الساعة الكونية :-
يسير الزمن فى دورات , و من يسير فى دائرة فانه كلما اتجه الى الأمام خطوة , فستؤدى به تلك الخطوة حتما الى العودة حيث بدأ .
نشأنا فى هذا العصر على مفهوم أن الزمن يسير فى خط مستقيم , اذ يقوم التقويم الجريجورى و الهجرى على تحديد حدث تاريخى كبداية للتقويم و استمرار العد التراكمى بعد هذا الحدث الى ما لا نهاية , و فى ذلك مخالفة للنظام الكونى و لقوانين الماعت , لأن فيه خروج على التناغم الكونى . الكون كله يعزف سيمفونية واحدة متناغمة و على الانسان أن يسمعها و يتناغم معها , و لا يعزف منفردا و منفصلا عن ما حوله فى الوجود .
فايقاع الكون مبنى على المسارات الدائرية , و عند نهاية دورة و بداية دورة جديدة ينتهى بالضرورة العد التراكمى و يبدأ التقويم العد من 1 . و الانسان ليس منعزلا عن ذلك الايقاع بل هو جزء منه .
يدرك معظمنا مفهوم الساعة البيولوجية و هى الساعة الداخلية التى تتناغم مع ايقاع الليل و النهار . و كما أن هناك ساعة بيولوجية تتناغم مع ايقاع الليل و النهار , هناك "ساعة كونية" تتناغم مع دورات الفلك الكبرى و الصغرى منها و أى خلل فى اتباع ايقاع الكون ينتج عنه فساد فى منظومة الطاقة على الأرض و فى جسم الانسان تكون نتيجته ما نرى الآن من تلوث و عنف و أمراض .
نظر المصرى القديم الى السماء فوجد فى الأفلاك نظاما دقيقا لا يخطئ , ووجد فيها مثالية رائعة , فأراد أن يتناغم مع ذلك النظام الكونى الدقيق , ليحقق النظام الكونى على الأرض , فحدد المصرى القديم حدثا فلكيا كعلامة لبداية التقويم , و كان الحدث الذى اختاره قدماء المصريين هو الشروق الاحتراقى لنجم الشعرى (سوبدت) , و كان هذا الحدث فى الألفية الرابعة قبل الميلاد (عند بدأ العمل بالتقويم المصرى) يتزامن مع بدأ موسم الفيضان فى منتصف الصيف .
و الشروق الاحتراقى للشعرى هو شروق نجم الشعرى الذى يسبق شروق الشمس مباشرة و يحدث ذلك مرة كل عام , و توافق هذه المرة فى التقويم الحديث يوم 11 سبتمبر (1 تحوت أول أيام السنه المصرية) . و لأن طول السنه الشمسية ليس 365 يوم فقط , بل هى 365.2422 يوم فان بداية السنه الشعرية تتأخر يوم كل أربع سنوات من السنوات الشمسية .
و تستغرق رحلة الشعرى لكى يعود الى نفس نقطة البداية للشروق الاحتراقى 1461 سنه شمسية , و تلك هى السنه الشعرية .
و لم يعرف المصريون القدماء السنه الكبيسة (و هى اضافة يوم الى السنه كل 4 سنوات) , بل كان المصريون القدماء يتركون التقويم ليحدث له عملية ازاحة (shifting) تستغرق دورة كاملة كل 1461 سنه . ذلك هو مفهوم الماعت عند المصرى القديم , و هو عدم تعديل أو تغيير أى شئ فيما يخص دورات الزمن و تركها تسير على طبيعتها . حافظ قدماء المصريين على تقويمهم بعدم افساده بأى تعديلات بشرية طوال التاريخ , و كان من طقوس التتويج فى مصر القديمة أن يقسم ملك مصر على "أن لا يغير فى النظام الكونى" .
و هل يملك بشر أن يغير فى النظام الكونى ؟
المقصود طبعا من القسم هو الحفاظ على التقويم بعدم اضافة اى تعديلات بشرية له , و اتباع ايقاع الكون كما هو و الحفاظ على السنه ليحدث لها عملية الازاحة الطبيعية لتتأخر يوم كل أربع سنوات .
يذكر الكاتب البلجيكى روبرت بوفال فى كتابه “The Egypt Code” أن الملك بطليموس الثالث حاول سنة 238 قبل الميلاد اضافة سنه كبيسه للتقويم المصرى لكنه قوبل بمعارضه شديده من الكهنه المصريين .
و لم تتم اضافة سنه كبيسه كل أربع سنوات الا فى عهد القيصر أغسطس سنة 30 قبل الميلاد .
الى هذا الحد حرص المصريون القدماء على عدم تعديل أى شئ فى التقويم الفلكى و حرصوا على جعله صوره نقيه لحركة الأفلاك كما هى بدون تدخل بشرى !
يقول روبرت بوفال أن التقويم الجريجورى الحالى برغم اضافة السنه الكبيسه كل أربع سنوات الا أنه غير دقيق و ذلك لأن السنه فى الحقيقه ليست 365 يوما و ربع , بل هى على وجد الدقه 365.2422 يوما , و يعنى هذا أن التقويم الجريجورى الذى يسير عليه العالم حاليا سيفقد يوما كاملا بعد 3000 سنه من بدايته , و سيكون على الفلكيين اعادة ضبط التقويم باضافة يوم .
هذا التعديل البشرى على التقويم الفلكى اعتبره المصرى القديم خروج على قوانين الماعت , فكان التقويم المصرى القديم يتبع حركة الأفلاك كما هى و حرص المصرى القديم على ذلك أشد الحرص لكى يضمن أن تسود قوانين التناغم الكونى على الأرض .
فهم المصرى القديم الزمن على أنه دورات و ليس عدا تراكميا يسير فى خط مستقيم بلا نهاية كما نفعل نحن , لذلك نجد خلال التاريخ المصرى القديم أحداث كان يؤرخ لها على أنها وقعت فى يوم واحد من شهر واحد من سنة واحد , أى أن المصرى القديم كان يقوم بتصفير العداد و يبدأ العد من البداية مع بداية الدورة الفلكية الجديدة و هو ما يعكس فهم الزمن على انه دوره عندما تنتهى فقد انتهى الزمن و بدأ زمن جديد و هذا هو المفهوم الأقرب الى روح الماعت .
و مما يفسد الساعة الكونية بداخل الانسان أيضا ما يعرف ب (التوقيت الصيقى) و هو أحد أشكال مخالفة النظام الكونى التى كانت تعتبر فى الضمير المصرى القديم جريمة لأنها تفسد منظومة الطاقة على الأرض .
أى تعديل فى الايقاع الطبيعى للكون سواء باضافة يوم أو ساعة ....... أو حتى فيمتو ثانية , هو مخالف لقوانين الماعت و يخرج الانسان من منظومة التناغم الكونى و يجعله نشازا وسط سيمفونية الكون .
التقويمات الحالية باعتمادها على أحداث أرضية لتحديد بداية السنه و أيضا بالتدخل البشرى فى ايقاعها يجعل البشر على الأرض غير متناغمين مع النظام الكونى (الماعت) , و بلغة الموسيقى نحن نعزف نغمة نشاز بالنسبة للكون , و علينا أن نصلح تلك النغمة النشاز و نعود لنعيش فى تناغم مع النظام الكونى (عنخ ام ماعت) .
تقول الحكمة المأثورة “go with the flow” , و التيار المقصود هنا هو التيار الكونى و حركة الأفلاك , فكما تدور الأفلاك فى دوائر علينا أن نتبع حركتها فى تقويمنا حتى يكون "كما فوق كما تحت" كما قال تحوت فى ألواحه .
يسير الزمن فى دورات , و من يسير فى دائرة فانه كلما اتجه الى الأمام خطوة , فستؤدى به تلك الخطوة حتما الى العودة حيث بدأ .
نشأنا فى هذا العصر على مفهوم أن الزمن يسير فى خط مستقيم , اذ يقوم التقويم الجريجورى و الهجرى على تحديد حدث تاريخى كبداية للتقويم و استمرار العد التراكمى بعد هذا الحدث الى ما لا نهاية , و فى ذلك مخالفة للنظام الكونى و لقوانين الماعت , لأن فيه خروج على التناغم الكونى . الكون كله يعزف سيمفونية واحدة متناغمة و على الانسان أن يسمعها و يتناغم معها , و لا يعزف منفردا و منفصلا عن ما حوله فى الوجود .
فايقاع الكون مبنى على المسارات الدائرية , و عند نهاية دورة و بداية دورة جديدة ينتهى بالضرورة العد التراكمى و يبدأ التقويم العد من 1 . و الانسان ليس منعزلا عن ذلك الايقاع بل هو جزء منه .
يدرك معظمنا مفهوم الساعة البيولوجية و هى الساعة الداخلية التى تتناغم مع ايقاع الليل و النهار . و كما أن هناك ساعة بيولوجية تتناغم مع ايقاع الليل و النهار , هناك "ساعة كونية" تتناغم مع دورات الفلك الكبرى و الصغرى منها و أى خلل فى اتباع ايقاع الكون ينتج عنه فساد فى منظومة الطاقة على الأرض و فى جسم الانسان تكون نتيجته ما نرى الآن من تلوث و عنف و أمراض .
نظر المصرى القديم الى السماء فوجد فى الأفلاك نظاما دقيقا لا يخطئ , ووجد فيها مثالية رائعة , فأراد أن يتناغم مع ذلك النظام الكونى الدقيق , ليحقق النظام الكونى على الأرض , فحدد المصرى القديم حدثا فلكيا كعلامة لبداية التقويم , و كان الحدث الذى اختاره قدماء المصريين هو الشروق الاحتراقى لنجم الشعرى (سوبدت) , و كان هذا الحدث فى الألفية الرابعة قبل الميلاد (عند بدأ العمل بالتقويم المصرى) يتزامن مع بدأ موسم الفيضان فى منتصف الصيف .
و الشروق الاحتراقى للشعرى هو شروق نجم الشعرى الذى يسبق شروق الشمس مباشرة و يحدث ذلك مرة كل عام , و توافق هذه المرة فى التقويم الحديث يوم 11 سبتمبر (1 تحوت أول أيام السنه المصرية) . و لأن طول السنه الشمسية ليس 365 يوم فقط , بل هى 365.2422 يوم فان بداية السنه الشعرية تتأخر يوم كل أربع سنوات من السنوات الشمسية .
و تستغرق رحلة الشعرى لكى يعود الى نفس نقطة البداية للشروق الاحتراقى 1461 سنه شمسية , و تلك هى السنه الشعرية .
و لم يعرف المصريون القدماء السنه الكبيسة (و هى اضافة يوم الى السنه كل 4 سنوات) , بل كان المصريون القدماء يتركون التقويم ليحدث له عملية ازاحة (shifting) تستغرق دورة كاملة كل 1461 سنه . ذلك هو مفهوم الماعت عند المصرى القديم , و هو عدم تعديل أو تغيير أى شئ فيما يخص دورات الزمن و تركها تسير على طبيعتها . حافظ قدماء المصريين على تقويمهم بعدم افساده بأى تعديلات بشرية طوال التاريخ , و كان من طقوس التتويج فى مصر القديمة أن يقسم ملك مصر على "أن لا يغير فى النظام الكونى" .
و هل يملك بشر أن يغير فى النظام الكونى ؟
المقصود طبعا من القسم هو الحفاظ على التقويم بعدم اضافة اى تعديلات بشرية له , و اتباع ايقاع الكون كما هو و الحفاظ على السنه ليحدث لها عملية الازاحة الطبيعية لتتأخر يوم كل أربع سنوات .
يذكر الكاتب البلجيكى روبرت بوفال فى كتابه “The Egypt Code” أن الملك بطليموس الثالث حاول سنة 238 قبل الميلاد اضافة سنه كبيسه للتقويم المصرى لكنه قوبل بمعارضه شديده من الكهنه المصريين .
و لم تتم اضافة سنه كبيسه كل أربع سنوات الا فى عهد القيصر أغسطس سنة 30 قبل الميلاد .
الى هذا الحد حرص المصريون القدماء على عدم تعديل أى شئ فى التقويم الفلكى و حرصوا على جعله صوره نقيه لحركة الأفلاك كما هى بدون تدخل بشرى !
يقول روبرت بوفال أن التقويم الجريجورى الحالى برغم اضافة السنه الكبيسه كل أربع سنوات الا أنه غير دقيق و ذلك لأن السنه فى الحقيقه ليست 365 يوما و ربع , بل هى على وجد الدقه 365.2422 يوما , و يعنى هذا أن التقويم الجريجورى الذى يسير عليه العالم حاليا سيفقد يوما كاملا بعد 3000 سنه من بدايته , و سيكون على الفلكيين اعادة ضبط التقويم باضافة يوم .
هذا التعديل البشرى على التقويم الفلكى اعتبره المصرى القديم خروج على قوانين الماعت , فكان التقويم المصرى القديم يتبع حركة الأفلاك كما هى و حرص المصرى القديم على ذلك أشد الحرص لكى يضمن أن تسود قوانين التناغم الكونى على الأرض .
فهم المصرى القديم الزمن على أنه دورات و ليس عدا تراكميا يسير فى خط مستقيم بلا نهاية كما نفعل نحن , لذلك نجد خلال التاريخ المصرى القديم أحداث كان يؤرخ لها على أنها وقعت فى يوم واحد من شهر واحد من سنة واحد , أى أن المصرى القديم كان يقوم بتصفير العداد و يبدأ العد من البداية مع بداية الدورة الفلكية الجديدة و هو ما يعكس فهم الزمن على انه دوره عندما تنتهى فقد انتهى الزمن و بدأ زمن جديد و هذا هو المفهوم الأقرب الى روح الماعت .
و مما يفسد الساعة الكونية بداخل الانسان أيضا ما يعرف ب (التوقيت الصيقى) و هو أحد أشكال مخالفة النظام الكونى التى كانت تعتبر فى الضمير المصرى القديم جريمة لأنها تفسد منظومة الطاقة على الأرض .
أى تعديل فى الايقاع الطبيعى للكون سواء باضافة يوم أو ساعة ....... أو حتى فيمتو ثانية , هو مخالف لقوانين الماعت و يخرج الانسان من منظومة التناغم الكونى و يجعله نشازا وسط سيمفونية الكون .
التقويمات الحالية باعتمادها على أحداث أرضية لتحديد بداية السنه و أيضا بالتدخل البشرى فى ايقاعها يجعل البشر على الأرض غير متناغمين مع النظام الكونى (الماعت) , و بلغة الموسيقى نحن نعزف نغمة نشاز بالنسبة للكون , و علينا أن نصلح تلك النغمة النشاز و نعود لنعيش فى تناغم مع النظام الكونى (عنخ ام ماعت) .
تقول الحكمة المأثورة “go with the flow” , و التيار المقصود هنا هو التيار الكونى و حركة الأفلاك , فكما تدور الأفلاك فى دوائر علينا أن نتبع حركتها فى تقويمنا حتى يكون "كما فوق كما تحت" كما قال تحوت فى ألواحه .