تمثالان للملك "رمسيس الثاني" من "عين شمس"

تمثالان للملك "رمسيس الثاني" من "عين شمس"
تمثالان للملك "رمسيس الثاني" من "عين شمس"
* من آثار عصر الرعامسة فى المواقع الأثرية العالمية :-

تمثالان للملك "رمسيس الثاني" من "عين شمس" :

كانت هذه المنطقة تعرف قديمًا باسم "إيون"، وهي من بين المدن المصرية التي نالت شهرة واسعة على امتداد التاريخ المصري القديم، وطوال العصر اليوناني، على اعتبار أنها كانت مركزًا رئيسيًا لعبادة الشمس ومنها خرجت إحدى نظريات خلق الكون في الفكر الديني المصري وهي نظرية التاسوع. عرفت المدينة في النصوص اليونانية باسم "هليوﭙوليس"، أى "مدينة الشمس"، وأصبحت في العربية "عين شمس"، وربما كانت كلمة "عين" تحريفًا لكلمة "إيون".
تقع المنطقة حاليًا في الجزء الشمالي الشرقي لمدينة القاهرة، وتبعد حوالي20 كم من وسط القاهرة، وتضم مناطق عرب الحصن، وعرب الطوايل، والخصوص، والمسلة. أما عن جبانتها، فتمتد خارج السور الشرقي والجنوبي للمدينة، لتشمل بعض أحياء القاهرة، وهي: المطرية، ومسطرد، وعين شمس الغربية والشرقية، وعزبة النخل، والمرج، وحلمية الزيتون، وأجزاء من مصر الجديدة، ومدينة نصر، حتى جنوب شرق جبل المقطم. تتبع المدينة الإقليم 13 من أقاليم مصر السفلى. شهدت إحدى محاولات الوجه البحري لتوحيد قطري مصر، قبل المحاولة التي نجحت في عهد الملك "نعرمر".
وتدل بعض الشواهد الأثرية والدراسات المقارنة على أن المدينة كانت معاصرة لحضارتي نقادة الأولى والثانية، وحضارة المعادي. كما تم الكشف عن أطلال مقابر تؤرخ للأسرتين الأولى والثانية. ومع بداية الأسرة الثالثة، أبدى الملك "زوسر" اهتمامًا كبيرًا بالمدينة، وحمل مهندسه "إيمحتب" لقباً رئيسياً من ألقاب كهنة هليوﭙوليس، وهو "كبير الناظرين للسماء"، ويرتبط هذا اللقب برصد حركة الكواكب والنجوم. وتابع ملوك مصر في الدولة القديمة، وكذلك في الدولة الوسطى، الاهتمام بهذه المدينة، فقد شيد الملك أمنمحات الأول (أول ملوك الأسرة 12) معبدًا لإله الشمس، وأقام أمامه ابنه "سنوسرت الأول" مسلتين من الجرانيت، لا تزال إحداهما قائمة حتى الآن في منطقة المطرية.
وازداد اهتمام ملوك الدولة الحديثة بالمدينة، حيث شيدوا العديد من المعابد والمقاصير للآلهة، وخصوصًا في عهود "تحتمس الثالث" و "أمنحتب الثالث" و "رعمسيس الثاني" و"رعمسيس التاسع". وفي العصور المتأخرة أقام الملك "بسماتيك الأول" (أسرة 26) تماثيل لأبي الهول، وأكثر من مسلة. كما زارالملك "بغنخي" أحد ملوك الأسرة الخامسة والعشرين المدينة وقدم القرابين لآلهتها. وأبدى الإغريق اهتمامًا كبيرًا بالمدينة عندما وفدوا إلى مصر، ودرس بعض فلاسفتهم وأدبائهم في المراكز العلمية في هذه المدينة.
ورغم ما أصاب المدينة من دمار عبر العصور المختلفة (نتيجة للزحف العمراني، وغيره من الأنشطة البشرية، مما أدى إلى ضياع الكثير من معالمها)، إلا أنها لا تزال تحتفظ بأطلال بعض المنشآت، والتي من بينها أسوار المدينة المشيدة بالطوب اللبن والمستطيلة الشكل، وكانت هذه الأسوار تتضمن أكثر من بوابة، تقع الرئيسية منها في الجزء الجنوبي الغربي للمدينة، وكانت ترسوا عندها السفن القادمة عبر أحد فروع النيل.
وعثر داخل الأسوار على بعض منازل للكهنة، وعدد من الآبار التي استخدمت في تخزين المياه، وأطلال بعض المعابد التي شيدت في عصر الدولة الحديثة، ونصب تذكاري يشبه العمود من عهد الملك "مربنتاح"، سجلت عليه بعض المناظر التي تمثل "مرنبتاح" وهو يقدم القرابين للإله رع، وغيره من الآلهة. كما عثر على أطلال مصانع لصنع الزجاج والفخار والعطور، وأفران لإعداد الخبز. كما عثر في الجزء الشمالي الغربي على البوابة الصغرى لمعبد "رعمسيس الثاني"، وعثر كذلك على مقصورة صغيرة من الحجر الجيري لا تزال تحتفظ ببعض الألوان، وتحمل اسم أحد كبار كهنة الإله رع. وقد عثر في السنوات الأخيرة على جبانة تابعة للمدينة، وتقع شرق السور الشرقي للمدينة والسور الجنوبي، وضمت الجبانة بعض المقابر، منها مقبرة شخص يدعى " با نحسي"، "حامل أختام الوجه البحري"، وربما تؤرخ للأسرة 26.
وهناك بعين شمس موقع هام يسمى سوق الخميس وهو يعد امتدادًا لمعابد عرب الحصن أو ما يُعرف بمنطقة المعابد، والتي تحتوي على معابد الأسرتين 19 و20 وعمود مرنـﭙتاح من الناحية الجنوبية ومسلة سنوسرت الأول من الناحية الغربية. ونظرًا لأهمية الموقع من الناحية الأثرية، تقوم منطقة آثار المطرية وعين شمس حاليًا بعمل حفائر منظّمة منذ موسم 2003م في الموقع المسمى "سوق الخميس الجديد"، والتي كشفت عن بقايا معبد للشمس يعود لعهد "رعمسيس الثاني"؛ حيث أرضية المعبد من حجر البازلت، والكشف عن العديد من الكتل الحجرية (جيري، جرانيت وردي، بازلت) مختلفة الأحجام والأشكال، على بعضها بقايا حروف هيروغليفية، كما تم العثور على العديد من الأواني وأجزاء أواني فخارية مختلفة الأشكال والعصور.

ضع تعليقك