مقبرة الملك سيتى الأول ( رقم 17 ) بوادى الملوك - البر الغربى بطيبة

مقبرة الملك سيتى الأول ( رقم 17 ) بوادى الملوك - البر الغربى بطيبة
مقبرة الملك سيتى الأول ( رقم 17 ) بوادى الملوك - البر الغربى بطيبة
مقبرة الملك سيتى الأول ( رقم 17 ) بوادى الملوك - البر الغربى بطيبة :

حديثنا الآن عن أهم المقابر الملكية واضخمها التى نحتت فى صخر الجبل بطيبة الغربية فى الاسرة التاسعة عشرة ،اذا يبلغ طولها 98 مترا ولا زالت للآن تتميز بألونها الزاهية ومناظرها الجميلة ونقوشها الرائعة وعلى الرغم من ان المقبرة كانت معروفه ايام حكم اليونان لمصر إلا انها تعرف فى بعض الكتب العلمية بأسم مقبرة بلزونى الذى اعاد اكتشافها فى 17 اكتوبر عام 1817 واصبحت ملتصقه بأسمه.

وتستمر مقبرة سيتى الاول فى نفس المرحلة التى بدأها من قبل حور محب فهى تتكون من محورين متوازيين،يبدأ الاول بالمدخل والممرات حتى نصل الى حجرة البئر ومن بعده نجد حجرة متسعة ذات اربعة اعمدة فى صفين يبدأ منها المحور الثانى الذى يوصل عن طريق أكثر من سلم هابط وأكثر من ممر الى حجرة الدفن ، ولعل التجديد هنا فى الاضافات المعمارية الواضحة التى ينتهى بها الحجرة هنا يحمل سقفها اربعة اعمدة بدلا من اثنين كما كان متبعا من قبل،كذلك الحجرة التى تليها لم تقابلنا من قبل. كذلك يلاحظ فى المحور الثانى ان احد الحجرات الجانبية فى حجرة الدفن وهى الحجرة الثانية على يسار الداخل تتميز بوجود رفوف يحتمل انه كان يوضع عليها بعض التماثيل او الاشياء النفيسة من الاثاث الجنائزى، اما من ناحية النصوص والمناظر فيمكن نشاهد ما هو جديد على جدران المقبرة اذ نجد على جدرانها الاناشيد الشمسية الطويلة والاناشيد الموجه لعين حورس وقصة هلاك البشر. هذا بجانب ما هاو معروف من قبل مثل كتاب البوابات وكتاب "امى دوات" اما من ناحية المناظر فأشهرها المناظر الفلكية من ابراج ونجوم وكواكب المسجلة على السقف المقبى لحجرة الدفن، كما يلاحظ هنا ايضا الانتقال الى نقش المناظر الذى شاهدناه من قبل فى مقبرة حور محب وأصبح هنا حقيقة يمكن تتبعها فى اغلب مناظر سيتى الاول اذ ان اغلب مناظر مقبرة سيتى الاول منقوشة نقشا بارزا وملونة بالوان زاهية وان كانت هناك بعض المواضيع حيث نشاهد الخطوط الخارجية فقط لبعض المناظر،إلا ان الرسوم لها قيمتها على اعتبار انها تظهر لنا الطرق التى امكن بها اخراج هذه الاعمال الفنية الرائعة فى ظلام هذه الحجرات المنحوتة فى صخر الجبل.

تبدأ المقبرة بسلم هابط يوصل الى ممر وقد زين سقفه بطيور العقاب ناشرة اجنحتها اما الجدار الذى على يمين الداخل فقد سجلت عليه للمرة الأولى كما اوضحت اناشيد لمديح اله الشمس رع،اما على يسار الداخل فنرى الملك امام الاله رع حور آختى ثم ثالولث الشمس المقدس فى مراحله المختلفة بين ثعبان وتمساح وقد مثل على هيئة جعل "خبر" وهو يمثل شمس الظهيرة القوية وأخيرا صور اله على هيئة كبش داخل قرص الشمس ايضا ممثلا للإله اتوم الذى يرمز للشمس الغاربة. بعد ذلك نصل الى سلم هابط على جانبيه مشكاتان غائرتان فى الصخر،نشاهد على يمين ويسار الداخل مناظر تمثل المردة(او الجبان او الشيطان)بأسمائهم ثم أجزاء من اناشيد للإله رع وبداية الساعة الرابعة من كتاب "امى دوات" وتنتهى المناظر التى على اليمين بمنظر للإلهة نفتيس راكعة والتى على اليسار بمنظر للآلهة ايزيس راكعة. ونشاهد على العتب العلوى للمدخل الموصل الى الممر صورة للآلهة ماعت المجنحة راكعة ثم نصل الى ممر آخر وقد نقشت على جدرانه مناظر تمثل الساعة الرابعة من كتاب "امى دوات" على الجدار الأيمن والساعة الخامسة على الجدار الأيسر، بعد ذلك نصل الى حجرة البئر وتتميز الجدران التى فوق البئر بمناظر جميلة فنشاهد على اليسار الإله انوبيس ثم الاله حورس ابن ايزيس يقود الملك الى الألهة حتحور التى يقدم لها النبيذ فى منظر آخر ثم نشاهد الملك امام اوزيريس وأخيرا نشاهد ألهة الغرب امنت ،اما على اليمين فنشاهد نفس المناظر بالتقريب مع بعض الاختلافات الطفيفة. والآن ندخل صالة ذات اربعة اعمدة نرى على شمال الداخل مناظر ونصوص من الفصل الرابع من كتاب البوابات تتميز بالمناظر المشهورة الذى يمثل شعوب البشر الاربعة ممثلة كمصرى ثم اسيوى ثم نوبى وأخيرا ليبى اما على يمين الداخل فهناك مناظر ونصوص من الفصل الخامس من كتاب البوابات،نشاهد على واجهات الاعمدة الاربع المناظر المعتادة لعلاقة الملك سيتى بالآلهة والآلهات المختلفة امثال بتاح وحورس ابن ايزيس ، امنت ورع حور آختى ، شو ، سرقت ايزيس ، ححور ، اتوم ، نفتيس ، نيت وبتاح سكر. نصل من الصالة ذات الأربعة اعمدة الى صالة ذات عمودين على استقامة المحور الأول للمقبرة،ويلاحظ ان مناظر هذه الحجرة لم يتم نقشها اذ رسم على جدرانها فقط باللون الاحمر ومصححا باللون الاسود مناظر ونصوص من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر "امى دوات" وبالنسبة للعمودين فقد رسم على واجهات العمود الأول الملك فى علاقاته المختلفة مع نفرتم ورع حور آختى وماعت وأتوم وتمثل مناظر واجهات العمود الثانى الملك مع ماعت ثم يقوم بالتطهير والتبخير امام اوزيريس وهو يتقبل العقد "منيت" من الالهة حتحور وأخيرا مع الاله سكر اوزيريس. نعود ثانية الى الصالة ذات الاربعة اعمدة وننزل من السلم الذى على اليسار لنصل الى ممر فنرى على اليمين قائمة للقرابين ثم اناشيد المديح الموجه لعين الاله حورس ثم نشاهد مجموعة من الكهنة يقومون بطقوس امام بعض التماثيل الملكية، اما على يسار الداخل بالنسبة للمرين السابقين فنشاهد الملك جالسا وامامه مائدة قرابين ثم مجموعة من الكهنة يقومون بطقوس دينية امام بعض التماثيل الملكية ثم نصوص خاصة بطقسة فتح الفم.

بعد ذلك نصل الى غرفة صغيرة وهى الحجرة التى تسبق حجرة الدفن،فنشاهد على جدرانها المناظر المعتادة التى نراها غالبا على جدران مثل هذه الحجرات وهى تمثل الملك فى علاقاته المختلفة مع الالهة والالهات المختلفة فنجد على اليسار حتحور ، انوبيس،حورس ابن ايزيس،اوزيريس وبتاح اما على اليمين فهناك نفس الالهة والالهات عدا بتاح الذى حل نفرتم محله. نصل الآن الى الجزء الامامى من حجرة الدفن وهو عبارة عن حجرة مستطيلة ذات ستة اعمدة فى صفين،وقد سجل على واجهات الاعمدة الاربعة المناظر المعتادة التى تمثل الملك فى علاقاته مع الآلهة والآلهات المختلفة ويلاحظ هنا انه يوجد على الاعمدة اليسرى مناظر تمثل ارواح مدينة "ب" راكعة برأس الصقر وعلى العمود الاخير من الاعمدة اليمنى لا يزال يوجد منظر يمثل ارواح"نخن"برأس ابن آوى راكعا ايضا. تمثل المناظر التى على الجزء الايسر من حجرة الدفن الفصلين الاول والرابع من كتاب البوابات اما المناظر التى على الجزء الايمن فتمثل الفصل الثانى من كتاب البوابات. نصل الآن الى الثلث الأخير من حجرة الدفن حيث كان يوجد التابوت ويتميز بسقفه الذى يمثل السماء وسجل عليه ما املاه الخيال من مناظر فلكية مثل الابراج السماوية والنجوم والكواكب ويجب ملاحظة منظر الألهة ايزيس الراكعة على اليسار ومنظر الألهة نفتيس الراكعة على اليمين اما النصوص ومناظر هذا فأغلبها من كتاب "امى دوات". اما عن التابوت فهو محفوظ الآن بمتحف سوان بلندن،وقد زودت حجرة الدفن بخمس حجرات،حجرتان على اليمين وحجرتان على اليسار وحجرة ذات اربعة اعمدة نصل اليها عن طريق المنخفض حيث كان يوجد التابوت، وتتميز الحجرة الاولى التى على اليمين بنسبة للداخل مباشرة بنصوص قصة هلاك البشرية والمنظر الشهير للآلهة حتحور على هيئة بقرة واقفة تمثل بطنها السماء وما عليها من نجوم يرفعها الاله شو اله الهواء فوقها سفينة الاله رع بينما آلهة اخرى تتجمع تحتها كذلك تتميز الحجرة الاخرى ذات العمودين التى على اليسار برفوف ممتدة بطول ثلاث جوانب ويحتمل ان هذه الرفوف كانت مخصصة لوضع التماثيل عليها. وأخيرا نجد فى حجرة الدفن سلم هابط يوصل الى ممر او بمعنى اخر سرداب لا نعرف حتى الآن السبب من وجوده وهو ممتد لمسافة تصل الى 100 متر. وقد تم العثور مومياء الملك سيتى الاول فى خبيئة الدير البحرى عام 1881.

ضع تعليقك