عيد شجرة أوزوريس

عيد شجرة أوزوريس
عيد شجرة أوزوريس
عيد شجرة أوزوريس :-
فى منتصف شهر كيهك من كل سنه كان المصريون القدماء يحتفلون بقيامة "أوزير" و عودته للحياه فى شكل شجرة , تزرع وسط ميدان الاحتفال لتكون محور التقاء و ملاذ الحائرين .
جاء فى احدى صور أسطورة ايزيس و أوزوريس من رواية بلوتارك ت
لك التى ملخصها أن "أوزير" كان ربا للخير و رمزا للخصب , فقد ورث ملك مصر من "رع" , و كان قد تزوج من ايزيس التى كانت خصبة و زواجهما مثمرا ,
بينما أختها "نفتيس" تزوجت من "ست" رب الشراسه و العنف , كانت
عقيما لا تلد .
فدبت الغيرة فى نفس "ست" من أخيه "أوزير" , و أراد أن يمكر به فدبر مكيده لاغتياله , حيث أقام حفلا مع بعض أعوانه , و أعد تابوتا جميلا بحجم الملك الشاب "أوزير" وحده , و زعم "ست" فى الحفل أن التابوت هدية منه لمن يكون التابوت على مقاسه , و هكذا جرب كل الحاضرين الدخول فى التابوت الى أن جاء الدور على "أوزير" فما ان رقد فى التابوت حتى أغلق عليه "ست" الغطاء , ثم ألقى به فى نهر النيل . ان ايزيس فى رحلتها للبحث عن جثة و تابوت زوجها تتبعت النهر الذى أوصلتها مياهه بمياه البحر المتوسط حتى شواطئ لبنان (بيبلوس) فوجدت جثة زوجها قد احتوتها شجرة "الطرفاء" الكبيرة بأوراقها الضخمة , و أن الملكة قد أعجبتها الشجرة فأمرت بقطعها و احضارها لتزيين القصر .
فاحتالت عليها ايزيس باظهرا مواهبها ك "ويريت – حكاو" حتى عادت بجثة زوجها الى مصر داخل الشجرة , فعاد معها الخير و نبتت المزروعات التى كانت جافة و أزهرت الورود الذابله .
تشير قوائم الأعياد فى معبد الملك رمسيس الثالث بمدينة هابو الى أن الاحتفالات ب "أوزير الشجرة" كانت تتم فى يوم 15 من شهر كيهك و هو الشهر الرابع من فصل الفيضان "آخت" (و يوافق هذا اليوم الرابع
و العشرين من شهر ديسمبر) – و ذلك حسب القوائم التى ترجمها
و أعدها العالم الألمانى شوت سيجفريد .
فى كل عام كان المصريون يحتفلون فى أبيدوس بعيد شجرة "أوزير" أمام معبده , فيأتون بأكثر الأشجار اخضرارا لنصبها و زرعها فى وسط الميدان الذى يكتظ بالرجال و النساء و الأطفال و الشباب و انتظارا للهدايا و العطايا , حيث يتلقى الكتبه طلباتهم و أمنياتهم و يسجلونها على الشقافات
و البرديات و يضعونها تحت قدمى "أوزير الشجرة" فيحققها لهم كهنة المعبد قدر الامكان .
فى كتاب (فجر الضمير) يقول عالم المصريات "جيمس هنرى بريستد" معلقا على رواية عودة ايزيس بالشجرة التى احتوت جثمان أوزير
(عاد هذا الرب الى الحياه التى تنبعث ثانية بعد الموت , شجرة خضراء , و نشأ عن ذلك الحادث عيد جميل يقام كل سنه تذكرة لتلك المناسبة
و ذلك برفع شجرة مقتلعة و غرسها فى الأرض فى محفل عظيم , و كانت تجمل . و تلك الشجرة هى التى انحدرت الينا فى صورة العيد الذى لا نزال نقيمه و نزينه بالابتهاج و الرقص) .
يقول ويليام نظير فى كتابه "العادات المصرية بين الأمس و اليوم" :-
( آمن المصريون أن أوزير هو القوة التى تمدهم بالحياه و تعطيهم القوت فى هذه الدنيا , و أنه هو الأرض السوداء التى تخرج الحياه المخضرة , فرسموه و قد خرجت سنابل الحبوب تنبت من جسده , كما رمزوا للحياه المتجدده بشجرة خضراء , و كانوا يقيمون فى كل عام حفلا كبيرا
ينصبون فيه شجرة يزرعونها و يزينونها بالحلى كما يفعل الناس اليوم بشجرة الميلاد) .
كما يقول ويليام نظير أيضا :-
( سرت عادة الاحتفال بالشجرة فى العالم من الشرق الى الغرب , فأخذوا يحتفلون بالشجرة فى عيد الميلاد , و يختارونها من بين
الأشجار التى تحتفظ بخضرتها طوال السنه كالسرو و الصنوبر)
--------------------------------------------------------------------
مقتطف من كتاب (الأعياد) للأستاذ سامى حرك

ضع تعليقك