المصريون القدماء أول من صنع الزجاج
لاتزال الحضارة المصرية القديمة قادرة على إثارة الدهشة حتى اليوم، فنتائج أبحاث بعثة آثار ألمانية في مصر كشفت مؤخراً عن أقدم مصنع للزجاج في العالم ويقع شرق النيل. والفراعنة استخدموا الزجاج كو
رقة ضغط دبلوماسية.
لاتزال الحضارة المصرية القديمة قادرة على إثارة الدهشة حتى اليوم، فنتائج أبحاث بعثة آثار ألمانية في مصر كشفت مؤخراً عن أقدم مصنع للزجاج في العالم ويقع شرق النيل. والفراعنة استخدموا الزجاج كو
رقة ضغط دبلوماسية.
المصريون القدماء أول من صنع الزجاج |
واكدت بعثة الآثار ألمانية تقوم بالتنقيب في منطقة القنطرة شرقي النيل
اكتشاف شظايا سيراميكية. وبعد تحليلها ودراستها نجح العلماء في إعادة تركيب
أجزاءها واستنتجوا أنها كانت تستخدم كبوتقات وأوعية صهر، وأدت هذه النتائج
إلى جعل العلماء يعتقدون أنهم عثروا على بقايا أقدم مصنع للزجاج في
التاريخ.
ويعتقد العلماء الآن وفق التقرير الذي نشرته مجلة ساينس
العلمية Science أن صناعة الزجاج بدأت في مصر في العصر البرونزي أي قرابة
1250 سنة قبل الميلاد، وتمكن الصناع المصريون من الوصول إلى طريقة لصنع
الزجاج عن طريق صهر رمل الكوارتز مع البوتاسيوم، وأنتجوا كتل زجاجية كبيرة
تم إرسالها بعد ذلك إلى مصانع أخرى لتشكيلها أو تم تصديرها مباشرة.
وتصنيع خام الزجاج هو عملية تحتاج إلى معرفة علمية وافية، وكعادة مصر
الفرعونية كانت أسرار المعرفة تتركز في يد الكهنة ولا تخرج إلى عامة الشعب.
فلا يُسمح للعمال سوى معرفة الشيء البسيط عن طبيعة المزيج الذي يصهرونه،
وذلك حتى لا يفقد الكهنة نفوذهم الواسع. وفي قمة هرم السلطة الفرعونية توجد
طبقة الحكام أو الفراعنة، وهي الطبقة التي امتلكت المصنوعات الزجاجية كرمز
على رفعة شأنها. وهكذا فإن صناعة الزجاج وامتلاكه كانت عملية مقصورة على
أصحاب النفوذ في مصر القديمة، حتى أصبح الزجاج عملة نفيسة تُعبر عن السيطرة
والسلطة.
وأظهر الكشف الأثري في القنطرة أن المصريين لم يستوردوا
الزجاج في ذلك الوقت بل كانوا يصنعونه ويصدرونه. وحكام الممالك الأخرى
كانوا في حاجة إلى الحصول على الزجاج المصري لتشكيله والتزين به. ومن
المرجح أن الفراعنة استعملوا الزجاج الذي بين أيديهم كورقة ضغط سياسية
تمكنهم من توسيع رقعة نفوذهم وتكوين تحالفات تدعم دولتهم.