أبوفيس (Apophis) ثعبان الفوضى

أبوفيس (Apophis) ثعبان الفوضى
أبوفيس (Apophis) ثعبان الفوضى
أبوفيس (Apophis) ........ ثعبان الفوضى :-
أبوفيس .... هو النطق الاغريقى ل "أبيب" (Apep) باللغة المصرية القديمة ..... و هو ثعبان الفوضى , و الظلام الذى كان مصدر تهديد كبير ل "رع" أثناء رحلته فى الكون .
و من ألقاب أبوفيس عند قدماء المصريين (الذى يطوق العالم) , و (ثعبان الميلاد من جديد/ ثعبان البعث ) .
و هو الوحيد من القوى الكونية التى استمر تبجيلها فى فترة العمارنة بجانب "آتون / آتن" .
كانت رموز الحضارة المصرية القديمة رموزا متعددة المعانى و الدلالات .
ف "رع" رمز يرمز لمعانى عديدة منها (الشمس / النور / الوعى الكونى / النظام الكونى / اللانهائية / الطاقة الحيوية / الجسم النفسى و العقلى للشمس / كل منظومة الشموس فى الكون) .
و كان أبوفيس هوالنقيض ل "رع" .... فهو القوة الكونية المقابلة له و التى تشكل قطبا مناقضا يتفاعل معه و من تفاعل تلك الأقطاب تتولد حركة الحياه .
لم تعرف الحضارة المصرية مفهوم الشر و الخير كما يعرفه انسان الحضارة الحديثة .... و لكنها عرفت النظام الكونى (رع) و نقيضه (أبوفيس) و هو الفوضى و الظلام .
و برغم أن الكثير من الناس يعتقدون أن "ست" كان رمزا للشر عند قدماء المصريين , الا أن كتب العالم الآخر فى مصر القديمة أظهرت أن من يقوم بحماية موكب "رع" من ثعبان أبوفيس هم ست و ثعبان المحين (Mehen) .
و فى هذا دليل على أن المصرى القديم لم يكن يرى فى "ست" رمزا للشر كما يعتقد الكثيرون الآن .
انما هى أدوار متباينة تلعبها القوى الكونية المختلفة لتنظيم حركة الحياه
كان "ست" و ثعبان المحين يقومان بحماية رع من أبوفيس عن طريق قطع ثقب فى بطن أبوفيس ليتمكن رع من الافلات منه , و اذا فشل ست فى تلك المهمة فان العالم سيسقط فى هوة سحيقة من الفوضى و الظلام .
و فى بعض النسخ المتأخرة من كتب العالم الآخر كان يتم تصوير ست بدلا من أبوفيس كخطر يهدد موكب رع , و فى تلك الحالة كانت مهمة حماية موكب رع توكل الى ايزيس و و نيت و سركت و جب و آكر و الى أتباع حورس و فى بعض الأحيان تساهم أرواح الموتى فى شكل شو (الهواء / الفضاء / الغلاف الجوى) فى دفع خطر ثعبان الفوضى و الظلام الذى يهدد "رع" .... النظام الكونى .
ربط قدماء المصريين بين أبوفيس (و أيضا ست) و بين الظواهر الكونية التى تبدو مخيفة مثل كسوف الشمس و العواصف و الصواعق و الزلازل و اعتبروا مصدر تلك الظواهر هو ما يعرف ب (السماء الشمالية) و هو منطقة فى الكون يعتقد أنها باردة و مظلمة و خطرة و هى منطقة تسيطر عليها "تاورت" (أنثى فرس النهر) .
لم يظهر اسم أبوفيس فى النصوص المصرية الا فى عصر الدولة الوسطى , و ان ظهرت بعض نقوش له تعود الى عصر ما قبل الأسرات .
أما فى عصر الدولة الحديثة فقد لعب دورا كبيرا فى كتب العالم الآخر و أهمها كتاب ال "أمدوات" (وصف ما هو كائن فى العالم الآخر) .... و كان ظهور أبوفيس دائما فى الساعة التى ميلاد الشمس , حيث أكثر الساعات ظلمة و خطرا هى الساعة التى تسبق شروق الشمس .
صور الفنان المصرى القديم أبوفيس على شكل ثعبان ضخم الحجم , شديد التعرج و الالتواءات للدلالة على حجمه الكبير المخيف , كما أن كثرة الالتواء و التعرج هى رمز لطاقة الفوضى .
و فى مقبرة الملك رمسيس الرابع هناك نقش يصور أبوفيس و فوقه 12 رأس , هى رمز للأرواح التى ابتلعها الثعبان المخيف و قد قامت قوى النور فى الكون بتحرير تلك الأرواح من قبضة أبوفيس قبل البدأ فى تقييده بالأغلال و السيطرة عليه ليمر موكب "رع" فى سلام و أمان .
و فى بعض مقابر النبلاء نرى رع (و أحيانا حتحور) يتحول الى قطة كبيرة تعرف باسم قطة هليوبوليس تحمل فى يدها سكينا تقوم بتقطيع أوصال أبوفيس تحت شجرة اليشد .
و فى كل النقوش التى تصور الصراع مع أبوفيس لا يقضى علي ثعبان الفوضى بشكل تام , انما يتم دفعه و تقييده , أو اصابته فقط الى حين مرور موكب رع بسلام , ليعود أبوفيس يجدد حيويته و يكتسب قوة مرة أخرى ليعترض موكب رع من جديد مع كل دورة كونية .
و يعتقد أن أبوفيس يقود جيشا من قوى الفوضى و الظلام التى تهاجم الأحياء و الأموات على السواء . و للتخلص من تلك القوى الظلامية كانت تقام فى مصر القديمة طقوس سنوية تعرف باسم طقوس "دفع أبيب" أو طقوس التخلص من أبيب , يقوم بها كهنة رع (النور) .
و فى الدولة الحديثة ظهرت مجموعة نصوص تعرف باسم كتاب أبوفيس عبارة عن نصوص يعتقد أنها تساعد فى السيطرة على ثعبان أبوفيس و تقييده و تقليل خطره .
كان ثعبان أبوفيس مكروها عند قدماء المصريين و كان كهنتها يعملون على دفع تلك الطاقة السلبية التى تنشر الفوضى و الظلام فى الكون , بكل ما أوتى كهنة رع من علم و نور .
و برغم ذلك نجد أن هناك اثنان من ملوك الهكسوس حمل كل منهما اسم أبوفيس لقبا لتتويجه , و ان كان النطق مختلفا قليلا عن النطق المصرى .... الا أن هذا دليل على أن الهكسوس (شعوب الرعاة) ينتمون الى جيش أبو فيس .... جيش الفوضى و الظلام .

ضع تعليقك