الصرح في مصر الفرعونية القديمة
صرح معبد ادفو باسوان من العصرين البطلمى والرومانى |
ھذا الاسم باللغة الإغريقیة “Pylôn” : أما بالمصرية القديمة، فترجمته: "بخنت ."bekhent وھو يعنى البرجین الھائلین الذين يقفان على جانبى الباب الحجرى المؤدى إلى معبد من المعابد. وتبدو ھاتان الكتلتان الحجريتان العملاقتان الفائقتى السمك، وھما تشرأبان بقمتھما نحو السماء: أنھما تعلوان على قاعات وممرات المعبد وتفوقھا ارتفاعا، وكأنھا تظللھا بحمايتھا ورعايتھا. وقد تتراءى جدرانھما فى شكل شبه منحرف . وھما مجوفان من الداخل . وغالبا، ما يزودان بدرجات تؤدى إلى أسطحھما المتعددة: البعض منھا يتضمن عددا من القاعات الموزعة على عدة أدوار، لم يعرف بالتحديد بعد الغرض من وجودھا . ولكن، لا يستبعد أبدا أنھا كانت تستغل كمحال أو مخازن.
وأمام الواجھتین ترتفع عالیا بعض الصوارى، التى قد تتعدى فى ارتفاعھا قمة الصرح نفسه، وحیث ترفرف فى نھايتھا عدة أعلام ورايات. وقد روعى فى تشیید الجدران ضرورة تعشیق الصوارى الخشبیة بداخلھا، بداية من قاعدتھا: وتبدو واضحة حتى الآن آثار وجودھا .ولقد مثلت ھذه الصوارى كثیرا من خلال عدة مشاھد ورسوم بارزة. ولكن، يلاحظ أن بعض المعابد كانت تفتقر إلى وجودھا.
ومع ذلك، فإن بعض المعابد الصغیرة، كان بھا صاريان؛ وأخرى : أربعة ولكن، نجد أن المعبد الھائل الضخامة بالكرنك، قد حظى بثمانیة منھا . أما معبد أخناتون، فكانت به : عشرة . وغالبا، كانت جدران الصروح تزخرف بنقوش غائرة، تمثل غالبا مشاھد لمعارك حربیة، أو لطقوس دينیة. وبصفة عامة، كانت المعابد لا تحظى إلا بصرح واحد فقط. ومع ذلك، فإن الكثیر من معابد "الدولة الحديثة"، قد تضمنت صروح كثیرة متتالیة الواحد فى أثر الآخر، تتضاءل أحجام كل منھا بالتتابع. فنرى أن معبد آمون بالكرنك به ستة صوارى, والصرح الذى أشرنا إلى أسلوب بنائه آنفا، كانت بداية ظھوره فى أوائل الدولة الحديثة: حیث درج بناءه وانتشر بشكل واضح. ومع ذلك، فنحن مازلنا نجھل مصدر إبتكاره. وربما أنه عرف أيضا خلال الدولة الوسطى؛ ولكن، لم نعثر إلا على قدر ضئیل للغاية من آثاره بتلك الفترة؛ فقد كشفت عملیات التنقیب عن أساسات لبعض الصروح فى أحد معابد مدينة الأشمونین "ھرموبولیس" يرجع إلى الأسرة الثانیة عشرة.
وفى منف، اكتشف العالم "بترى" عناصر لأحد الصروح التى أرخھا ھى أيضا بعصر الأسرة الثانیة عشرة. ويلاحظ أيضا، أن معبد "میدامود"، الذى شید خلال "عصر الانتقال الأول"، قد ألحق به صرح ضخم . وبأحد أجزاء معبد "أبیدوس"، الذى كان قد شید خلال عصر الأسرة السادسة، عثر المنقبون حالیا على كتل حجرية حفرت بھا عدة خطوط طولیة: يرى "بترى" أنھا بقايا لبعض الصروح، التى عُشقت بھا عدة صوارى. وأخیرا، ففى نطاق معبد الشمس الخاص ب"نى أوسر رع" (الأسرة الخامسة )، لوحظ أن ناحیتین متباعدتین عن بعضھما بعضا بواجھة الفناء المحیط بالھرم قد أقیمتا بشكل مائل إلى حد ما: مكونتا بذلك برجین، يمكن إعتبارھما بمثابة النموذج الأولى للصرح التقلیدى المعروف.