الأفق "آخت (Akhet)" الحد الفاصل بين عالمين

الأفق "آخت (Akhet)" الحد الفاصل بين عالمين
الأفق "آخت (Akhet)" الحد الفاصل بين عالمين
الأفق ...... آخت (Akhet) ..... الحد الفاصل بين عالمين :-
الأفق ..... "آخت "...... هو أحد أهم الرموز الكونية و الروحية فى الحضارة المصرية القديمة .
صوره قدماء المصريين على شكل شمس تقف فى منتصف وادى يقع بين جبلين .
يرمز الجبلين الى الشروق و الغروب ..... فى حين يرمز الوادى الواقع بينهما الى الحالة البينية بينهما , فالشمس فى رحلة أبدية تنتقل فيها بين غروب و شروق , يتعاقبان بلا نهاية .
لم يقتصر معنى الشروق و الغروب فى رمز الأفق (الآخت) على الحدث الفلكى الذى يحدث للشمس كل يوم , بل يحوى معانى أخرى أعمق من ذلك بكثير .
فقد ربط قدماء المصريين بين الغرب/الغروب و بين العالم الآخر (عالم الروح) , كما ربطوا بين الشرق/الشروق و بين العالم المادى (عالم التجلى و الظهور و التجسد) .
كان الغرب عند قدماء المصريين هو المكان الذى تذهب اليه الأرواح بعد الموت , و كانت الضفة الغربية للنيل هى مكان دفن الموتى . كان مصطلح (الذهاب الى الغرب) يستخدم فى مصر القديمة للتعبير
عن الموت , و كان أوزير ملك مملكة الموتى يحمل لقب "سيد الغربيين" .
و فى المقابل نجد أن الشرق عند قدماء المصريين هو المكان الذى تولد فيه النترو (الكائنات الالهية) , و هو أيضا المكان الذى يولد فيه البشر من جديد عند البعث ليحيوا حياه أبدية .
كانت رحلة رع (الشمس) فى مدارها الفلكى فى أبراج الذودياك الاثنى عشر هى نفسها رحلة الانسان فى العالم الآخر , فأرواح الموتى تتبع مسار الشمس فى الفلك , و هو ما تصفه كتب العالم الآخر المصرية مثل كتاب الأمدوات (وصف ما هو كائن فى العالم الآخر) و كتاب البوابات .
و ما بين الغروب و الشروق هو حال الشمس , و هو أيضا حال الانسان .
فالانسان فى حال انتقال بين عالمين ... علم الروح و عالم الماده .... يتبع الشمس (رع) فى مساراتها و ينتقل من حال الى حال .
كان اسم تمثال أبى الهول فى مصر القديمة هو "حور – ام – آخت" , أى حور الذى فى الأفق .
و حور الذى فى الأفق هو رمز الشمس التى تنتقل بين عالمين ... الغرب (الروح) ... و الشرق الماده) .... و هو أيضا رمز للانسان الذى ينتقل بين العالمين .
و يظهر رمز الأفق (آخت) أحيانا محاطا بأسدين يحرسان الجهتين أو المملكتين ...... مملكة الشرق (عالم الماده) .... و مملكة الغرب (عالم الروح) , و يعرف هذا الرمز باسم "آكر" .
و كان اسم هرم خوفو كما جاء فىى النصوص المصرية القديمة هو (أفق خوفو) , أى هو رمز لحال الملك خوفو (أو الانسان بصفه عامة) و رحلته الأبدية بين عالمين .
أما الباحث أيمن ابراهيم فقد قدم نظرية جديرة بالاهتمام عن الآخت و علاقته بظاهرة كسوف الشمس , و قدم فى أحد أبحاثه الأدلة على أن الآخت كان عند قدماء المصريين رمزا لظاهرة كسوف الشمس .

ضع تعليقك