الأرشيف المقدس و مكتبة السحر

الأرشيف المقدس و مكتبة السحر :-
الأرشيف المقدس و مكتبة السحر
الأرشيف المقدس و مكتبة السحرة

كان المصرى القديم يطلق على الكتابات المقدسة اسم "باو – رع"
(Baou Ra) أى "أرواح رع" (النور الالهى) .
جاء فى أحدى البرديات المصرية أن "باو – رع" هى طاقة النور التى
يحيا بها أوزير .
ان "باو – رع" هى الوسيلة التى من خلالها يلتقى "رع" (رب النور)
و أوزير (رب العالم السفلى) .
و الكتابات المقدسة المعروفة باسم "باو – رع" ليست من تأليف بشر
و انما هى من وضع "تحوت" رب الكلمة , و "شا" رب الحكمة ,
و "جب" رب الأرض .
من الضرورى للساحر أن يكون مطلعا على أسرار الكلمات الالهية .
كان المصرى القديم بطبعه يحب الكلمة المكتوبة , لأنها تسجل العلم
و تحفظه من الاندثار .
جاء فى أحد الأمثال المصرية القديمة (أحب الكتب , كما تحب أمك) .
لم يقف ولع الساحر فى مصر القديمة و شغفه بالكلمة المكتوبة عند
حد قراءتها فقط , و انما كان الساحر أيضا "يشرب الكلمة المكتوبة" .
فقد كان من طقوس السحر فى مصر القديمة أن يضع الساحر ورقة
البردى التى تحمل الكود السحرى فى اناء به ماء و يترك الورقة فى
الماء لبعض الوقت الى أن يتم شحن الماء بطاقة الكود السحرى , و بعد أن يذوب النص فى الماء تماما , يشرب الساحر الماء المشحون بطاقة الكلمة السحرية .
*** ملحوظة للمترجم (ما زال التراث الشعبى المصرى يحفظ الكلمة المأثورة "يبلها و يشرب ميتها" , للتعبير عن الحصول على طاقة غير عادية من أحد النصوص المكتوبة) .
كان المصرى القديم يضع بجانب المومياء لفائف بردى تحوى نصوصا
تخاطب كائنات من أبعاد أخرى فى الكون , و الهدف من هذه النصوص
هو ابعاد قوى الظلام و الطاقات السلبية و منعها من مهاجمة روح المتوفى عند ارتحاله فى العالم الآخر . كانت هذه النصوص السحرية توضع أحيانا بجوار رأس المومياء و أحيان أخرى بجوار الأقدام .
كان كل معبد فى مصر القديمة ملحقا به مكتبة , تحوى كتب العلوم الباطنية و السرية مثل علم السحر . فكانت مكتبة معبد أدفو تحوى
كتبا تتحدث عن كيفية محاربة قوى الظلام و السيطرة عليها , و ابعاد التماسيح (رمز الموت و الفساد و العطب) , و صيد الأسود (رمز السيطرة على طاقة النار) . و حماية الملك (رمز النظام على الأرض ) .
كان الساحر ينظم حياته وفقا لقوانين النظام الكونى .
و كان اليوم العشرين من الشهر الأول من فصل الفيضان هو يوم ارسال
و استقبال الخطابات (يوم المراسيل) . و هذ اليوم فى نظر المصرى القديم هو اليوم الذى ينتهى فيه كل شئ قديم و يبدأ فيه كل شئ من جديد . و هو يوم تدوين الكتاب المقدس ... الكتاب الذى يحوى الأكواد السحرية التى بامكانها ازاحة قوى الظلام و الفوضى التى تهدد النظام الكونى .
و الكتابات السحرية هى كتابات حية , لأنها تستخدم اللغة الهيروغليفية
(اللغة الالهية / المقدسة) ..
و تعتبر بعض أجزاء متون الأهرام نموذجا للكتابات السحرية .
فكل حرف هيروغليفى هو "كائن حى" , و به من القوة و الطاقة
السحرية ما يجعله مؤثرا فى العالم الآخر .
فكنت الرموز التى تحمل صور حيوانات خطرة مثل الحيات و الأسود
ترسم ناقصة أو مقطعة الى أجزاء , حتى لا تؤذى روح المتوفى فى
العالم الاخر عندما تدب فيها لحياة .
آمن المصرى القديم بأن الكلمة يمكنها أن تؤثر فى المادة و تعطيها
الروح . و كانت طريقة نطق الكلمة و ترتيلها بالطريقة السليمة هو
السر فى تفعيل الطاقة السحرية الكامنة فيها .
و عندما تتكلم الكائنات الالهية (النترو) , فان كلماتها تزيح قوى
الفوضى و الظلام و تفسح الطريق لقوة النور و الحياة لتدعم النظام
الكونى . لذلك كان الساحر يرتل و يردد كلمات النترو , و بشكل خاص
كلمات حورس التى تقضى على قوى الموت و التحلل و العطب
و تخرج السم من جسد المريض و تعيد اليه الحياة , و تنقذ الانسانية
كلها من خطر السقوط فى الفوضى و الظلام .
كانت أقوى الكلمات السحرية هى تلك التى تعود الى عصور سحيقة
منذ فجر التاريخ , و أعظمها على الاطلاق هو "بيريت – خيرو"
(peret kherou) , أى "الكلمات المنطوقة" .
و على الساحر قراءة هذه الكلمات و ترتيلها و كتابتها و فهمها
و استخدامها كأداة فعالة و مؤثرة فى العالم المادى .
و ترديد النص السحرى 4 مرات يكسبه قوة خارقة , و لكن يعتمد
ذلك على النطق الصحيح و طريقة اخراج اللفظ و ايقاعه .
-------------------------------------------------------------
من كتاب "السحر و الماورائيات فى مصر القديمة"
(Magic and Mysteries in Ancient Egypt)
للكاتب الفرنسى "كريستيان جاك" (Christian Jacq)

ضع تعليقك