بيت الحياه (Per Ankh) بيت العلم والحكمة

بيت الحياه (Per Ankh) بيت العلم و الحكمة
بيت الحياه (Per Ankh) بيت العلم و الحكمة
بيت الحياه (Per Ankh) ....... بيت العلم و الحكمة :-
عرفت الحضارة المصرية منذ بدايتها ما يعرف ب "بيت الحياه" و "بيت الكتب" (المكتبة) .
كانت بيوت الحياه فى مصر القديمة هى مراكز علمية يديرها الكهنة , بعضها ملحق بالمعابد و بعضها مستقل عنها , و كانت تعنى بحفظ العلم و توثيقه و نسخ الكتب و حفظها لضمان انتقال العلم من جيل الى جيل .
و هناك آثار تدل على وجود بيت الحياه فى كل مدينة من مدن مصر الكبرى مثل أبيدوس و أخميم و اسنا و ادفو و ممفيس و آخيت – آتون .

و قد عثر على أساسات بيت الحياه بمدينة "أخيت – آتون" و كان ملحقا بأحد المبانى الادارية الملكية بالقرب من معبد آتون بالمدينة و قد تم التعرف عليه عن طريق ختم بيت الحياه (Per Ankh) منقوشا على بقايا الأحجار التى عثر عليها بالمنطقة .
كان أول ظهور لمصطلح بيت الحياه (Per Ankh) فى الدولة القديمة عندما وجدت هذه الكلمة داخل نص يتعلق بمتطلبات معبد "مين" فى عصر الملك بيبى الثانى .
لم يعثر على نص يحدد وظيفة بيت الحياه فى مصر القديمة على وجه الدقة و لكن علماء الآثار استنتجوا وظيفته من النصوص التى عثروا عليها من فترات زمنية مختلفة .
كانت وظيفة بيت الحياه فى مصر القديمة تتضمن نسخ و حفظ الكتب العلمية و تدريب الكتبة و الكهنة .
و أقدم نص يربط بين بيت الحياه و نسخ الكتب عبارة عن لوحة حجرية تعود الى الدولة القديمة تصف أحد الأشخاص بلقب "كاتب بيت الحياه" .
و فى الدولة الوسطى ظهرت العلاقة بين بيت الحياه و بين ممارسة الطب , حيث ظهر اسم أحد الأشخاص الذى يحمل لقب كاتب بيت الحياه و أيضا لقب "كبير الأطباء" مما يدل على أن أنشطة بيت الحياه كانت تتضمن أيضا المشورة الطبية و العلاج لعامة الشعب , و أيضا حفظ و نسخ الكتب الطبية و طرق تحضير المستحضرات الطبية و الأدوية .

ربط قدماء المصريين بين "بيت الحياه" و بين كل من خنوم و سشات فأطلقوا على كل منهم لقب "المشرف على بيت الحياه" .
و كان هناك مكان فى بيت الحياه مخصص لتقديم القرابين للقوى الكونية الأخرى مثل است (ايزيس) و حور (حورس) و بالطبع سخمت لأنها هى القوة الكونية الأقدر على نقل الطاقة الشافية , و أيضا لأن كل طبيب
فى مصر القديمة كان يحمل لقب كاهن سخمت .

كانت المخطوطات المحفوظة بمكتبات بيت الحياه تحوى علوما باطنية (سرية) تتعلق بالطاقة الحيوية و استخداماتها و بتجديد تلك الطاقة فى مناسبات تعرف بميلاد أوزير من جديد فى أوقات معينة (مثل طقوس اقامة عامود الجد) .
كان لبيت الحياه وظيفة كونية تشبه وظيفة المعبد من حيث أنه يمثل الخلق .... خلق الكون و الانسان كما أن ميلاد أوزير من جديد يمثل استمرارية الحياه فى دورات لانهائية .
لم يكن بيت الحياه مجرد مكان لحفظ الكتب و المخطوطات , بل كان مكان يجمع العلماء حيث يتبادلون ما لديهم من فكر و علم . و اذا حدث و ظهر هناك أسئلة لا يجدوا اجاباتها فى ما لديهم من كتب فانهم يبدأون النقاش و البحث العلمى للوصول الى اجابات و هنا تظهر اكتشافات جديدة يتم تدوينها و حفظها فى مخطوطات لتكون أساسا يبنى عليه من يأتى بعدهم .
و من الأنشطة التى كانت تمارس فى بيت الحياه تقديم المشورة الطبية لعامة الناس و أيضا المشورة الروحية مثل تفسير الأحلام و الرؤى . فكان عامة الناس يقصدون كهنة بيت الحياه لاستشارتهم فى كيفية فك رموز
الأحلام و الرؤى .
و قد عرف بيت الحياه فى كل من أبيدوس و سايس بأنها مراكز طبية على مستوى عالى .

ضع تعليقك