رع منظومة الشموس فى الكون

رع منظومة الشموس فى الكون
رع منظومة الشموس فى الكون
رع منظومة الشموس فى الكون :-
رع ... أحد رموز الحضارة المصرية القديمة التى كانت تحمل العديد من المعانى الباطنية .
يقول الأثريون أن رع هو رمز الشمس ... و لكنه فى الحقيقة أعمق من ذلك بكثير .
كانت الشمس هى أحد دلالات رع فى مصر القديمة و لكنها لا تقتصر على الشمس القريبة منا فقط , بل تشمل كل منظومة الشموس فى الكون حيث تقوم منظومة الطاقة الكونية على دوران شمسنا حول شمس كبرى فى مركز المجرة , ودوران ملايين المجرات حول شمس أخرى أكبر و هكذا ... كل شمس (نور) تدور حول شمس أكبر منها تنتمى اليها و تستقطب منها الطاقة الكونية و النور .
و اذا تأملنا الرمز الهيروغليفى لكلمة رع عند قدماء المصريين نجد انه عبارة عن دائرة تتوسطها نقطة .
يقول الباحث المريكيى Laird Scranton أن هذا الشكل هو أحد رموز علم الفلك فى مصر القديمة فهو يصور مدارا فلكيا يدور فيه أحد الأجرام السماوية حول شمس مركزية . و دوران الأجرام السماوية فى الأفلاك هو جوهر علم الفلك . لذلك من معانى رع ( منظومة الفلك الكونية ) .
و لكن هذا التفسير أيضا لا يفى ببيان كل معانى رع .
فالنقطة وسط الدائرة ترمز أيضا الى حركة الكون ما بين انكماش (جاذبية) و انتشار .
يقول عالم الفيزياء الأمريكيى والتر راسل أن هناك 4 قوى رئيسية تنظم حركة الكون ..... الكهربائية فى مقابل المغناطيسية (electricity vs. magnetism) و الجاذبية مقابل الانتشار (gravity vs. radiance)
فالكون فى حالة انتشار/ تمدد ...... يعقبها جاذبية / انكماش .
نشأ الكون من بحر من الطاقة فى حالة كثافة شديدة جدا تشبه تلك النقطة التى نراها وسط الدائرة .
ثم بدأ آتوم (الانفجار الكبير) يعمل على خلق الثنائيات و الأقطاب فى الكون ... فظهرت الثنائيات , و هى أزواج من القوى الكونية متناقضة و لكن يكمل بعضها عمل الآخر ... مثل تفنوت / شو ....... نوت / جب ..... الكهرباء / المغناطيسية ...... الجاذبية / الانتشار .
الكون فى حالة تمدد مثل البالون .. و عندما يصل الى أقصى اتساع له يعود فينكمش على نفسه ليصل الى حالة الكثافة الأولى التى نشأ منها ليعود و يتمدد من جديد .. و هكذا فى دورات خلق لانهائية .
و قبل أن نأتى الى عالم التجسد / الماده ... كنا موجودين فى تلك النقطة الشديدة الكثافة فى منتصف الدائرة و هى عالم الباطن / الروح / الخفاء , حيث لا أقطاب و لا ثنائيات ..... حيث الوحده (singularity) , فلا يوجد شخصانية و لا كيانات منفصله ... الكل واحد .
أما الآن فنحن نعيش على حافة الدائرة فى عالم التجسد / المادة ... العالم القائم على التفاعل بين الأقطاب
( سالب / موجب .... نور / ظلمة ...... ليل / نهار ..... حرارة / برودة.... ذكر / أنثى .... حب / كراهية ) .
يظل الانسان فى رحلة دائمة ينتقل فيها من النقطة الى الدائرة و العكس فى دورات من الميلاد و الحياه و الموت و الميلاد من جديد .... دورات لاتنتهى نعيش فيها تجربة المادة و هى أدنى درجات الوجود .
و الانسان المستنير هو الذى يكسر مكعب المادة و يخرج منها و يعود الى النقطة / عالم البطن عودة واعية , لا يكون فيها مجرد أداة فى يد القدر مستسلما لقوانين الميلاد و الحياه و و الموت , ملتصقا بالعالم المادى راغبا فى المتع الجسدية .... بل يكون شاهدا واعيا و يستثمر حياته فى اكتساب المعرفة الروحية أثناء وجوده فى الجسد المادى .
فقط المعرفة الروحية هى التى تجعل الانسان يخرج من دائرة التجسد ليصبح جزءا من منظومة الشموس فى الكون .. و هذا ما قصده قدماء المصريين عندما وصفوا حال الملك المتوفى فى متون الأهرام بعد انتقاله الى العالم الآخر بأنه ... أصبح يبحر مع رع فى قارب ملايين السنين .... أى أنه أصبح جزءا من النظام الشمسى الكونى .... جزءا من نور الكون .

ضع تعليقك