أوزير أول من ذاق الموت :-
كان "النترو" (الكائنات الالهية) فى نظر قدماء المصريين هم الأجداد الذين
انحدر منهم الجنس البشرى .
فالخلق عبارة عن سلسلة متصلة من كائنات أو كيانات ظهرت على هيئة أجيال انبثقت كلها من مصدر واحد .
و فى الزمن الأول كان أول من ظهر من مياه الأزل هو "آتوم – رع"
(النور الالهى) . و من النور الالهى انبثقت "كائنات الهية/قوى كونية"
عرفت باسم "نترو" .
و كان هذا الانبثاق على هيئة أجيال متتابعة , تماما مثل تتابع أجيال البشر من أجداد الى أحفاد .
كان الجيل الأول مكون من زوج من النترو هم "شو" و "تفنوت"
(الهواء و الرطوبة) .
ثم كان الجيل الثانى الذى خرج من الجيل الأول , و هم "جب"
و "نوت" (الأرض و السماء) .
ثم كان الجيل الثالث الذى خرج من الجيل الثانى , و فى هذا الجيل ظهرت أربع كائنات الهية دفعة واحدة و هم ( ايزيس و أوزوريس و نفتيس
و ست) .
و توالى ظهور الخلق أجيالا بعد أجيال الى أن ظهر الانسان بشكله الحالى فى جسد مادى .
و من بين كل الكائنات الالهية فى مصر القديمة حظى أوزير بالمكانة
الكبرى لدى كل المصريين و كان هو الأقرب الى قلوب كل الناس .
فما هو السر الذى يميز أوزير عن كل الكائنات الالهية و يجعله يحتل
هذه المكانة فى كل القلوب ؟
عادة ما تمجد الشعوب شخصية البطل المحارب الجبار الذى ينتصر
على الأعداء , و لكن القارئ لقصة أوزير يجد أنه لم يحارب , بل كان
فى معظم أحداث القصة شخصا سلبيا , و ربما يصفه البعض بالسذاجة
لأنه وقع بسهولة كضحية لخداع أخيه ست عندما صنع تابوتا بنفس
حجمه و دعاه للرقود داخله ثم أغلقه عليه و ألقاه فى النيل .
ان الدور الذى لعبه أوزير فى الأسطورة كان دورا سلبيا فى معظم
أحداثها , فهو المقتول الذى تبحث عنه زوجته فى كل مكان , داخل
مصر و خارجها . دارت معظم أحداث القصة بينما أوزير فى حالة
غياب عن الوعى / موت .
هذا الموت هو الذى يميز أوزير عن باقى الكائنات الالهية , فهو الوحيد
من بينهم الذى مر بهذه التجربة , و هو الوحيد الذى تجرع مرارة
الموت . كان أوزير هو أول كائن الهى يذوق الموت , و من خلال تجربته
المباشرة مع الموت أصبح هو الكائن الالهى الذى يشرف على الموت
و على انتقال الانسان فى دورة " الميلاد / الموت / البعث" .
نعم , الموت هو ما يميز أوزير ....... و هو أيضا ما يميز الانسان .
و يذكرنا هذا بالفيلم الأمريكى الشهير (Bicentennial Man) للممثل
الرائع روبين ويليامز . يقوم روبين ويليامز فى الفيلم بدور روبوت
عاش حوالى مائتى عام قام خلالها بتطوير ذكائه ليصبح مثل ذكاء
الانسان , كما اكتسب الروبوت أيضا عاطفة تجاه البشر ووقع فى
الحب , فرفع قضية فى المحكمة مطالبا بالحصول على "الجنسية
الانسانية" . أراد الروبوت أن يحصل على موافقة المحكمة على
أن يصبح انسانا و يعامل كانسان , و ما الذى ينقصه ؟
فلديه عقل و ذكاء مثل الانسان , و لديه أيضا عاطفة , و قد وقع
فى الحب . فما الذى يمنع المحكمة من قبول طلبه و اعطائه
صفة الانسانية ؟
فجاء رد المحكمة كالآتى : -
*** ان أهم ما يميز الانسان هو أنه يموت . فكل البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قد ذاقوا الموت , و لم يخلد منهم أحد على الأرض .
و أنت أيها الروبوت لا تموت , تعيش من جيل الى جيل و تجدد
أجزاءك بقطع غيار و تستمر هكذا بينما البشر حولك يموتون جيلا
بعد جيل . للأسف لا تستطيع المحكمة قبول طلبك , لأن أهم صفات
الانسانية لا تنطبق عليك , و هى الخضوع لقانون الموت .
و طالما أنت لا تموت , فانك لست انسانا ***
و هكذا رفضت المحكمة طلب الروبوت .
فالروبوت لا تنطبق عليه أهم الصفات الانسانية و هى الخضوع
لقانون الموت .
فهل عرفتم لماذا كان أوزير هو الأقرب الى قلوب الناس فى مصر
القديمة ؟
كان أوزير هو الأقرب الى الانسان لأنه يتمتع بأهم صفة انسانية ,
فهو أول من ذاق الموت , ثم أورثنا من بعده نفس الكأس
لنتذوقها جميعا .
أوزير أول من ذاق الموت |
كان "النترو" (الكائنات الالهية) فى نظر قدماء المصريين هم الأجداد الذين
انحدر منهم الجنس البشرى .
فالخلق عبارة عن سلسلة متصلة من كائنات أو كيانات ظهرت على هيئة أجيال انبثقت كلها من مصدر واحد .
و فى الزمن الأول كان أول من ظهر من مياه الأزل هو "آتوم – رع"
(النور الالهى) . و من النور الالهى انبثقت "كائنات الهية/قوى كونية"
عرفت باسم "نترو" .
و كان هذا الانبثاق على هيئة أجيال متتابعة , تماما مثل تتابع أجيال البشر من أجداد الى أحفاد .
كان الجيل الأول مكون من زوج من النترو هم "شو" و "تفنوت"
(الهواء و الرطوبة) .
ثم كان الجيل الثانى الذى خرج من الجيل الأول , و هم "جب"
و "نوت" (الأرض و السماء) .
ثم كان الجيل الثالث الذى خرج من الجيل الثانى , و فى هذا الجيل ظهرت أربع كائنات الهية دفعة واحدة و هم ( ايزيس و أوزوريس و نفتيس
و ست) .
و توالى ظهور الخلق أجيالا بعد أجيال الى أن ظهر الانسان بشكله الحالى فى جسد مادى .
و من بين كل الكائنات الالهية فى مصر القديمة حظى أوزير بالمكانة
الكبرى لدى كل المصريين و كان هو الأقرب الى قلوب كل الناس .
فما هو السر الذى يميز أوزير عن كل الكائنات الالهية و يجعله يحتل
هذه المكانة فى كل القلوب ؟
عادة ما تمجد الشعوب شخصية البطل المحارب الجبار الذى ينتصر
على الأعداء , و لكن القارئ لقصة أوزير يجد أنه لم يحارب , بل كان
فى معظم أحداث القصة شخصا سلبيا , و ربما يصفه البعض بالسذاجة
لأنه وقع بسهولة كضحية لخداع أخيه ست عندما صنع تابوتا بنفس
حجمه و دعاه للرقود داخله ثم أغلقه عليه و ألقاه فى النيل .
ان الدور الذى لعبه أوزير فى الأسطورة كان دورا سلبيا فى معظم
أحداثها , فهو المقتول الذى تبحث عنه زوجته فى كل مكان , داخل
مصر و خارجها . دارت معظم أحداث القصة بينما أوزير فى حالة
غياب عن الوعى / موت .
هذا الموت هو الذى يميز أوزير عن باقى الكائنات الالهية , فهو الوحيد
من بينهم الذى مر بهذه التجربة , و هو الوحيد الذى تجرع مرارة
الموت . كان أوزير هو أول كائن الهى يذوق الموت , و من خلال تجربته
المباشرة مع الموت أصبح هو الكائن الالهى الذى يشرف على الموت
و على انتقال الانسان فى دورة " الميلاد / الموت / البعث" .
نعم , الموت هو ما يميز أوزير ....... و هو أيضا ما يميز الانسان .
و يذكرنا هذا بالفيلم الأمريكى الشهير (Bicentennial Man) للممثل
الرائع روبين ويليامز . يقوم روبين ويليامز فى الفيلم بدور روبوت
عاش حوالى مائتى عام قام خلالها بتطوير ذكائه ليصبح مثل ذكاء
الانسان , كما اكتسب الروبوت أيضا عاطفة تجاه البشر ووقع فى
الحب , فرفع قضية فى المحكمة مطالبا بالحصول على "الجنسية
الانسانية" . أراد الروبوت أن يحصل على موافقة المحكمة على
أن يصبح انسانا و يعامل كانسان , و ما الذى ينقصه ؟
فلديه عقل و ذكاء مثل الانسان , و لديه أيضا عاطفة , و قد وقع
فى الحب . فما الذى يمنع المحكمة من قبول طلبه و اعطائه
صفة الانسانية ؟
فجاء رد المحكمة كالآتى : -
*** ان أهم ما يميز الانسان هو أنه يموت . فكل البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قد ذاقوا الموت , و لم يخلد منهم أحد على الأرض .
و أنت أيها الروبوت لا تموت , تعيش من جيل الى جيل و تجدد
أجزاءك بقطع غيار و تستمر هكذا بينما البشر حولك يموتون جيلا
بعد جيل . للأسف لا تستطيع المحكمة قبول طلبك , لأن أهم صفات
الانسانية لا تنطبق عليك , و هى الخضوع لقانون الموت .
و طالما أنت لا تموت , فانك لست انسانا ***
و هكذا رفضت المحكمة طلب الروبوت .
فالروبوت لا تنطبق عليه أهم الصفات الانسانية و هى الخضوع
لقانون الموت .
فهل عرفتم لماذا كان أوزير هو الأقرب الى قلوب الناس فى مصر
القديمة ؟
كان أوزير هو الأقرب الى الانسان لأنه يتمتع بأهم صفة انسانية ,
فهو أول من ذاق الموت , ثم أورثنا من بعده نفس الكأس
لنتذوقها جميعا .