طقوس التطهر اليومية :-
كانت كل الطقوس المقدسه فى مصر القديمة تدور حول "استحضار الزمن الأول" , و الذى عرف عند قدماء المصريين باسم ال "سب – تبى" , و هو الزمن الميثولوجى أى الذى وقعت فيه أحداث النشأة الأولى نشأة الكون .
و الطقوس المقدسه هى الوسيلة التى كان يستخدمها المصرى القديم لاقامة الصلة بذلك البعد الخفى من أبعاد الكون الذى تكمن فيه أسباب كل ما يحدث فى عالمنا المادى .
و فى تلك الطقوس كان الملك يتقمص شخصية "رع" و يقوم باعادة تكرار نموذج النشأة الأولى , حين خرج "رع" من مياه الأزل فى الزمن الأول .
و من أهم تلك الطقوس التى كان يجب على الملك القيام بها ما يعرف باسم "طقوس الاغتسال اليومية" .
و تبدأ هذه الطقوس قبل شروق الشمس و تشمل اغتسال الملك , ثم تعطيره بالبخور , ثم اعطائه حبيبات من ملح النطرون (فصوص ملح) ليقوم بامتصاصها . و كانت خطوات ذلك الطقس اليومى هى محاكاه لأحداث ميثولوجية وقعت فى الزمن الأول , و خصوصا ما يتعلق بتجلى "رع" و خروجه من مياه الأزل .
فعندما كان الملك يغمر جسده بالماء داخل البحيرة المقدسه , كان ذلك يحاكى وجود رع داخل مياه الأزل قبل تجليه , و عند تعطره بالبخور كان ذلك يعنى أنه تحول الى صورة ل "حور – آختى" أى حورس الأفق .
أما امتصاصه لحبيبات الملح فكانت تحاكى لحظة ميلاد حورس من جديد و خروجه من الظلمة (مياه الأزل) .
و فى اللحظة التى كانت الشمس تولد فيها فى أفق السماء , كان الملك يصعد درجات المعبد و يتجه نحو قدس الأقداس .
فبينما كانت الشمس فى السماء تتطهر فى الأفق لتولد من جديد , كذلك كان الملك على الأرض يتطهر ليولد من جديد عند شروق
الشمس , ليحاكى خروج النور من الظلمة فى الزمن الأول
ليصبح كما فوق كما تحت .
-------------------------- -------------------------- --------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler
طقوس التطهر اليومية |
كانت كل الطقوس المقدسه فى مصر القديمة تدور حول "استحضار الزمن الأول" , و الذى عرف عند قدماء المصريين باسم ال "سب – تبى" , و هو الزمن الميثولوجى أى الذى وقعت فيه أحداث النشأة الأولى نشأة الكون .
و الطقوس المقدسه هى الوسيلة التى كان يستخدمها المصرى القديم لاقامة الصلة بذلك البعد الخفى من أبعاد الكون الذى تكمن فيه أسباب كل ما يحدث فى عالمنا المادى .
و فى تلك الطقوس كان الملك يتقمص شخصية "رع" و يقوم باعادة تكرار نموذج النشأة الأولى , حين خرج "رع" من مياه الأزل فى الزمن الأول .
و من أهم تلك الطقوس التى كان يجب على الملك القيام بها ما يعرف باسم "طقوس الاغتسال اليومية" .
و تبدأ هذه الطقوس قبل شروق الشمس و تشمل اغتسال الملك , ثم تعطيره بالبخور , ثم اعطائه حبيبات من ملح النطرون (فصوص ملح) ليقوم بامتصاصها . و كانت خطوات ذلك الطقس اليومى هى محاكاه لأحداث ميثولوجية وقعت فى الزمن الأول , و خصوصا ما يتعلق بتجلى "رع" و خروجه من مياه الأزل .
فعندما كان الملك يغمر جسده بالماء داخل البحيرة المقدسه , كان ذلك يحاكى وجود رع داخل مياه الأزل قبل تجليه , و عند تعطره بالبخور كان ذلك يعنى أنه تحول الى صورة ل "حور – آختى" أى حورس الأفق .
أما امتصاصه لحبيبات الملح فكانت تحاكى لحظة ميلاد حورس من جديد و خروجه من الظلمة (مياه الأزل) .
و فى اللحظة التى كانت الشمس تولد فيها فى أفق السماء , كان الملك يصعد درجات المعبد و يتجه نحو قدس الأقداس .
فبينما كانت الشمس فى السماء تتطهر فى الأفق لتولد من جديد , كذلك كان الملك على الأرض يتطهر ليولد من جديد عند شروق
الشمس , ليحاكى خروج النور من الظلمة فى الزمن الأول
ليصبح كما فوق كما تحت .
--------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler