الجسد و النفس و الروح :-
يصف كتاب الخروج الى النهار , و هو أحد كتب العالم الاخر التى وصل عددها فى مصر القديمة الى 13 كتاب , يصف رحلة الروح فى أحد أبعاد الكون الخفية و التى تعرف باسم ال "دوات" (Duat) , أى العالم النجمى / العالم السفلى / عالم الباطن .
و العالم النجمى هو أحد العوالم الباطنية فى الكون , و لكنه ليس هو عالم السماء .
عالم الدوات هو "عالم سفلى / تحت – أرضى" , بعكس عالمنا الذى نعيش فيه الآن . نحن نعيش "فوق سطح الأرض" , و تحت النجوم
و الشمس .
أما العالم النجمى فهو ليس فوق سطح الأرض , و ليس فى قلب الشمس (عالم رع) الدوات هو عالم باطنى خارج حدود الزمان و المكان التى نعرفها , و لكنه فى نفس الوقت متداخل مع عالمنا , و ليس منفصلا عنه .
و عندما يموت الانسان , فانه لا ينتقل مباشرة من الأرض الى عالم السماء و يتحول فجأة الى كائن سماوى خالد .
لا يحدث هذا الانتقال فجأة , و لكنه يحدث بعد أن يرتحل الانسان فى الدوات , تلك الرحلة كان الهدف منها هو "الخروج الى النهار" , أى الخروج من ظلمة القبر الى نور السماء .
و لكن لماذا لا يستطيع الانسان الانتقال فجأة من الأرض الى السماء ؟
يكمن السر فى تركيبة الانسان المعقدة و التى تجعلها كائنا فريدا
و متميزا .
فالانسان لا يتكون فقط من جسم و روح , و انما لديه 4 مستويات من الوجود تعرف باسم الأجسام الأربعة , و هى :
( الجسم المادى / الجسم العاطفى / الجسم العقلى / الجسم الروحى)
الجسم المادى هو الوجود الأدنى .... و الجسم الروحى هو الوجود الأعلى (الأقدس) , و ما بين الوجود الأدنى و الأعلى هناك العاطفة
و الفكر .
الجسم العاطفى هو الأقرب الى الجسم المادى .... بينما الجسم الفكرى / العقلى هو الأقرب الى الجسم الروحى . و لكن تظل الروح دائما أعلى و أرقى بكثير من الفكر , و العاطفة .
يشكل الجسم العاطفى و الجسم العقلى معا ما يعرف بالمستوى "النفس / عقلى" (psychic plane) للانسان .... أو "النفس" .
بعد الموت يتخلص الانسان من أثقال الجسد المادى , و لكن يظل الجسم العاطفى و الجسم العقلى (النفس) , بل و ينشط دورهما عند اختفاء الجسم المادى .
و لكى تستطيع الروح الوصول الى عالم السماء , عليها أن تتخلص أولا من أثقال الجسم العاطفى و الجسم العقلى , كما تخلصت من أثقال الجسم المادى .
فبرغم اختفاء الجسم المادى بعد الموت , الا أن الانسان يظل يحمل مشاعر و أفكار مرتبطه بتجربته على الأرض . فذاذ كانت هذه الأفكار
و المشاعر تتعارض مع الماعت (النظام الكونى) مثل مشاعر الغضب
و الخوف و الحقد و الطمع , فان هذه المشاعر السلبية تكون عائقا أمام تقدم الروح نحو هدفها .... و هو عالم السماء .
يقول الكاتب البريطانى (Jeremy Naydler) فى كتاب
(Temple of the Cosmos) ان عالم الدوات هو أحد العوالم الباطنية / الخفية و لكنه فى نفس الوقت هو أكثر العوالم تداخلا مع عالمنا و تأثيرا عليه .
فقد كان المصرى القديم يعتقد أن الدوات هو مصدر كل الأشياء التى تأتى من عالم الروح الى عالمنا , و هو أيضا العالم الذى تذهب اليه كل المخلوقات بعد انتهاء حياتها على الأرض . فالدوات اذن هو عالم برزخى يقع بين عالم الروح و عالم المادة . و هو أيضا يتداخل مع عالمنا , ففيه تكمن القوى الكونية التى تؤثر على النفس الانسانية (العاطفة و الفكر) .
كان المصرى القديم يعتقد أن الأمراض التى يصاب بها الانسان انما تكمن أسبابها فى الدوات (العالم النجمى) , لذلك كان الكهنة يستخدمون طاقة "الحكا" (السحر الكونى) فى علاج أسباب الأمراض الموجوده فى الدوات , و ذلك بأن يرتحلوا الى ذلك العالم الخفى بأنفسهم و يقومون باقتلاع أسباب المرض من جذورها .
و تفسير (Jeremy Naydler) لعلاقة العالم النجمى بالأمراض و خصوصا
النفسية تذكرنا بالتعبير الشعبى الشائع الذى يطلق على الشخص المصاب بهذيان أو فقدان القدرات العقلية بأن "فلانا اتنجم" , أى أنه أصيب بمرض تكمن أسبابه فى العالم النجمى .
و أيضا يقال فى التراث الشعبى لمن يسهل اصابته بالأمراض (و خصوصا
الأمراض النفسية) , أن "فلان ده نجمه خفيف" .
هذا الربط بين العالم النجمى و الأمراض ما زال موجودا فى التراث الشعبى و يردده المصريون بتلقائية منذ آلاف السنين , لأن جذوره تعود الى مصر القديمة , حين كان أجدادنا يعتقدون بوجود علاقة وثيقة بين العالم النجمى (الدوات) و النفس الانسانية .
الجسد و النفس و الروح |
يصف كتاب الخروج الى النهار , و هو أحد كتب العالم الاخر التى وصل عددها فى مصر القديمة الى 13 كتاب , يصف رحلة الروح فى أحد أبعاد الكون الخفية و التى تعرف باسم ال "دوات" (Duat) , أى العالم النجمى / العالم السفلى / عالم الباطن .
و العالم النجمى هو أحد العوالم الباطنية فى الكون , و لكنه ليس هو عالم السماء .
عالم الدوات هو "عالم سفلى / تحت – أرضى" , بعكس عالمنا الذى نعيش فيه الآن . نحن نعيش "فوق سطح الأرض" , و تحت النجوم
و الشمس .
أما العالم النجمى فهو ليس فوق سطح الأرض , و ليس فى قلب الشمس (عالم رع) الدوات هو عالم باطنى خارج حدود الزمان و المكان التى نعرفها , و لكنه فى نفس الوقت متداخل مع عالمنا , و ليس منفصلا عنه .
و عندما يموت الانسان , فانه لا ينتقل مباشرة من الأرض الى عالم السماء و يتحول فجأة الى كائن سماوى خالد .
لا يحدث هذا الانتقال فجأة , و لكنه يحدث بعد أن يرتحل الانسان فى الدوات , تلك الرحلة كان الهدف منها هو "الخروج الى النهار" , أى الخروج من ظلمة القبر الى نور السماء .
و لكن لماذا لا يستطيع الانسان الانتقال فجأة من الأرض الى السماء ؟
يكمن السر فى تركيبة الانسان المعقدة و التى تجعلها كائنا فريدا
و متميزا .
فالانسان لا يتكون فقط من جسم و روح , و انما لديه 4 مستويات من الوجود تعرف باسم الأجسام الأربعة , و هى :
( الجسم المادى / الجسم العاطفى / الجسم العقلى / الجسم الروحى)
الجسم المادى هو الوجود الأدنى .... و الجسم الروحى هو الوجود الأعلى (الأقدس) , و ما بين الوجود الأدنى و الأعلى هناك العاطفة
و الفكر .
الجسم العاطفى هو الأقرب الى الجسم المادى .... بينما الجسم الفكرى / العقلى هو الأقرب الى الجسم الروحى . و لكن تظل الروح دائما أعلى و أرقى بكثير من الفكر , و العاطفة .
يشكل الجسم العاطفى و الجسم العقلى معا ما يعرف بالمستوى "النفس / عقلى" (psychic plane) للانسان .... أو "النفس" .
بعد الموت يتخلص الانسان من أثقال الجسد المادى , و لكن يظل الجسم العاطفى و الجسم العقلى (النفس) , بل و ينشط دورهما عند اختفاء الجسم المادى .
و لكى تستطيع الروح الوصول الى عالم السماء , عليها أن تتخلص أولا من أثقال الجسم العاطفى و الجسم العقلى , كما تخلصت من أثقال الجسم المادى .
فبرغم اختفاء الجسم المادى بعد الموت , الا أن الانسان يظل يحمل مشاعر و أفكار مرتبطه بتجربته على الأرض . فذاذ كانت هذه الأفكار
و المشاعر تتعارض مع الماعت (النظام الكونى) مثل مشاعر الغضب
و الخوف و الحقد و الطمع , فان هذه المشاعر السلبية تكون عائقا أمام تقدم الروح نحو هدفها .... و هو عالم السماء .
يقول الكاتب البريطانى (Jeremy Naydler) فى كتاب
(Temple of the Cosmos) ان عالم الدوات هو أحد العوالم الباطنية / الخفية و لكنه فى نفس الوقت هو أكثر العوالم تداخلا مع عالمنا و تأثيرا عليه .
فقد كان المصرى القديم يعتقد أن الدوات هو مصدر كل الأشياء التى تأتى من عالم الروح الى عالمنا , و هو أيضا العالم الذى تذهب اليه كل المخلوقات بعد انتهاء حياتها على الأرض . فالدوات اذن هو عالم برزخى يقع بين عالم الروح و عالم المادة . و هو أيضا يتداخل مع عالمنا , ففيه تكمن القوى الكونية التى تؤثر على النفس الانسانية (العاطفة و الفكر) .
كان المصرى القديم يعتقد أن الأمراض التى يصاب بها الانسان انما تكمن أسبابها فى الدوات (العالم النجمى) , لذلك كان الكهنة يستخدمون طاقة "الحكا" (السحر الكونى) فى علاج أسباب الأمراض الموجوده فى الدوات , و ذلك بأن يرتحلوا الى ذلك العالم الخفى بأنفسهم و يقومون باقتلاع أسباب المرض من جذورها .
و تفسير (Jeremy Naydler) لعلاقة العالم النجمى بالأمراض و خصوصا
النفسية تذكرنا بالتعبير الشعبى الشائع الذى يطلق على الشخص المصاب بهذيان أو فقدان القدرات العقلية بأن "فلانا اتنجم" , أى أنه أصيب بمرض تكمن أسبابه فى العالم النجمى .
و أيضا يقال فى التراث الشعبى لمن يسهل اصابته بالأمراض (و خصوصا
الأمراض النفسية) , أن "فلان ده نجمه خفيف" .
هذا الربط بين العالم النجمى و الأمراض ما زال موجودا فى التراث الشعبى و يردده المصريون بتلقائية منذ آلاف السنين , لأن جذوره تعود الى مصر القديمة , حين كان أجدادنا يعتقدون بوجود علاقة وثيقة بين العالم النجمى (الدوات) و النفس الانسانية .