أوزير خروج الحياه من الموت

أوزير خروج الحياه من الموت
أوزير خروج الحياه من الموت
أوزير خروج الحياه من الموت :-
قامت الحضارة المصرية القديمة على تقديس الحضور الالهى فى
السماء و الأرض , فقد كان عالم الأرض عند قدماءالمصريين هو
انعكاس صورة مرآه لعالم السماء , كما جاء فى ألواح تحوت
( كما فوق كما تحت ) .
تأمل المصرى القديم عالم الأرض , فوجد أن القوى الكونية التى
أدت الى حدوث النشأة الأولى (أى نشأة الكون لأول مرة من مياه
الأزل) ما زالت موجودة , لم تغادر عالمنا , و ما زالت تمارس عملية الخلق بشكل دائم و مستمر .
كان "أوزير" واحدا من أهم القوى التى وجد المصرى القديم أنها ما زالت تعمل على تكرار نموذج النشأة الأولى بشكل دورى مستمر , و يتجلى ذلك بشكل خاص فى الزراعة و عملية الانبات .
و "أوزير" فى علم نشأة الكون المصرى هو القوة الكونية التى تعمل
على اخراج الحياه من الموت , فهو "الذبيح" أو ثور السماء كما جاء فى متون الأهرام , و هو الذى ذاق الموت أول مرة , لكى يعود
و "يولد / يبعث" من جديد .
و بعد أن ذاق "أوزير" الموت و عاد و بعث من جديد أصبح هو القوة الالهية التى تنظم عملية انتقال المخلوقات من عالم الباطن الى عالم التجسد و العكس عن طريق دورة "الميلاد / الحياه / الموت / البعث" .
كان ذلك الحدث الأزلى لموت أوزير و بعثه من جديد يتكرر كل عام عندما يقوم الفلاح فى مصر القديمة ببذر الحبوب فى الأرض لتخرج منها النباتات و الأشجار .
فالبذرة اذا تأملتها وجدتها تبدو ميته لا حياه فيها و لكنها تحمل فى داخلها الحياه .
و النبته أو الشجرة تظل كامنه داخل البذرة لا تظهر الى الوجود الا اذا تعرضت البذرة لما تعرض له أوزير عند النشأة الأولى , و هو الدفن تحت الأرض و التعرض للظلمة (ظلمة الرحم) .
و عند دفن البذرة فى التربة و غمرها بالماء , كان ذلك عند قدماء المصريين بمثابة اعادة قصة موت أوزير و دفنه . و يقول بلوتارك أن الفلاحين فى مصر القديمة كانوا يتصرفون عند دفن البذور فى موسم الزراعة و كأنهم يقومون بدفن أوزير فى الأرض .
تحتاج البذرة الى أن تدفن تحت الأرض لكى تخرج منها الحياه , و تحتاج أيضا الى ان تغمر بالمياه . و كانت تلك هى العوامل التى صاحبت النشأة الأولى ( الظلمة + المياه) .
فالكون قد نشأ من مياه الأزل (نون) و التى توصف بأنها بحر من الظلمة .
لم يكن أوزير مجرد رمز لعملية الانبات , و لكنه كان أعمق من ذلك بكثير .
كان أوزير هو القوة الالهية الكامنه فى البذرة (و فى كل شئ ميت) , تلك القوة التى تعمل على اخراج الحياه الكامنه فيما هو ميت , كما تخرج الشجرة من البذرة بعد أن كانت كامنه بداخلها .
و تظل تلك القوة الالهية كامنه داخل البذور الى أن يتم تفعيلها عن طريق توفير ظروف مشابهة لظروف النشأة الأولى (أى تكرار نموذج النشأة الأولى) , عند ذلك يخرج الى الحياه كائن حى جديد كان محتجبا و خفيا فى عالم الباطن .
و كأن أوزير هو الذى قام بعملية احضار ذلك الكائن الحى الجديد من عالم الماورائيات , و أتى به ليتجسد فى عالم الظاهر و يعيش تجربة مادية , يعود بعدها ليموت مرة أخرى .
و الموت عند قدماء المصريين ليس فناءا , و لكنه انتقال الى بعد آخر من أبعاد الكون الخفية بعد أن انتهاء تجربة التجسد , حيث يخلع الكائن الحى جسده المادى ويتركه على الأرض , و تعود الروح من حيث أتت

ضع تعليقك