث
لا يوجد سوى الكثافة الشديدة و الوحده (singularity) .
أما "ست" فهو يمثل مبدأ الانقسامية (division) و هو القانون الكونى الذى يضمن استمرار خلق أقطاب تتفاعل و يكمل بعضها عمل بعض و هو ما يضمن استمرار انتشار الكون و اتساعه و يضمن عدم عودة الكون الى حالته الأولى و هى اللاقطبية (الفوضى) .
لذلك كان "ست" هو من يتصدى لأبو فيس فى أكثر الساعات ظلمة و أكثر المراحل خطورة ليطعن أبوفيس ليمنع الكون من السقوط فى بحر نون مرة أخرى و العودة الى حالته الأولى .... قبل أن يتحول الوجود من الباطن الى الظاهر ..... و من الوحده الى الانقسامية ..... و من الكثافة الى الانتشار .
فهل سيطعن "ست" "أبوفيس" كما كان يفعل فى كل الدورات السابقة ليستمر "رع" فى رحلته الأبدية أم سينجح أبوفيس هذه المرة و يعود الكون الى حالته الأولى ...... ليبدا الخالق خلقا جديدا كما بدأه من قبل ؟
جزء من كتاب الخروج الى النهار (كتاب الموتى) من بردية "حر – وبن" (Herweben) بمتحف بوسطن و هى تعود للأسرة ال 21 , نجد واحدا من أعمق رموز العلوم الكونية عند قدماء المصريين .
نرى فى المشهد "ست" و هو يقوم بطعن ثعبان الفوضى أبيب (أبو فيس) الذى يعترض موكب "رع" ... أى يعترض مسار الشمس فى الفلك أثناء رحلتها الأزلية ..... رحلة ملايين السنين .
تصف كتب العالم الآخر المصرية رحلة الروح فى العالم الآخر عن طريق وصف رحلة رع (الشمس) فى الدورات الفلكية المختلفة . و للشمس دورات كثيرة تظبط ايقاعها تتراوح بين دورات قصيرة و دورات طويلة
و منها :-
اليوم : 24 ساعة
السنة : 365 يوم
السنة الأفلاطونية : و مدتها حوالى 25 ألف سنة
و هناك دورات أطول مثل السنة القطبية و مدتها حوالى 2.50 مليون
سنه .
يسير رع فى رحلته فى الدورات الكونية المختلفة بايقاع غاية فى الانضباط و التوازن , و لكن أثناء رحلته يمر بمناطق خطرة تشكل تهديدا لايقاعه المتوازن .
يظهر هذا الخطر بشكل أكبر عند نهاية الدورات الكبرى و منها السنة الأفلاطونية و السنة القطبية , و نحن الآن
(سنة 2012) فى نهاية سنة أفلاطونية يتزامن معها أيضا نهاية سنة قطبية .
و أثناء رحلة "رع" فى الفلك يمر بمناطق خطرة فى الكون حيث يعترض طريقه طاقات الفوضى الكونية التى رمز لها قدماء المصريين بثعبان أبيب (أبوفيس) .
بعض الباحثين فى الحضارة المصرية يربط بين "ست" و "أبوفيس" و يعتبرهما رمزا للشر .
لم تعرف الحضارة المصرية الشر بمفهومنا , و لكنها عرفت قوى كونية متقابلة تعمل داخل منظومة واحدة هى منظومة الخلق .
أعتقد قدماء المصريين أن الكون نشأ من بحر "نون" الأزلى و هو بحر من الطاقة فى حالتها الأولية و هى حالة الفوضى حيث لا يوجد أقطاب و لا يوحد سوى الجاذبية الشديدة (الانسحاق) بحيث يمكن أن نتخيل هذا البحر و كأنه نقطة وسط دائرة واسعة . النقطة هى العالم قبل الخلق و الدائرة الواسعة هى العالم بعد الخلق .
فعند نشأة الخلق ظهر آتوم (الانفجار الكبير) الذى أدى لظهور الأقطاب ... تفنوت و شو (الرطوبة و الهواء ) ..... نوت و جب (السماء و الأرض) .... و مع ظهور الأقطاب بدأت طاقة الانتشار (radiance) تعمل كقوة مقابلة لطاقة الجاذبية و الانسحاق التى كانت مهيمنة على بحر نون فى حالة الوجود الأول/الباطن قبل أن يبدأ الخلق/التجلى .
و ثعبان أبوفيس يمثل الطاقة فى حالتها الأولية قبل خلق الأقطاب حيث
لا يوجد سوى الكثافة الشديدة و الوحده (singularity) .
أما "ست" فهو يمثل مبدأ الانقسامية (division) و هو القانون الكونى الذى يضمن استمرار خلق أقطاب تتفاعل و يكمل بعضها عمل بعض و هو ما يضمن استمرار انتشار الكون و اتساعه و يضمن عدم عودة الكون الى حالته الأولى و هى اللاقطبية (الفوضى) .
لذلك كان "ست" هو من يتصدى لأبو فيس فى أكثر الساعات ظلمة و أكثر المراحل خطورة ليطعن أبوفيس ليمنع الكون من السقوط فى بحر نون مرة أخرى و العودة الى حالته الأولى .... قبل أن يتحول الوجود من الباطن الى الظاهر ..... و من الوحده الى الانقسامية ..... و من الكثافة الى الانتشار .
فهل سيطعن "ست" "أبوفيس" كما كان يفعل فى كل الدورات السابقة ليستمر "رع" فى رحلته الأبدية أم سينجح أبوفيس هذه المرة و يعود الكون الى حالته الأولى ...... ليبدا الخالق خلقا جديدا كما بدأه من قبل ؟