"نون" (Nun)..... مياه الأزل |
"نون" (Nun)..... مياه الأزل :-
تبدأ قصة الخلق فى الحضارة المصرية القديمة ب "نون" , و هى مياه الأزل , و توصف "نون" فى النصوص المصرية بأنها "الهاوية" , أى أنها "قاع الوجود" , كما توصف بأنها بحر من الظلام و الفوصى , ليس له شكل و لا سطح و لا توجد به أية اتجاهات . كان هذا البحر من المياه يحوى بداخله كل الموجودات و هى فى حالة "كامنة/باطنة" , لم تخرج بعد الى الوجود الظاهر .
و لا يزال علماء المصريات فى حيرة من أمرهم حول المغزى الحقيقى ل "نون" فحتى الان لا نستطيع أن نفسر كيف كانت "نون" فى الفكر المصرى القديم متصلة بالأرض (حيث يعتقد أنها هى منبع نهر النيل) ,
و فى نفس الوقت هى التى تشكل ما يعرف ب "المحيط السماوى" , حيث كانت السماء عند قدماء المصريين عبارة عن بحر , و وسيلة الانتقال بها هى القارب (لذلك كان رع يستخدم قاربا فى رحلته السماوية) .
و برغم الغموض الذى يحيط ب "نون" الا أن النصوص المصرية كلها أجمعت على أن "نون" هى أصل كل الموجودات , و أن نون هى الأم أو الرحم الكونية التى خرجت منها كل الأشياء ... الأرض و السماء و الشمس
و القمر و النجوم .
و لكن كيف حدث ذلك ؟
بدأت أول أحداث قصة الخلق عندما بدأ "الخالق" بالتحرك (بعد أن كان كامنا / ساكنا) داخل ظلمة مياه الأزل و قام بازاحة قوى الفوضى و الظلام داخل نون , ثم انبثق منها على هيئة "روح / نور الهى" .
و فى نفس اللحظة التى خرج فيها الخالق من مياه الأزل , خرجت معها أيضا الأرض الأزلية أو التل الأزلى , و هو المكان الذى وقف عليه الاله عند تجليه فى الأزل .
كان التل الأزلى أحد أهم مراحل الخلق , فهو المكان الذى تغلب فيه الاله على قوى الظلام و الفوضى , و هو أيضا المكان الذى قدر فيه الاله خلق السماء و الأرض و الشمس و القمر و النجوم .
و لكن كيق خلق الاله تلك الأجرام السماوية ؟
تتباين النصوص المصرية حول كيفية خلق الأجرام السماوية , فبعضها يتحدث عن انبثاق الشمس و القمر من الأرض , و البعض الآخر يقول أنهما ولدا من السماء , و هناك نصوص تتحدث عن مرحلة كانت فيها الأرض و السماء كيانا واحدا ثم انفصلا . و لكن يبدو أن علماء المصريات
لم يفهموا تلك النصوص و لم يدركوا أن الشمس و القمر و النجوم هى من صنع اله "خالق" , ذلك الاله الذى خرج من "نون" و أزاح قوى الفوضى و الظلام جانبا لكى يأتى الكون الى الوجود .
-------------------------- -------------------------- ----------------------
من كتاب (Pyramid of Secrets) للكاتب البريطانى Alan Alford
تبدأ قصة الخلق فى الحضارة المصرية القديمة ب "نون" , و هى مياه الأزل , و توصف "نون" فى النصوص المصرية بأنها "الهاوية" , أى أنها "قاع الوجود" , كما توصف بأنها بحر من الظلام و الفوصى , ليس له شكل و لا سطح و لا توجد به أية اتجاهات . كان هذا البحر من المياه يحوى بداخله كل الموجودات و هى فى حالة "كامنة/باطنة" , لم تخرج بعد الى الوجود الظاهر .
و لا يزال علماء المصريات فى حيرة من أمرهم حول المغزى الحقيقى ل "نون" فحتى الان لا نستطيع أن نفسر كيف كانت "نون" فى الفكر المصرى القديم متصلة بالأرض (حيث يعتقد أنها هى منبع نهر النيل) ,
و فى نفس الوقت هى التى تشكل ما يعرف ب "المحيط السماوى" , حيث كانت السماء عند قدماء المصريين عبارة عن بحر , و وسيلة الانتقال بها هى القارب (لذلك كان رع يستخدم قاربا فى رحلته السماوية) .
و برغم الغموض الذى يحيط ب "نون" الا أن النصوص المصرية كلها أجمعت على أن "نون" هى أصل كل الموجودات , و أن نون هى الأم أو الرحم الكونية التى خرجت منها كل الأشياء ... الأرض و السماء و الشمس
و القمر و النجوم .
و لكن كيف حدث ذلك ؟
بدأت أول أحداث قصة الخلق عندما بدأ "الخالق" بالتحرك (بعد أن كان كامنا / ساكنا) داخل ظلمة مياه الأزل و قام بازاحة قوى الفوضى و الظلام داخل نون , ثم انبثق منها على هيئة "روح / نور الهى" .
و فى نفس اللحظة التى خرج فيها الخالق من مياه الأزل , خرجت معها أيضا الأرض الأزلية أو التل الأزلى , و هو المكان الذى وقف عليه الاله عند تجليه فى الأزل .
كان التل الأزلى أحد أهم مراحل الخلق , فهو المكان الذى تغلب فيه الاله على قوى الظلام و الفوضى , و هو أيضا المكان الذى قدر فيه الاله خلق السماء و الأرض و الشمس و القمر و النجوم .
و لكن كيق خلق الاله تلك الأجرام السماوية ؟
تتباين النصوص المصرية حول كيفية خلق الأجرام السماوية , فبعضها يتحدث عن انبثاق الشمس و القمر من الأرض , و البعض الآخر يقول أنهما ولدا من السماء , و هناك نصوص تتحدث عن مرحلة كانت فيها الأرض و السماء كيانا واحدا ثم انفصلا . و لكن يبدو أن علماء المصريات
لم يفهموا تلك النصوص و لم يدركوا أن الشمس و القمر و النجوم هى من صنع اله "خالق" , ذلك الاله الذى خرج من "نون" و أزاح قوى الفوضى و الظلام جانبا لكى يأتى الكون الى الوجود .
--------------------------
من كتاب (Pyramid of Secrets) للكاتب البريطانى Alan Alford