سما – تاوى (Sema – Tawy) توحيد الأرضين (الجزء الأول)

سما – تاوى (Sema – Tawy) توحيد الأرضين (الجزء الأول)
سما – تاوى (Sema – Tawy) توحيد الأرضين (الجزء الأول)
سما – تاوى (Sema – Tawy) ..... توحيد الأرضين (الجزء الأول) :-
من الألقاب التى كان يحملها الملك فى مصر القديمة لقب "نب – تاوى" , أى سيد الأرضين .
و تاوى" هو أحد أسماء مصر القديمة , و يعنى الأرضين .
فكلمة "تا" باللغة المصرية تعنى أرض و تثنى باضافة "ى" فتصبح "تاوى"
أى الأرضين ....... الأرض العليا و الأرض الدنيا .
كانت الثنائيات (duality) هى أحد المفاهيم السائدة فى الحضارة المصرية و التى ارتبطت بعلم نشأة الكون و تطوره . فقبل نشأة الكون كانت كل الموجودات كامنه فى بحر نون فى حالة توحد/وحده (singularity) , و بظهور آتوم من بحر نون بدأ
ظهور الأقطاب حيث كل قوة كونية تقابلها قوة أخرى عكسها ( شو و تفنوت ..... جب و نوت ) . اعتمدت منظومة الخلق فى الكون على وجود نسختين من كل بعد من أبعاد الكون ..... فهناك أرضين "تاوى" (الأرض العليا و الأرض الدنيا) , و هناك سماءين (السماء العليا و السماء الدنيا) , و هناك أفقين "آختى" (الأفق الغربى و الأفق الشرقى) .
أراد قدماء المصريين أن يجعلوا الأرض صورة للسماء , فقد جاء فى متون هرمس (ان مصر هى صورة للسماء و الكون يسكن هنا فى معابدها) , لذلك كانت معظم الرموز الملكية فى مصر هى محاكاة لرموز العلوم الكونية .
لذلك حمل ملك مصر لقب "نب – تاوى" (سيد الأرضين) ..... مصر الدنيا و مصر العليا .... و كان التاجين (الأحمر و الأبيض) هما رمز مصر العليا و مصر الدنيا .
و من الرموز المرتبطه ب "تاوى" رمز "سما – تاوى" (Sema-Tawy) أى توحيد الأرضين .
جاء ذكر توحيد الأرضين (سما – تاوى) فى متون التوابيت . حيث نقرأ
فى النص رقم (76) أن "شو" (الهواء/الفضاء) يقول :-
( ها هو جب يوحد الأرضين من أجل أبى آتوم ) .
جاء فى علم نشأة الكون المصرى أن "تا – تنن" (Tatenen) هى الأرض الأرض التى ارتفعت من مياه الأزل عند النشأة الأولى و هى الأرض الأزلية أى المادة الأولية التى خلقت منها الأرض و السماء .
كانت "تا – تنن" هى الأرض التى ارتفعت من مياه الأزل (بحر نون) و رفعت معها السماء بعد أن كانتا كامنتان فيه , و ذلك قبل أن يفصل بينهما "شو" (الهواء / الفضاء) .
كان حدث فصل السماء عن الأرض من أهم الأحداث الكونية , و لما كان الانسان كائنا يجمع بين العالمين (الأرض و السماء) و فيه يجتمع الكون كله , فان الانسان هو أحد القوى الكونية المعنية باعادة توحيد الأرضين ..... الأرض العليا و الأرض الدنيا .
كان حابى (تيار الماء المتدفق) من القوى الكونية المعنية بتوحيد الأرضين (سما – تاوى) , و قد عبر الفنان المصرى القديم عن تلك المهمة الكونية المقدسه بتصوير نسختين من حابى , تحمل أحدهما فوق الرأس زهور اللوتس (رمز مصر العليا) و تحمل الأخرى فوق الرأس نبات البردى (رمز مصر الدنيا) . و تمسك كل نسخة من حابى بحبل (أحدهما ينتهى بزهور اللوتس و الآخر ينتهى بنبات البردى) , ثم يبدأ الحدث المقدس و هو ربط الحبلين بعقده حول قصبة هوائية تنتهى بالرئة .
اختار الفنان الجهاز التنفسى ليكون رمزا للايقاع الكونى فى الأرضين .
فحياة الانسان و استمرار وجوده فى هذا العالم رهن ذلك الايقاع المنتظم من شهيق و زفير , و اذا اختل ايقاع الشهيق و الزفير كان ذلك ايذانا بالموت .
و كما يتنفس الانسان , يتنفس الكون أيضا . فقد اكتشف علماء الفلك حديثا أن الكون يمر بحالات تمدد يعقبها انكماش تشبه الى حد كبيرحركة الشهيق و الزفير عندما يتنفس الانسان .
تلك الحركة هى نتاج تفاعل بين قوتين كونيتين رئيسيتين هما
(electricity v.s. magnetism) الكهرباء فى مقابل المغناطيسية ......
الجاذبية فى مقابل الانتشار و التمدد .

ضع تعليقك