كيف ذاق أوزوريس الموت ؟

كيف ذاق أوزوريس الموت ؟
كيف ذاق أوزوريس الموت ؟
كيف ذاق أوزوريس الموت ؟
كانت متون الأهرام هى أول نصوص مصرية تتحدث عن أوزير (أوزوريس) ,
و جاء فيها أن أوزير ذاق الموت بثلاثة طرق مختلفة , حيث تعرض لتقطيع أوصاله (أجزاء جسده) , و تعرض للغرق , و أيضا سقط على جانبه .
قد يبدو هذا متناقضا و مثيرا للدهشة , و لكن الدهشة تزول اذا عرفنا أن القصة كلها تدور حول رموز كونية تتعلق بعلم نشأة الكون .
و الرواية الأشهر عن موت أوزير هى رواية تعرض جسده للتقطيع , وتكمل
باقى أجزاء القصة كيفية اعادة تجميع أجزاء جسده و اعادته للحياه مرة اخرى .
لم تشرح النصوص الأولى (متون الأهرام) التى تحدثت عن موت أوزير الأسباب التى أدت الى حدوث ذلك و لم تحدد عدوا معينا قام بتلك الجريمة , و لا يوجد اشارة لحدوث ذلك نتيجة للعنف .
و الرواية الثانية لموت أوزير تحكى أنه تعرض للغرق , فقد تكررت كلمة " المكان الذى غرق فيه أوزير" ثلاثة مرات فى متون الأهرام , كما جاء فيها أيضا ذكر "اليوم الذى أخرج فيه جب أوزير من المياه" .
و قد جاء ذكر حادثة الغرق عند الحديث عن اعادة تجميع أجزاء جسد
أوزير .
فقد ذكرت احدى نصوص الأهرام حادثة الغرق , و أتبعتها مباشرة بالحديث عن تجميع أجزاء جسد أوزير , كما وصف النص الذى ذكر "اليوم الذى أخرج فيه جب أوزير من المياه" بأنه هو أيضا "يوم اعادة جمع عظام أوزير" .
تحدثت متون الأهرام فى أكثر من موضع عن المياه التى فاضت من أوزير .
كما ذكرت متون التوابيت أن المياه التى فاضت من أوزير قد ملأت كل البحيرات و الأنهار , و جاء فى بعضها أن تلك المياه فاضت منه عند دفنه .
جاء ذلك متبوعا بسرد تفاصيل قيام ايزيس (است) و نفتيس
(نبت – حت) بتجميع أجزاء أوزير , و أيضا قيامهما ببناء "سد" على أحد جوانب أوزير لحجز المياه التى تفيض منه .
كما تحكى نظرية ممفيس لنشأة الكون أن "أوزير غرق فى مياهه , ثم تم رفعه مرة أخرى الى الأرض" .
فجاء فى تلك القصة أن أوزير قد "غرق فى مياهه" بينما كانت ايزيس و نفتيس تراقبان , حيث كانتا تشاهدان ما يحدث و تشعران بالألم من أجله .
و ظل حور (حورس) الكبير يصيح و ينادى على ايزيس و نفتيس طالبا منهما التدخل لانقاذ أوزير , الى أن قامتا بالالتفات اليه و سحبه من المياه و رفعه الى الأرض .
أما الرواية الثالثة لموت أوزير فقد جاءت فى متون الأهرام حيث ذكر فيها فى أكثر من موضع أن أوزير قد سقط على جانبه .
و لم تذكر النصوص الأولى بوضوح أن "ست" هو المسئول عن ذلك , و ربما
كان الربط بين هذه الرواية لموت أوزير و بين "ست" بنى على نصوص متأخرة و على فكرة أن "ست" هو العدو التقليدى ل "حور" (حورس) .
و الحقيقة المؤكده فى قصة موت أوزير (بغض النظر عن كيفية حدوثه) هى أن موت أوزير لم يكن فناءا له , و لكنه كان حالة مؤقته , أو بوابة مرور
من احدى حالات الوجود الى حالة أخرى .
و بعد المرور بتلك الحالة المؤقته , يهزم أوزير الموت و يبعث من جديد كما يبعث طائر البنو (العنقاء) من الرماد .
لم يكن موت أوزير نهاية حياه , و لكنه كان حالة من السكون و النوم العميق الأشبه بالغيوبة أو غياب الوعى . تلك الحالة من غياب الوعى ينتصر عليها أوزير فى النهاية (بمساعدة القوى الكونية) و يعود اليه الوعى مرة أخرى , و لكنه ليس نفس الوعى القديم .......... بل يرتقى
و يبعث فى حالة أخرى من حالات الوجود تختلف عن حاله فى السابق .
------------------------------------------------------------------
مقتطف من كتاب (The Midnight Sun) للكاتب Alan Alford

ضع تعليقك