ما الذى كانت ترمز له رأس أوزير بأبيدوس ؟
عند دراسة النصوص المصرية القديمة المتعلقة بمعدن الحديد , نلاحظ النقاط الآتية :
*** أولا : مما لا شك فيه ان قدماء المصريين (و كذلك كل الحضارات القديمة) كانوا يحصلون على معدن الحديد من النيازك , و كانوا يعلمون تماما أن هذه النيازك نزلت من السماء .
*** ثانيا : لا يمكن لأى باحث فى المصريات أن ينكر أن الحديد النيزكى (الذى سقط من السماء على هيئة نيازك) كان مقدسا عند قدماء المصريين .
فحجر ال "بن – بن" الموجود بمعبد البنو بمدينة ايونو (هليوبوليس) كان بالتأكيد حجرا نيزكيا سقط من السماء , و كذلك الحجر الذى يطلق عليه "كا – مو – تف" (أى ثور أمه) و الذى كان مقدسا فى مدينة طيبة .
*** ثالثا : ان القارئ لمتون الأهرام و متون التوابيت يلاحظ الحضور الطاغى لكلمة الحديد (bja) فى كل موضع , فهو فى كل مكان , فى أعماق الأرض (الأزلية) و كذلك فى السماء . و السبب فى ذلك أن الملك (من خلال انتقاله الى العالم الآخر) كان يعيد تكرار قصة الخلق , التى لعب فيها الحديد دورا أساسيا . فقد انفجر الحديد السائل من باطن الأرض الأزلية (و هو ما يعرف بمصطلح "فتح الفم") و تم قذفه الى السماء ليشكل المادة الخام التى خلق منها الشمس و القمر و النجوم
و الكواكب . و يعرف هذا الحديد السائل بأنه بذرة الاله (السائل المنوى للاله) الذى قام بعملية الاخصاب الكونى للسماء . و ما تبقى من هذا الحديد الذى قذف الى السماء , سقط على الأرض بعد نشأتها
بحوالى 2 مليار سنه , لكى تخرج
منه بذرة الحياة و تبدأ الكائات الحية فى الظهور على سطح الأرض .
*** رابعا : من المعروف أن الأدوات التى كانت تستخدم فى الطقوس المقدسه (مثل طقوس فتح الفم) كانت تصنع من الحديد النيزكى .
و السبب فى ذلك أن تلك الطقوس كانت بمثابة اعادة تكرار لقصة
الخلق , عندما فتحت الأرض الأزلية فى الزمن الأول و خرج من باطنها الحديد المنصهر و قذف به الى السماء لتبدأ عملية الاخصاب الكونى .
*** خامسا : يتضح من دراسة النصوص المصرية القديمة أن قدماء المصريين كانوا يحفظون النيازك بطرق مختلفة . فقد كانت أحيانا تدفن تحت المعابد , و أحيان أخرى توضع داخل مقاصير أو نواويس داخل
المعبد .
و هناك حالة واحدة كان النيزك يوضع فيها داخل صندوق (على شكل قبة) و يرفع فوق عامود يرتفع الى السماء , كما كان يحدث فى أبيدوس .
كل هذه الطرق المختلفة لمعاملة النيازك هى اعادة لقصة انتقال الحديد فى رحلته الكونية من الأرض (الأزلية) الى السماء , ثم سقوطه على الأرض مرة أخرى لكى تنشأ منه الحياه على الأرض .
*** سادسا : من الحقائق العلمية المؤكده أن الحديد معدن ضعيف , فعند تعرضه لدرجات حرارة متباينة و درجات رطوبة عالية و أكسجين فانه يبدأ فى الصدأ و التحلل . و لكى تحفظ النيازك فى حالة جيدة , يجب أن يتم تخزينها فى أماكن ذات درجة حرارة ثابته (بقدر الامكان) , و بعيدا عن الهواء و الرطوبة .
و هناك العديد من الأدلة التى تشير الى أن قدماء المصريين كانوا يحفظون النيازك داخل صناديق أو توابيت محكمة الغلق من الحجارة , لحمايتها من الهواء و الرطوبة .
*** سابعا : ان الفكرة المطروحة لغرفة الملك بهرم خوفو , و هى أنها صممت لتكون غرفة لحفظ النيازك , ليست فكرة غريبة على العقل المصرى . فهناك جذور لهذه الفكرة و هى ما كان يقوم به قدماء المصريين فى احتفالات مدينة أبيدوس اذ كانوا يرفعون الى السماء (فوق عامود مرتفع) صندوقا يحوى بداخله نيزكا , و كان هذا الصندوق على شكل قبة و يرمز الى رأس أوزير .
*** ثامنا : عند القراءة المتأملة لقصة الخلق فى مصر القديمة يصبح من الواضح أن هرم خوفو بنى ليكون نموذجا مصغرا لأحداث نشأة الكون , و رمزا للخالق أثناء تفعيله لعملية الخلق . و أن قمة الهرم كانت تقوم بدور حجر ال "بن – بن" الأزلى الذى لعب دورا رئيسيا فى أحداث النشأة الأولى و خصوصا عملية الاخصاب الكونى .
*** تاسعا : كان الحديد النيزكى موجودا و معروفا لقدماء المصريين
منذ وقت طويل قبل عصر بناة الأهرام (الأسرة الثالثة و الرابعة) , فقد كان معروفا لهم منذ عصر ما قبل الأسرات , و من أشهر أمثلته حجر ال
"بن – بن" بهليوبوليس , و رأس أوزير (النيزك المحفوظ داخل صندوق مقبب) بأبيدوس .
-------------------------- -------------------------- -------------------
من كتاب (Pyramid of Secrets) للكاتب البريطانى Alan Alford
ما الذى كانت ترمز له رأس أوزير بأبيدوس ؟ |
عند دراسة النصوص المصرية القديمة المتعلقة بمعدن الحديد , نلاحظ النقاط الآتية :
*** أولا : مما لا شك فيه ان قدماء المصريين (و كذلك كل الحضارات القديمة) كانوا يحصلون على معدن الحديد من النيازك , و كانوا يعلمون تماما أن هذه النيازك نزلت من السماء .
*** ثانيا : لا يمكن لأى باحث فى المصريات أن ينكر أن الحديد النيزكى (الذى سقط من السماء على هيئة نيازك) كان مقدسا عند قدماء المصريين .
فحجر ال "بن – بن" الموجود بمعبد البنو بمدينة ايونو (هليوبوليس) كان بالتأكيد حجرا نيزكيا سقط من السماء , و كذلك الحجر الذى يطلق عليه "كا – مو – تف" (أى ثور أمه) و الذى كان مقدسا فى مدينة طيبة .
*** ثالثا : ان القارئ لمتون الأهرام و متون التوابيت يلاحظ الحضور الطاغى لكلمة الحديد (bja) فى كل موضع , فهو فى كل مكان , فى أعماق الأرض (الأزلية) و كذلك فى السماء . و السبب فى ذلك أن الملك (من خلال انتقاله الى العالم الآخر) كان يعيد تكرار قصة الخلق , التى لعب فيها الحديد دورا أساسيا . فقد انفجر الحديد السائل من باطن الأرض الأزلية (و هو ما يعرف بمصطلح "فتح الفم") و تم قذفه الى السماء ليشكل المادة الخام التى خلق منها الشمس و القمر و النجوم
و الكواكب . و يعرف هذا الحديد السائل بأنه بذرة الاله (السائل المنوى للاله) الذى قام بعملية الاخصاب الكونى للسماء . و ما تبقى من هذا الحديد الذى قذف الى السماء , سقط على الأرض بعد نشأتها
بحوالى 2 مليار سنه , لكى تخرج
منه بذرة الحياة و تبدأ الكائات الحية فى الظهور على سطح الأرض .
*** رابعا : من المعروف أن الأدوات التى كانت تستخدم فى الطقوس المقدسه (مثل طقوس فتح الفم) كانت تصنع من الحديد النيزكى .
و السبب فى ذلك أن تلك الطقوس كانت بمثابة اعادة تكرار لقصة
الخلق , عندما فتحت الأرض الأزلية فى الزمن الأول و خرج من باطنها الحديد المنصهر و قذف به الى السماء لتبدأ عملية الاخصاب الكونى .
*** خامسا : يتضح من دراسة النصوص المصرية القديمة أن قدماء المصريين كانوا يحفظون النيازك بطرق مختلفة . فقد كانت أحيانا تدفن تحت المعابد , و أحيان أخرى توضع داخل مقاصير أو نواويس داخل
المعبد .
و هناك حالة واحدة كان النيزك يوضع فيها داخل صندوق (على شكل قبة) و يرفع فوق عامود يرتفع الى السماء , كما كان يحدث فى أبيدوس .
كل هذه الطرق المختلفة لمعاملة النيازك هى اعادة لقصة انتقال الحديد فى رحلته الكونية من الأرض (الأزلية) الى السماء , ثم سقوطه على الأرض مرة أخرى لكى تنشأ منه الحياه على الأرض .
*** سادسا : من الحقائق العلمية المؤكده أن الحديد معدن ضعيف , فعند تعرضه لدرجات حرارة متباينة و درجات رطوبة عالية و أكسجين فانه يبدأ فى الصدأ و التحلل . و لكى تحفظ النيازك فى حالة جيدة , يجب أن يتم تخزينها فى أماكن ذات درجة حرارة ثابته (بقدر الامكان) , و بعيدا عن الهواء و الرطوبة .
و هناك العديد من الأدلة التى تشير الى أن قدماء المصريين كانوا يحفظون النيازك داخل صناديق أو توابيت محكمة الغلق من الحجارة , لحمايتها من الهواء و الرطوبة .
*** سابعا : ان الفكرة المطروحة لغرفة الملك بهرم خوفو , و هى أنها صممت لتكون غرفة لحفظ النيازك , ليست فكرة غريبة على العقل المصرى . فهناك جذور لهذه الفكرة و هى ما كان يقوم به قدماء المصريين فى احتفالات مدينة أبيدوس اذ كانوا يرفعون الى السماء (فوق عامود مرتفع) صندوقا يحوى بداخله نيزكا , و كان هذا الصندوق على شكل قبة و يرمز الى رأس أوزير .
*** ثامنا : عند القراءة المتأملة لقصة الخلق فى مصر القديمة يصبح من الواضح أن هرم خوفو بنى ليكون نموذجا مصغرا لأحداث نشأة الكون , و رمزا للخالق أثناء تفعيله لعملية الخلق . و أن قمة الهرم كانت تقوم بدور حجر ال "بن – بن" الأزلى الذى لعب دورا رئيسيا فى أحداث النشأة الأولى و خصوصا عملية الاخصاب الكونى .
*** تاسعا : كان الحديد النيزكى موجودا و معروفا لقدماء المصريين
منذ وقت طويل قبل عصر بناة الأهرام (الأسرة الثالثة و الرابعة) , فقد كان معروفا لهم منذ عصر ما قبل الأسرات , و من أشهر أمثلته حجر ال
"بن – بن" بهليوبوليس , و رأس أوزير (النيزك المحفوظ داخل صندوق مقبب) بأبيدوس .
--------------------------
من كتاب (Pyramid of Secrets) للكاتب البريطانى Alan Alford