كتاب الآرض ...... كتاب الآكر (Aker)

كتاب الآرض ...... كتاب الآكر (Aker)
كتاب الآرض ...... كتاب الآكر (Aker)
(سلسلة كتب العالم الآخر .... الجزء العاشر)
كتاب الآرض ...... كتاب الآكر (Aker) :-
ظهر كتاب الأرض فى الدولة الحديثة , بدءا من الأسرة ال 19 فى مقابر كل من مرنبتاح , و تاوسرت , و رمسيس الثالث و الرابع و الخامس .
لم يسمى قدماء المصريين تلك المجموعة من النصوص باسم محدد , و لكن علماء الآثار هم الذين وضعوا لها الأسماء . فقد أطلق عليها اليكساندر بيانكوف اسم "كتاب خلق الشمس" , أما Hartwig Alternmuller فقد أسماه "كتاب ال آكر" , و كان اسم "كتاب الأرض" من وضع العالم الألمانى ايريك هورنونج .
يعتبر كتاب الأرض امتدادا لكتاب الكهوف , فيصف رحلة رع (الشمس) مصطحبا معه أرواح الموتى فى منطقة من العالم الاخر تعرف باسم العالم السفلى .
و نرى فى أحد أجزاء هذا الكتاب مشهدا فريدا يظهر فيه قرص شمس يخرج من باطن الأرض ترفعه أيادى قوى كونية .
و يركز كتاب الأرض على القوى الكونية المرتبطة بطاقة الأرض (عنصر الأرض هو أحد عناصر الكون الأربعة الأساسية .... نار / هواء / ماء / أرض .... و عنصر الأرض هو أكثر العناصر كثافة ) .
و تلك القوى الكونية المرتبطة بالأرض و التى يركز عليها كتاب الأرض هى (آكر , و جب , و تاتنن) .
السمات العامة لكتاب الأرض تتشابه مع كتاب الكهوف فى كونه لا يقسم رحلة رع (و هى أيضا رحلة الروح) فى العالم الآخر الى محطات معينة (12 ساعة / برج ) , و فى كثير من المشاهد يختفى قارب رع كمؤشر لاتجاه الرحلة , و يبدو البناء العام للكتاب و كأنه مجموعة من المشاهد التى لا تتبع ترتيبا محددا واضحا .
و لا يحدد الكتاب لحظة دخول الشمس الى العالم السفلى (الأفول / الغروب / الظلمة / المادة ) و لا لحظة الخروج الى النهار / الميلاد من جديد .
مثل كل كتب العالم الآخر يتناول كتاب الأرض أوزير كأحد المحاور الرئيسية التى يدور حولها النص , و أيضا يتناول تحول (transformation) رع و اتحاده ب "با" (روح) الانسان المتوفى بعد الموت .
و ينفرد كتاب الأرض بوصف رحلة رع (و روح الانسان) فى ال "آكر" و هو من رموز الأرض .
كان ال "آكر" يظهر فى الفن المصرى القديم على شكل أسدين (أبو الهول المزدوج) يعطى أحدهما ظهره للآخر و بينهما قرص الشمس . يقول عالم الأسترولوجى سانتوس بوناتشى أن أبو الهول فى الأصل هو رمز أسترولوجى يجمع بين برجين رئيسيين من أبراج الذودياك هما برج الأسد و برج الدلو , فشكل أبو الهول يجمع بين جسم الأسد و رأس الانسان . برج الأسد هو برج نارى و هو مملكة رع (النور) و يتميز بالطاقة الكهربائية (electric energy) , أما برج الدلو فهو البرج الوحيد من أبراج الذودياك ال 12 الذى يرمز له بانسان (لذلك أخد أبو الهول رأس الانسان) , و برج الدلو هو مملكة "زحل" رب الظلام / الخفاء و طاقته طاقة مغناطيسية .
و الاثنان (برج الأسد و برج الدلو) يقعان فى موقعين متقابلين من الذودياك و يشكلان قطبين متناقضين من الطاقة (electricity v.s. magnetism) , و من هذا التناقض / القطبية تتولد طاقة الحياه .
و من أهم مشاهد هذا الكتاب مشهد خروج حورس (مولد الشمس فى دورة فلكية جديدة ) من جسد أوزير الميت (تموت الشمس فى برج الجدى , بمعنى وصول الشمس الى أقصى مراحل الضعف waning , و ابتلاع الظلمة للنور) , و هذا المشهد يعبر عن خروج الحى من الميت بالنسبة للشمس و ينطبق أيضا على الانسان .
و يتناول الجزء الأخير من الكتاب مشاهد عقاب لأرواح أطلق عليها "الأعداء" . لم يحدد الكتاب هوية هؤلاء الأعداء و لم يتحدث عن أفعال معينة قاموا بها ليحل عليهم العقاب .
و يتم تصوير الأعداء مقلوبين رأسا على عقب , و أياديهم مقيدة بالأغلال وراء ظهورهم , و أحيانا يكتب الرمز الهيروغليفى الخاص بالنار فوق رؤوسهم , و أحيانا تلون أجسامهم باللون الأحمر . و تتضمن مشاهد عقاب الأعداء أيضا صور مراجل (غلايات) بها أجزاء من أجساد الأعداء . و أيضا هناك قوى كونية تمسك بأياديها سكينا و
نرى الأعداء فى بعض المشاهد مقطوعى الرأس .
و المكان الذى يتم فيه عقاب الأعداء كان يسمى مكان الابادة (The Place of Annihilation) .
و فى المشهد الأخير يظهر ثعبان أبو فيس و لكنه ليس طليقا بل مقيدا , تمسك به قوى كونية تحمل رأس حمل كرمز لبرج الحمل النارى و هو رمز ميلاد الشمس فى دورة فلكية جديدة (بداية الخروج الى النهار / الاعتدال الربيعى) حيث ينتصر النور على الظلمة و تبدأ من جديد مملكة رع .

ضع تعليقك