قارب رع المزدوج

قارب رع المزدوج
قارب رع المزدوج
قارب رع المزدوج .... تحكى أسطورة خلق العالم المصرية القديمة عن ظهور رع من محيط الماء الأزلى , محيط الفوضى (نون) و هو محيط من الطاقة الكامنة . بدأت عملية نشأة الكون بظهور رع من بحر نون أى بالتجلى .
كان رع" عند قدماء المصريين كان هو أحد النترو – بل هو أولها – و النترو عبارة عن كيانات الهية (كيانات و ليس كائنات) انبثقت عن الخالق لكى تعمل على نشأة الكون و تطوره و هى عبارة عن طاقة و ذكاء ووعى خارج حدود التجسد و يمكن مقارنتها بقوانين الطبيعة .
كان رع عند قدماء المصريين بمثابة كلمة السر أو ال "password" التى فتحت الطريق لباقى النترو للعمل على نشأة الكون و تطوره , و يمكن استيعاب رع على أنه "التجلى" للخالق , فبعد أن كان الخالق سبحانه و تعالى كنزا مخفيا (أمن) بدأ التجلى و الظهور . و آمن (تنطق آمن بكسر الميم و ليس آمون) هو الخفى فى حين أن رع هى الجلى و يكون آمن-رع هو الخفى الجلى . فكما أن أول خطوة لبدأ عملية الخلق هى التجلى , فكذلك بدأت نشأة الكون عند قدماء المصريين بظهور رع أى التجلى , و رع هو أيضا الطاقة الحيوية (طاقة الحياه) , و معنى ذلك أن المصرى القديم فهم أن أول خطوة فى عملية نشأة هى خلق الطاقة الحيوية و هى الطاقة التى تمد كل الموجودات بالحياه و هى الطاقة المهيمنة على كل الطاقات الأخرى و هى طاقة تأتى من خارج حدود الزمان و المكان أى من عالم الروح (حسب تعريف دكتور ابراهيم كريم) .
بدأت أولى الخطوات لعملية نشأة الكون بأن أحل رع "المتجلى" الماعت (النظام الكونى) محل نون (الفوضى)
و بدأ رع رحلة الخلق و نشأة الكون و تطوره بالابحار فى قارب رع ال "مزدوج" حيث يبحر عبر السماء (نوت) خلال النهار ليشع فوق الأرض (جب) أى العالم المادى المرئى , و يبحر فى القارب الثانى عبر ال "دوات" (أى العالم الآخر) خلال الليل ليشع فوق العالم النجمى أو البرزخ .
كان ال "دوات" عند قدماء المصريين هو أحد الأبعاد الخفية التى تذهب اليها أرواح البشر بعد الموت , و فى نفس الوقت كان هو مصدر الأشياء التى تظهر للوجود فى العالم المرئى .
و لم يفصل المصرى القديم بين علوم الطبيعة و ما وراء الطبيعة حيث مزجت أساطير نشأة الكون المصرية بين العالمين المرئى و عالم ما وراء الطبيعة فى كيان واحد و لم تكن تلك الأساطير سوى نظريات علمية جادة تتحدث عن علم نشأة الكون و تطوره و ليس قصصا للتسلية . نظر المصرى القديم للعالمين المادى و عالم ما وراء الطبيعة على أنهما وجهان لعملة واحدة هى الوجود , لذلك نرى الازدواجية فى التراث المصرى القديم تلعب دورا كبير و هى ازدواجية ترمز الى وجهى الوجود المرئى و الخفى , مثال ذلك قاعة ماعت المزدوجة التى تحاكم فيها أرواح البشر المتوفين بعد الموت , و نوت المزدوجة , و أيضا قارب رع المزدوج ألذى أمامنا و الذى يرمز الى تجلى الخالق فى العالمين المرئى و عالم ما وراء الطبيعة أيضا .
ــــــــ
مدرسة بيت الحياة المصري

ضع تعليقك