![]() |
الانسان ..... المخلوق الفانى / الخالد |
الانسان ..... المخلوق الفانى / الخالد :-
فى واحد من أقوى و أبلغ التعبيرات التصويرية فى مصر القديمة , هذا النقش المذهل من مقبرة تاوسرت ..... يحمل
من رموز العلوم الروحانية ما يحتاج الى مئات الآلفاظ لشرحها . و لكن الصورة نقلت المعانى بمنتهى الاختصار و البلاغة و باعجاز فنى منقطع النظير .
فقد جمع الفنان فى جسد آدمى واحد بين كل من "حور" (حورس) و "ست" , مع أنهما متناقضان .
"ست" هو رمز القوى الكونية التى تؤدى بالانسان الى التجسد فى العالم المادى حيث الألم و المرض و الموت , و هو أيضا رمز الوعى المادى المسجون داخل الحواس الخمسة التى تربط الانسان بالمادة الفانية .
أما حور (حورس) فهو رمز الانسان المستنير الذى ادرك النور الالهى بداخله ووعى كيانه الروحى , و لم تؤدى تجربته المادية على الأرض الى التصاقه بالمادة , بل صنع منها معراجا للارتقاء فى عالم الروح .
و نجد أن الجسد الآدمى الذى يجمع بين المتناقضين (حور و ست) يقف فوق تمثال الآكر (أبو الهول المزدوج) الذى يرمز عادة الى دائرة الزمن (الأمس و الغد) .
و نجد أن تمثال الآكر الذى يقف فوقه الجسد الآدمى يجمع أيضا بين المتناقضات , فقد حمل من ناحية رأس رع و من الناحية الأخرى رأس أوزير .
و "رع" و "أوزير" يمثلان قطبى التناقض الرئيسيان فى الكون ...... اللانهائية و النهائية .......... الخلود و الفناء ...... و هما الشخصيتان الرئيسيتان فى الكتب السماوية المصرية .
و برغم التناقض الظاهر الا أنهما فى نفس الوقت وجهان لعملة واحدة .... و الاثنان يجتمعان فى الانسان .
الانسان هو الكائن الذى يجمع فى داخله بين المتناقضات ... فهو كائن فانى يحمل جسدا ماديا أسيرا للمرض و الألم و الموت .... و فى نفس الوقت يحمل بداخله بذرة الخلود ....
و تجربة الانسان على الأرض هى تجربة مصيرية , فهو اما أن يرعى بذرة الخلود بداخله و ينميها و يفوز بالحياه الأبدية ..... و اما أن يلتصق بالمادة و يهمل تلك البذرة فتموت , و يموت معها الانسان و يفنى .
فى واحد من أقوى و أبلغ التعبيرات التصويرية فى مصر القديمة , هذا النقش المذهل من مقبرة تاوسرت ..... يحمل
من رموز العلوم الروحانية ما يحتاج الى مئات الآلفاظ لشرحها . و لكن الصورة نقلت المعانى بمنتهى الاختصار و البلاغة و باعجاز فنى منقطع النظير .
فقد جمع الفنان فى جسد آدمى واحد بين كل من "حور" (حورس) و "ست" , مع أنهما متناقضان .
"ست" هو رمز القوى الكونية التى تؤدى بالانسان الى التجسد فى العالم المادى حيث الألم و المرض و الموت , و هو أيضا رمز الوعى المادى المسجون داخل الحواس الخمسة التى تربط الانسان بالمادة الفانية .
أما حور (حورس) فهو رمز الانسان المستنير الذى ادرك النور الالهى بداخله ووعى كيانه الروحى , و لم تؤدى تجربته المادية على الأرض الى التصاقه بالمادة , بل صنع منها معراجا للارتقاء فى عالم الروح .
و نجد أن الجسد الآدمى الذى يجمع بين المتناقضين (حور و ست) يقف فوق تمثال الآكر (أبو الهول المزدوج) الذى يرمز عادة الى دائرة الزمن (الأمس و الغد) .
و نجد أن تمثال الآكر الذى يقف فوقه الجسد الآدمى يجمع أيضا بين المتناقضات , فقد حمل من ناحية رأس رع و من الناحية الأخرى رأس أوزير .
و "رع" و "أوزير" يمثلان قطبى التناقض الرئيسيان فى الكون ...... اللانهائية و النهائية .......... الخلود و الفناء ...... و هما الشخصيتان الرئيسيتان فى الكتب السماوية المصرية .
و برغم التناقض الظاهر الا أنهما فى نفس الوقت وجهان لعملة واحدة .... و الاثنان يجتمعان فى الانسان .
الانسان هو الكائن الذى يجمع فى داخله بين المتناقضات ... فهو كائن فانى يحمل جسدا ماديا أسيرا للمرض و الألم و الموت .... و فى نفس الوقت يحمل بداخله بذرة الخلود ....
و تجربة الانسان على الأرض هى تجربة مصيرية , فهو اما أن يرعى بذرة الخلود بداخله و ينميها و يفوز بالحياه الأبدية ..... و اما أن يلتصق بالمادة و يهمل تلك البذرة فتموت , و يموت معها الانسان و يفنى .