الزهور و العطور ......... الذاكرة و الوعى :-
من مقتنيات متحف برلين هذه اللوحة من الحجر الجيرى الملون .... تعود الى فترة العمارنة (نهاية الأسرة ال 18 , دولة حديثة) .
لا يوجد على اللوحة ما يحدد شخصية المرسومين عليها , فبعض علماء الآثار يفترض أن من فى النقش هم
"توت-عنخ – آمون" و زوجته "عنخ – سين – آمون" , و بعضهم يفترض أن هذا اخناتون يتنزه مع زوجته نفرتيتي , أما معظم العلماء فيرجحون أن هذه اللوحة تخص الملك "سمنخ – كا – رع" و زوجته "ميريت – آتون" .
حكم "سمنخ – كا – رع " لمدة قصيرة جدا (حوالى عام فقط) , بعد انتهاء فترة حكم اخناتون و قبل بداية تولى "توت – عنخ – آمين" , و يعتقد أنه كان أخا أصغر لاخناتون .
اللوحة تصور نزهة فى أحضان الطبيعة يقوم بها الملك و زوجته , التى تحمل فى احدى يديها 3 زهرات لوتس تفوحان بالعطر , و باليد الخرى تهدى زوجها الحبيب 3 زهرات أخرى .
و كما عودنا الفنان المصرى القديم , هناك دائما معانى باطنية كامنة فى مشاهد الحياة اليومية المعتادة .
فاذا تأملنا هذه اللوحة بعمق لفت نظرنا الآتى :-
أولا : نلاحظ أن "ميريت – آتون" حافية فى حين ينتعل "سمنخ – كا – رع" الصندل .
لم يكن الحفاء تصرفا طبيعيا فى مصر القديمة و خصوصا من الملوك و الملكات , فقد كان قدماء المصريين من أول الشعوب التى انتعلت الحذاء . و الحالة الوحيدة التى كان يصور فيها الملك أو الملكة حافيين هى أثناء أداء طقوس المعابد , و منها حرق البخور و تقديم القرابين لأن هذه الطقوس هى طقوس الاتصال بالكون و بعالم الروح (و تلك هى الصلاة / الوصل بالأصل , بعالم الروح الذى أتينا منه) , و كانت طقوس المعابد دائما يسبقها تطهير الجسد بالماء و التعطر . تصوير الملكة "ميريت – آتون" بدون حذاء هو اشارة الى أنها هنا تقوم بأحد طقوس الاتصال بعالم الروح , فهى كانت تتنزه حافية و قامت باقتطاف 3 زهرات لوتس تفوح بالعطر , هذا العطر الذى ساعدها على الدخول فى حالة تأمل عميق (higher state of consciousness) . أما الملك "سمنخ- كا – رع " فلم يكن يقوم بطقوس تأمل مثلها , و ربما يكون قابلها صدفة فى البستان فبادرته باهدائه 3 زهرات لكى تنقل اليه بعض الطاقة الحيوية التى قامت باستقطابها أثناء تأملها .
ثانيا : نلاحظ أن العطر الذى يفوح من ال 3 زهرات اللتى تمسكها "ميريت – آتون" بيدها اليسرى لا يصل الى الأنف و انما يتجه مباشرة الى منطقة فى مؤخرة الرأس . و تلك المنطقة هى مركز حاسة الشم عند الانسان .
و حاسة الشم هى حاسة أصيلة عند الانسان , و هى أول حاسة تعمل لديه , و أول حاسة يتعرف بها على العالم المادى و يدرك عن طريقها وجوده فى حال التجسد . و حاسة الشم هى أكثر حاسة مرتبطة بالذاكرة , فالروائح العطرية تحفز مركز الذاكرة فى المخ و تساعد على استرجاع ذكريات بعيدة جدا , قد تعود الى الطفولة المبكرة , أوربما الى حيوات سابقة , و قد تساعد على تذكر الانسان ماضيه الكونى فى عالم الروح قبل المجئ الى العالم المادى .
و يقول العلماء أن حاسة الشم متصلة مباشرى بقاع المخ , فما تستنشقه من روائح ينتقل فى لازمن تقريبا الى قاع المخ و يحفز الذاكرة , و يحفز أيضا القدرة على التعلم , و اذا كانت الروائح عطرة , فالرائحة تعمل على تحسين المزاج و المساعدة على الدخول فى حالة تأمل عميق (higher state of consciousness) .
ثالثا : نلاحظ أن الثلاث زهرات التى يفوح شذاها و يتصل مباشرة بمخ "ميريت – آتون" تمسكها الملكة بيدها اليسرى , و اليد اليسرى هى العضو الذى يهيمن عليه الفص الأيمن للمخ و دائما ما تكون اليد و القدم اليسرى فى الفن المصرى القديم رمزا للفص الأيمن للمخ و هو الفص الأنثوى / المغناطيسى / القمرى المسئول عن الحدس و الالهام و الأحلام و الرؤى و ادراك الغيبيات و الاتصال بعالم ما وراء الطبيعة . و الامساك بال 3 زهرات الفواحة باليد اليسرى دليل على أن الملكة فى حالة نشاط للفص الأيمن للمخ لأنها فى حالة اتصال / وصل / صلاة / صلة بعالم الروح .
أما ال 3 زهرات المهادة الى الملك "سمنخ – كا – رع" فتقدمها "ميريت آتون" بيدها اليمنى , و اليد اليمنى هى العضو الذى يهيمن عليه الفص الأيسر للمخ , و دائما ما تكون اليد اليمنى فى الفن المصرى القديم رمزا للفص الأيسر للمخ . و هو الفص المسئول عن المنطق و الحساب و لغة الكلام المنطوقة و ادراك العالم المادى المحسوس . و دائما ما يكون تقديم القرابين أو الهدايا فى مصر القديمة باستخدام اليد اليمنى , لأن هذه الحالة هى حالة نشاط للفص الأيسر للمخ و هى حالة يكون فيها الانسان فعالا (active) , و هى عكس الحالة التى يكون فيها الانسان متأملا (receptive) , و هى حال استقبال الطاقة الحيوية و الوحى و الالهام و الرؤى , حين ينشط الفص الأيمن للمخ و يرمز لذلك بتقديم اليد أو القدم اليسرى .
رابعا : نلاحظ أن الملكة "ميريت – آتون" ترتدى قلنسوة بتاح الزرقاء و هى قلنسوة صغيرة زرقاء اللون و كانت من العلامات المميزة لبتاح , و لونها الزرق يرمز الى لون البحر , فقد كان بتاح/فتاح هو القوة الكونية التى تفتح الأبواب للبدايات الجديدة , و بتاح/فتاح هو الذى عمل على بداية ظهور الكائنات الحية على الأرض و كان أول ظهور للكائنات الحية كما نعلم تحت سطح البحر .
و قلنسوة بتاح على رأس "ميريت – آتون" و هى تستنشق زهور اللوتس أثناء ممارسة التأمل هى رمز لمحاولة "ميريت – آتون" تذكر الماضى الكونى و البدايات , لأن بتاح/فتاح هو رمز البدايات .
من مقتنيات متحف برلين هذه اللوحة من الحجر الجيرى الملون .... تعود الى فترة العمارنة (نهاية الأسرة ال 18 , دولة حديثة) .
لا يوجد على اللوحة ما يحدد شخصية المرسومين عليها , فبعض علماء الآثار يفترض أن من فى النقش هم
"توت-عنخ – آمون" و زوجته "عنخ – سين – آمون" , و بعضهم يفترض أن هذا اخناتون يتنزه مع زوجته نفرتيتي , أما معظم العلماء فيرجحون أن هذه اللوحة تخص الملك "سمنخ – كا – رع" و زوجته "ميريت – آتون" .
حكم "سمنخ – كا – رع " لمدة قصيرة جدا (حوالى عام فقط) , بعد انتهاء فترة حكم اخناتون و قبل بداية تولى "توت – عنخ – آمين" , و يعتقد أنه كان أخا أصغر لاخناتون .
اللوحة تصور نزهة فى أحضان الطبيعة يقوم بها الملك و زوجته , التى تحمل فى احدى يديها 3 زهرات لوتس تفوحان بالعطر , و باليد الخرى تهدى زوجها الحبيب 3 زهرات أخرى .
و كما عودنا الفنان المصرى القديم , هناك دائما معانى باطنية كامنة فى مشاهد الحياة اليومية المعتادة .
فاذا تأملنا هذه اللوحة بعمق لفت نظرنا الآتى :-
أولا : نلاحظ أن "ميريت – آتون" حافية فى حين ينتعل "سمنخ – كا – رع" الصندل .
لم يكن الحفاء تصرفا طبيعيا فى مصر القديمة و خصوصا من الملوك و الملكات , فقد كان قدماء المصريين من أول الشعوب التى انتعلت الحذاء . و الحالة الوحيدة التى كان يصور فيها الملك أو الملكة حافيين هى أثناء أداء طقوس المعابد , و منها حرق البخور و تقديم القرابين لأن هذه الطقوس هى طقوس الاتصال بالكون و بعالم الروح (و تلك هى الصلاة / الوصل بالأصل , بعالم الروح الذى أتينا منه) , و كانت طقوس المعابد دائما يسبقها تطهير الجسد بالماء و التعطر . تصوير الملكة "ميريت – آتون" بدون حذاء هو اشارة الى أنها هنا تقوم بأحد طقوس الاتصال بعالم الروح , فهى كانت تتنزه حافية و قامت باقتطاف 3 زهرات لوتس تفوح بالعطر , هذا العطر الذى ساعدها على الدخول فى حالة تأمل عميق (higher state of consciousness) . أما الملك "سمنخ- كا – رع " فلم يكن يقوم بطقوس تأمل مثلها , و ربما يكون قابلها صدفة فى البستان فبادرته باهدائه 3 زهرات لكى تنقل اليه بعض الطاقة الحيوية التى قامت باستقطابها أثناء تأملها .
ثانيا : نلاحظ أن العطر الذى يفوح من ال 3 زهرات اللتى تمسكها "ميريت – آتون" بيدها اليسرى لا يصل الى الأنف و انما يتجه مباشرة الى منطقة فى مؤخرة الرأس . و تلك المنطقة هى مركز حاسة الشم عند الانسان .
و حاسة الشم هى حاسة أصيلة عند الانسان , و هى أول حاسة تعمل لديه , و أول حاسة يتعرف بها على العالم المادى و يدرك عن طريقها وجوده فى حال التجسد . و حاسة الشم هى أكثر حاسة مرتبطة بالذاكرة , فالروائح العطرية تحفز مركز الذاكرة فى المخ و تساعد على استرجاع ذكريات بعيدة جدا , قد تعود الى الطفولة المبكرة , أوربما الى حيوات سابقة , و قد تساعد على تذكر الانسان ماضيه الكونى فى عالم الروح قبل المجئ الى العالم المادى .
و يقول العلماء أن حاسة الشم متصلة مباشرى بقاع المخ , فما تستنشقه من روائح ينتقل فى لازمن تقريبا الى قاع المخ و يحفز الذاكرة , و يحفز أيضا القدرة على التعلم , و اذا كانت الروائح عطرة , فالرائحة تعمل على تحسين المزاج و المساعدة على الدخول فى حالة تأمل عميق (higher state of consciousness) .
ثالثا : نلاحظ أن الثلاث زهرات التى يفوح شذاها و يتصل مباشرة بمخ "ميريت – آتون" تمسكها الملكة بيدها اليسرى , و اليد اليسرى هى العضو الذى يهيمن عليه الفص الأيمن للمخ و دائما ما تكون اليد و القدم اليسرى فى الفن المصرى القديم رمزا للفص الأيمن للمخ و هو الفص الأنثوى / المغناطيسى / القمرى المسئول عن الحدس و الالهام و الأحلام و الرؤى و ادراك الغيبيات و الاتصال بعالم ما وراء الطبيعة . و الامساك بال 3 زهرات الفواحة باليد اليسرى دليل على أن الملكة فى حالة نشاط للفص الأيمن للمخ لأنها فى حالة اتصال / وصل / صلاة / صلة بعالم الروح .
أما ال 3 زهرات المهادة الى الملك "سمنخ – كا – رع" فتقدمها "ميريت آتون" بيدها اليمنى , و اليد اليمنى هى العضو الذى يهيمن عليه الفص الأيسر للمخ , و دائما ما تكون اليد اليمنى فى الفن المصرى القديم رمزا للفص الأيسر للمخ . و هو الفص المسئول عن المنطق و الحساب و لغة الكلام المنطوقة و ادراك العالم المادى المحسوس . و دائما ما يكون تقديم القرابين أو الهدايا فى مصر القديمة باستخدام اليد اليمنى , لأن هذه الحالة هى حالة نشاط للفص الأيسر للمخ و هى حالة يكون فيها الانسان فعالا (active) , و هى عكس الحالة التى يكون فيها الانسان متأملا (receptive) , و هى حال استقبال الطاقة الحيوية و الوحى و الالهام و الرؤى , حين ينشط الفص الأيمن للمخ و يرمز لذلك بتقديم اليد أو القدم اليسرى .
رابعا : نلاحظ أن الملكة "ميريت – آتون" ترتدى قلنسوة بتاح الزرقاء و هى قلنسوة صغيرة زرقاء اللون و كانت من العلامات المميزة لبتاح , و لونها الزرق يرمز الى لون البحر , فقد كان بتاح/فتاح هو القوة الكونية التى تفتح الأبواب للبدايات الجديدة , و بتاح/فتاح هو الذى عمل على بداية ظهور الكائنات الحية على الأرض و كان أول ظهور للكائنات الحية كما نعلم تحت سطح البحر .
و قلنسوة بتاح على رأس "ميريت – آتون" و هى تستنشق زهور اللوتس أثناء ممارسة التأمل هى رمز لمحاولة "ميريت – آتون" تذكر الماضى الكونى و البدايات , لأن بتاح/فتاح هو رمز البدايات .