النترو ( الكائنات الالهية )

النترو ( الكائنات الالهية )
النترو ( الكائنات الالهية )
النترو ( الكائنات الالهية ):-
رع و آمين و بتاح و تحوت و خنوم و نوت و غيرهم ......كان قدماء المصريين يطلقون عليهم أسم "نترو" . المفرد منها "نتر" و الجمع "نترو" .
جاء فى متون هرمس :-
==== ( الاله هو الوحدة و كل شئ جزء من الكائن الواحد الأعلى , مثل الواحد الذى يبقى واحدا سواء ضرب فى نفسه أو انقسم عليها , فالاله يبقى وحدة واحدة لا تتكاثر و لا تنقسم و هو خالق لذاته و خفى عنا دوما و لكنه أيضا العالم الذى يحيط بنا و ليس له اسم معين لأن كل الأسماء تصفه ....... الاله هو العقل الأعلى ) =======
فما هى حكاية آلهة مصر القديمة التى يتحدث عنها علماء الآثار ؟
عندما تصدى علماء الآثار لكتابة تاريخ الحضارة المصرية القديمة احتاروا فى فهم هذا المصطلح المصرى و فى ترجمته فترجموه "آلهة" و هو ما يتناقض مع فهم قدماء المصريين للاله و الكون كما نرى فى متون هرمس
النترو هم كائنات الهية (أو قوى كونية) انبثقت عن الخالق الواحد عند بدأ الخلق لتقوم بعملية نشأة الكون و تطوره , و يمكن أن نقارنهم بقوانين الطبيعة فى علم الفيزياء أو بالملائكة فى المفهوم الدينى .
فاذا نظرنا الى "رع" على سبيل المثال وجدنا أساطير نشأة الكون فى مصر القديمة تصف رع بأنه أول ما ظهر (تجلى) عند بداية خلق العالم المرئى/الظاهر . رع هو النور الذى خرج من بحر نون ... بحر الظلام و الفوضى .
ثم بدأت نشأة الكون بعد ظهور النور . و لما كان رع هو أول ما ظهر من بحر نون فقد احتل عند قدماء المصريين أهمية كبرى فكان هو كبير القوى الكونية أى أولها فى الظهور الى الوجود .
و كان رمز رع عند قدماء المصريين هو دائرة تتوسطها نقطة . و النقطة فى وسط الدائرة تمثل الكون قبل الخلق (التجلى) حيث كان كامنا فى بحر نون و هو بحر من الطاقة فى حالة فوضى لم تتشكل بعد و فى حالة كثافة شديدة .
أما الدائرة فهى رمز لانتشار الكون و اتساعه بعد ظهور الأقطاب التى تتفاعل دائما و تؤدى الى استمرار تساع الكون .
أما "آمين" فمعناه الخفى / الكامن / الباطن .... و هو العقل الكونى الذى يحرك الموجودات و يظل هو خفيا دوما و لا يعرف الا من خلال معرفة أياديه التى يعمل من خلالها و هى كل النترو (القوى الكونية) .
و كانت الوحدانية (وحدة الكون و الاله) هى أساس فهم منظومة الخلق فى مصر القديمة , حيث قال فيثاغورس الذى عاش فى مصر 22 سنه و تعلم على أيدى كهنتها أن الأصل فى الوجود هو الواحد الأحد , و رقم واحد هو الرقم الحقيقى فى الوجود .
و انبثاق الكائنات الالهية من الخالق الواحد لا يعنى التعددية , فبرغم ظهور الخلق لا نستطيع أن ندعى أن الموجوات أصبحت 2 أو 3 أو 4 ........ فما زال الوجود واحد لأن كل المخلوقات ان هى الا تجليات الاله الواحد .
الخالق واحد مهما تعددت قوانين الخلق , و النترو برغم أنهم متعددين فهم فى النهاية ليسوا الا واحد , و قد مزج المصرى القديم أحيانا أكثر من نتر فى كيان واحد مثل "آمين – رع" و "رع – حور – آختى" و "خبرى – رع" . فالنترو اذن ليست منفصلة عن بعضها بل هى تمتزج أحيانا و تتعاون لتسيير منظومة الخلق .

ضع تعليقك