لوحة شباكا (Shabaka Stone) نظرية ممفيس لنشأة الكون

لوحة شباكا (Shabaka Stone) نظرية ممفيس لنشأة الكون
لوحة شباكا (Shabaka Stone) نظرية ممفيس لنشأة الكون
لوحة شباكا (Shabaka Stone) ...... نظرية ممفيس لنشأة الكون :-
يعد حجر شباكا (Shabaka Stone) .... أحد أهم الوثائق التى حفظ بها قدماء المصريين جزء مما كان لديهم من علم نشاة الكون و تطوره .
يعرض حجر شباكا فى المتحف البريطانى , و هو حجر نقش فى عصر الأسرة الخامسة و العشرين (حوالى سنة 716 قبل الميلاد) بأمر من الملك النوبى "شباكا" الذى كان يحكم مصر فى ذلك الوقت .
و يقول النص أن الملك شباكا وجد فى معبد بتاح بممفيس (مين – نفر) أحدى البريات القديمة التى تعود الى عصر الدولة القديمة تحتوى على احدى النصوص المقدسة و كانت البردية بحالة سيئة فقد أكل الدود
بعض أجزاءها .
و كعادة قدماء المصريين فى الحفاظ على النصوص المقدسة جيلا بعد جيل , أراد الملك شباكا أن يحفظ ذلك النص المقدس من الاندثار فأمر بنقشه على لوح حجرى . و لكن للأسف مرت على مصر عصور انحدار اهمل فيها الناس العلم و قدسوا الجهل , فتم استخدام الحجر الذى نقش عليه النص المقدس كحجر ل "طاحونه" مما أدى الى محو بعض أجزاء النص .
و لكن تمكن العلماء حديثا من دراسة الجزء المتبقى من النص و كان جيمس هنرى بريستد هو أول من قام بترجمة النص سنة 1901 و قدم دراسة تحت عنوان (Philosophy of a Memphite Priest)
شرح فيها أن نظرية ممفيس هى أقدم نظرية فلسفية تتناول نشأة
الكون .
كان علم نشأة الكون علما مقدسا فى مصر القديمة بل هو أقدس العلوم , لأنه العلم الذى يصل الانسان بالذات العليا . و قد عرفت الحضارة المصرية 5 نظريات رئيسية لنشأة الكون و تطوره .... و هى :-
*** ثامون الأشمونيين ((Hermopolis Ogdoad
*** تاسوع هليوبوليس (Heliopolis Ennead)
*** نظرية طيبة (Theban Theology)
*** نظرية ممفيس (Memphite Theology)
*** نصوص ادفو (Edfu Building texts)
اهتمت كل نظرية على حدة بدراسة أحد جوانب علم نشأة الكون و تطوره , و ربط قدماء المصريين بين كل نظرية من تلك النظريات و بين احدى المدن الكبرى فى مصر , فقد كان من عادة قدماء المصريين دائما
ربط العالم الأرضى بعالم السماء و بالماضى الكونى ليصبح ( كما فوق .... كما تحت) كما قال تحوت فى ألواحه , و أيضا لابقاء أحداث نشأة الكون حية فى أذهان الناس , و تذكيرهم دائما بالنشأة الأولى .
شرحت نظرية ممفيس دور "بتاح" فى نشأة الكون , حيث كان الخلق عن طريق القلب و اللسان .
جاء فى نظرية ممفيس أن الخالق (الذى يوصف بأنه بتاح فى تلك المرحلة من النشأة) خلق الكون عن طريق خطة كونية ارادها و حفظها فى قلبه , و القلب هو مركز الوعى و الارداة عند الحضارات القديمة . ثم قام بتفعيل تلك الخطة عن طريق اللسان , أى باستخدام قوة الكلمة (ترددات الصوت) .
و بخلاف "خنوم" (المصور) الذى يشكل المخلوقات المادية بيديه على عجلة الفخرانى , نجد أن "بتاح" يظهر دائما و هو محبوس فى لفائف المومياء مكتوف الأيدى و الأرجل .
لأن دور بتاح كان هو الابداع عن طريق الفكر و عن طريق استخدام قوة الكلمة .
الفكر و الكلمة ....... الوعى و الارادة .... هى الأدوات التى كان يعمل بها بتاح عند نشأة الكون .
و قوة الكلمة التى استخدمها بتاح هى التى أدت الى فصل السماء عن الأرض (عن طريق شو) و الى فصل الظلمة عن النور ... أى أن ترددات كلمات بتاح هى التى ساعدت على خلق أقطاب فى الكون , و ساعدت على ظهور تاسوع هليوبوليس . لذلك تقول نظرية ممفيس أن ظهور بتاح
كان سابقا على ظهور تاسوع هليوبوليس , لأن دور بتاح فى الخلق عن طريق الفكر و الكلمة (الوعى و الارادة) هو الذى مهد الطريق بعد ذلك لظهور تاسوع هليوبوليس .
وفى نظرية ممفيس كانت "سخمت" هى القوة الكونية المقابلة ل "بتاح" , فهى الطاقة الفعالة / النشطة / المدمرة , فى مقابل قوة بتاح الفكرية / المبدعة / الخلاقة . و بالرغم من أن طاقة سخمت كانت لها القدرة على التدمير الا أنها ساعدت بتاح فى الخلق لأنها قوة فعالة (ُelectric) ... قامت بدور مهم فى تفعيل الخطة الكونية التى ابدعها بفكره و حفظها فى قلبه .
أما نفرتوم فهو روح الجمال و زهرة اللوتس التى خرجت الى الوجود فى الأزل , و التى تحمل طاقة الشفاء ...... و هو الضلع الأخير و المكمل فى ثالوث ممفيس .

ضع تعليقك