المناجم و المحاجر فى مصر القديمة علاقة الانسان بالأرض

المناجم و المحاجر فى مصر القديمة علاقة الانسان بالأرض
المناجم و المحاجر فى مصر القديمة علاقة الانسان بالأرض
المناجم و المحاجر فى مصر القديمة .......... علاقة الانسان بالأرض :-
قامت الحضارة المصرية القديمة على معرفة عميقة بالأرض التى يعيش عليها الانسان و ينتمى لها .
و لم تكن تلك المعرفة مقتصرة على ما فوق الأرض بل امتدت أيضا لمعرفة ما تحت الأرض من كنوز تتمثل فى معادن و أحجار كريمة .
و الحضارة هى عبارة عن علاقة بين الانسان و الأرض التى نشأ عليها , يقوم فيها الانسان باستخدام المواد الأولية التى أعطته اياها الأرض (الأم) و يستخدم قدراته و مواهبه التى منحها اياه الاله لكى
يغير من وجه الأرض و يبتكر و يخلق أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل .
هذا الخلق و الابداع هو تفعيل القدرة الالهية فى الانسان و التى كانت معروفة لدى قدماء المصريين باسم ال "آخ" ( Akh) .
استطاع قدماء المصريين أن يحولوا فيضان النيل من حدث كارثى يغرق الأرض و يحولها الى مستنقعات الى حدث مفيد عندما عرفوا ايقاع الطبيعة و موعد الفيضان و انحساره , فاستفادوا من ذلك الايقاع فى
تنظيم مواسم الزراعة و الحصاد و الفيضان .
كما استطاع العقل المصرى أن يحول الثروة الحجرية بمصر من مجرد جبال من الحجارة تقف فى قلب الصحراء الى معابد و أهرامات .
و امتدت أيضا معرفة قدماء المصريين الى ما تحت الأرض فكان استخراج المعادن و الأحجار الكريمة من أقدم الأنشطة التى عرفها الانسان فى مصر القديمة منذ عصر ما قبل الأسرات .
كان العمل فى المناجم موسميا حيث يتم ارسال بعثات علمية لاستكشاف المنجم و العمل به لموسم محدد و فى معظم الأحيان تترك البعثة العلمية نقوشا تحوى اسم الملك الذى قام بارسال البعثة
و تاريخها و أحيانا اسم قائدها و تلك هى الأدلة الأركيولوجية التى استطاع الأثريون عن طريقها التأريخ للمناجم و المحاجر فى
مصر .
لم تحظى المناجم و المحاجر باهتمام كبير من الأثريين عند بداية ظهور علم المصريات , و لكن الاهتمام بدأ يزداد بالمناجم مؤخرا و استطاع علماء الآثار أن يجمعوا العديد من الأدلة الأركيولوجية على تاريخ المناجم
فى مصر و خرائط المناجم و و الأدوات المستخدمة فى عملية استخراج المعادن بل و كمياتها .
أما المحاجر فقد توصل علماء الآثار الى الأدلة الأركيولوجية التى نعرف منها كل التفاصيل عن استخدام الثروة الحجرية بمصر , فعلى سبيل المثال أدى البحث العلمى فى محاجر أسوان الى اكتشاف أن قدماء المصريين قاموا بقطع و نقل ما يقرب من 45000 ألف (خمسه و أربعين ألف) متر مكعب من أحجار أسوان فى عصر الدولة القديمة .
هذا هو ما يعرف بالأدلة الأركيولوجية التى تثبت بالدليل القاطع أن الصروح المعمارية المصرية من معابد و أهرامات و مقابر هى نتاج سواعد مصرية , و تدحض أى ادعاءات بأن الحضارة المصرية من صنع كائنات هبطت من الفضاء , أو من صنع شعوب أخرى (قوم عاد) و مثل
هذه الخرافات التى لا يوجد عليها أى دليل علمى .
هناك طوفان من الأدلة العلمية و الأركيولوجية التى تثبت أن السواعد التى كانت تزرع أرض مصر هى نفسها السواعد التى استخرجت المعادن من باطن الأرض و هى التى قطعت الأحجار من المحاجر
و هى التى قامت بعملية البناء , و التى قامت بصناعة التماثيل و المجوهرات و الحلى .
نفس النقوش الموجودة فى المحاجر و المناجم هى نفس النقوش الموجوده فى المعابد و المقابر ..... نفس اللغة و نفس السمات الفنية و نفس المنهجية ...... و من مقارنة السمات الفنية و اللغة يمكن
التأكد أننا أمام حضارة واحدة تتابعت جيلا بعد جيل , صنعتها أيادى شعب واحد يعيش على نفس الأرض .... أرض مصر .
كانت الزراعة و البناء المعمارى و الصناعات الحرفية هى جذور شجرة الحضارة التى نبتت بمصر منذ فجر التاريخ و أثمرت نورا فاض على العالم كلها .... فكانت مصر هى بحق "أم الدنيا" .

ضع تعليقك