سلسلة كتب العالم الاخر فى مصر القديمة ..... (الجزأ الثانى) :-
أما من ناحية أسلوب كتب العالم الاخرالمصرية , فتعود قدسيتها الى أن لغتها لغة "كونية/روحانية" و ليست لغة أرضية نابعة من العقل المادى المحدود . يقول عالم النفس السويسرى كارل يونج أن لغة الحضارات القديمة أقرب الى لغة الكون لأنها لغة الفص الأيمن للمخ التى تخاطب فى الانسان العقل الباطن/اللاوعى (لاحظ أن نسبة الوعى عند الانسان 4% فقط فى حين أن اللاوعى يشكل 96% , و هى نفس نسبة المادة الى المادة السوداء فى الكون) .
يقول كارك يونج أن الحضارات القديمة كانت تمتلك حدسا أقوى من انسان العصر الحديث , لأن الفص الأيمن للمخ كان أنشط عند الحضارات القديمة , و هو الفص المسئول عى الحدس و الوحى و الالهام و الاتصال بالعالم الآخر و العقل الباطن و اللاوعى . كانت الحضارات القديمة أقدر على الاتصال بالقوى الكونية اتصالا مباشرا عن طريق التخاطر و كان وعى الانسان فى هذه الأزمنة البعيدة أقرب ما يكون الى حال الانسان الحالم , لذلك كانت لغة الحضارات القديمة أقرب الى "لغة الأحلام و الرؤى" .
و كانت فى طبيعتها لغة تصويرية لأن الصورة أقرب الى لغة الكون / لغة عالم الروح / عالم الباطن .
و يقول كارل يونج أن رموز الحضارت القديمة لا يمكن تفسيرها بطريقة عقلانية , فهى لغة أقرب الى رموز الأحلام و الرؤى . فالرمز الواحد قد يحمل المعنى ونقيضه , و لا يمكننا معرفة المقصد الحقيقى الا باستخدام الحدس . فمثلا رمز الحية فى الحلم قد يكون تحذير من عدو و أيضا قد يحمل معنى الحماية . و هذا ما نجده فى الحضارة المصرية حيث يظهر رمز الحية كثيرا جدا و يحمل العديد من المعانى منها العداء أحيانا (مثل ثعبان أبو فيس) أو الحماية , وقد ترمز الحية أيضا الى وعى الانسان فى مراحله المختلفة أو الى أنواع من الطاقة الأولية .
و قد بدأ العلماء مؤخرا فى ادراك تلك الحلقة المفقودة فظهرت لنا تفسيرات علمية لكتب العالم الاخر المصرية فقد ظهر كتاب (ٍٍٍShamanic Wisdom in the Pyramid texts) للكاتب البريطانى Jeremey Neadler الذى يفسر متون الأهرام بأنها تجارب خارج الجسد (out of body experience) تم تسجيلها فى أهرامات الأسرة الخامسة و السادسة من الدولة القديمة .
و ظهرت أيضا بعض الأبحاث التى تفترض أن متون الأهرام هى نصوص علمية تشرح الفيزياء الكمية و تصف المادة السوداء فى الكون و ما فيها من عوالم أخرى .
أما من ناحية منهجية التدوين , فالمتأمل لكتب العالم الآخر فى مجملها يدرك أن عملية تدوين هذه الكتب تمت فى اطار خطة كبرى كانت تستهدف حفظ علوم السماء لتكون نورا يضئ للانسانية فى عصور الظلام .
يفترض علماء الآثار أن كتب العالم الآخر كانت نصوص جنائزية و تعاويذ سحرية دونها قدماء المصريين فى مقابرهم لتساعد المتوفى فى العالم الآخر . و لكن المتأمل لكتب العالم الآخر فى مجملها يكتشف عدم صحة هذه النظرية للأسباب الآتية :-
أولا : كانت العلوم المدونة فى كتب العالم الاخر معروفة لدى قدماء المصريين منذ فجر التاريخ (منذ عصر ما قبل الأسرات) فقد جاء فى متون الأهرام أنها فى الأصل نصوص قديمة جدا تعود لزمن أقدم بكثير من الفترة التى تم فيها التدوين (الأسرة الخامسة و السادسة) . و اذا كان الهدف من تدوين كتب العالم الاخر هو مساعدة المتوفى فلماذا ا لم يلجأ ملوك مصر من الأسرة الأولى و حتى الأسرة الرابعة لتدوين تلك النصوص لتساعدهم و قد كان لديهم كل الامكانيات للقيام بذلك ؟
ثانيا : كان ايقاع التدوين بطيئا فى بدايته ثم تسارع بمرور الزمن و بلغ أقصاه مع نهاية الدولة الحديثة و بداية أفول نجم الحضارة المصرية . ففى نهاية الدولة القديمة دونت مصر كتابا واحدا فقط هو متون الأهرام . و فى الدولة الوسطى تم تدوين كتاب واحد أيضا و هو كتاب متون التوابيت . و مع بداية عصر الدولة الحديثة بدأ ايقاع التدوين يتسارع فدونت مصر 11 كتابا فى فترات زمنية متقاربة .
كانت كل الحضارات القديمة بما فيها الحضارة المصرية على علم بالدورات الزمنية الكبرى و أهمها السنة العظمى / الأفلاطونية (و مدتها حوالى 25 ألف سنة) و ايقاعها الذى يبدأ بعصر ذهبى و ينتهى بعصر الحديد/الظلام , و كان قدماء المصريين يعلمون أن ايقاع الدورات الكونية يقتضى انتهاء العصر الذهبى و دخول الانسانية عصر الظلام و أن الحضارة المصرية فى طريقها الى الأفول . تلك هى سنة الحياة و طبيعة الدورات الزمنية الكبرى و الانسان لا يملك تغيير القدر و لكن بامكانه ايقاد شمعة و اضاءة النور فى زمن الظلام .
أراد قدماء المصريين أن يسجلوا ما لديهم من علوم لتكون نورا يضئ للعالم فى عصور الظلام فقاموا بأكبر مشروع تدوين فى التاريخ بوحى من تحوت و بموافقة الكهنة بعد أن التزموا الصمت لعصور طويلة و كتموا ما لديهم من علوم بدأ قدماء المصريين تدوين ما لديهم من علوم و كان مشروعا ضخما استغرق الكثير من الوقت و الجهد و الامكانيات المالية , تحمل قدماء المصريين مشقة تنفيذه بدافع الحب للاجيال القادمة من كل البشر و بدون انتظار لأى مقابل . و كان من الطبيعى أن تكون المقبرة (بيت الأبدية) هى مكان تدوين تلك العلوم لأنها العلوم التى تعد الانسان الى العالم الاخر / الأبدية .
كان أول من بدأ تنفيذ المشروع هم الملوك فبدأ تدوين متون الأهرام فى أهرامات ملوك الأسرة الخامسة و السادسة , و منذ بداية الدولة الوسطى سمح الكهنة لكبار رجال الدولة بالاشتراك فى تدوين كتب السماء فى مقابرهم فتطوع كثير من رجال البلاط الملكى و الوزراء بمالهم ووقتهم وجهدهم لانجاح هذا المشروع الانسانى الكبير , مشروع تدوين كتب العالم الآخر .
كانت كتب العالم الآخر المصرية هى النور الذى أضاء للعالم و منها خرجت العلوم الروحانية و انتشرت فى أنحاء العالم و و من الكتاب الذين شرحوا تأثير علوم مصر القديمة على حضارات العالم الكاتب جيرالد ماسى فى كتابه ( Ancient Egypt the Light of the World) , و قال جيرالد ماسى فى مقدمة كتابه :-
( Hers was the primal message of the skies)
حملت مصر للعالم أول رسالات السماء .
أما من ناحية أسلوب كتب العالم الاخرالمصرية , فتعود قدسيتها الى أن لغتها لغة "كونية/روحانية" و ليست لغة أرضية نابعة من العقل المادى المحدود . يقول عالم النفس السويسرى كارل يونج أن لغة الحضارات القديمة أقرب الى لغة الكون لأنها لغة الفص الأيمن للمخ التى تخاطب فى الانسان العقل الباطن/اللاوعى (لاحظ أن نسبة الوعى عند الانسان 4% فقط فى حين أن اللاوعى يشكل 96% , و هى نفس نسبة المادة الى المادة السوداء فى الكون) .
يقول كارك يونج أن الحضارات القديمة كانت تمتلك حدسا أقوى من انسان العصر الحديث , لأن الفص الأيمن للمخ كان أنشط عند الحضارات القديمة , و هو الفص المسئول عى الحدس و الوحى و الالهام و الاتصال بالعالم الآخر و العقل الباطن و اللاوعى . كانت الحضارات القديمة أقدر على الاتصال بالقوى الكونية اتصالا مباشرا عن طريق التخاطر و كان وعى الانسان فى هذه الأزمنة البعيدة أقرب ما يكون الى حال الانسان الحالم , لذلك كانت لغة الحضارات القديمة أقرب الى "لغة الأحلام و الرؤى" .
و كانت فى طبيعتها لغة تصويرية لأن الصورة أقرب الى لغة الكون / لغة عالم الروح / عالم الباطن .
و يقول كارل يونج أن رموز الحضارت القديمة لا يمكن تفسيرها بطريقة عقلانية , فهى لغة أقرب الى رموز الأحلام و الرؤى . فالرمز الواحد قد يحمل المعنى ونقيضه , و لا يمكننا معرفة المقصد الحقيقى الا باستخدام الحدس . فمثلا رمز الحية فى الحلم قد يكون تحذير من عدو و أيضا قد يحمل معنى الحماية . و هذا ما نجده فى الحضارة المصرية حيث يظهر رمز الحية كثيرا جدا و يحمل العديد من المعانى منها العداء أحيانا (مثل ثعبان أبو فيس) أو الحماية , وقد ترمز الحية أيضا الى وعى الانسان فى مراحله المختلفة أو الى أنواع من الطاقة الأولية .
و قد بدأ العلماء مؤخرا فى ادراك تلك الحلقة المفقودة فظهرت لنا تفسيرات علمية لكتب العالم الاخر المصرية فقد ظهر كتاب (ٍٍٍShamanic Wisdom in the Pyramid texts) للكاتب البريطانى Jeremey Neadler الذى يفسر متون الأهرام بأنها تجارب خارج الجسد (out of body experience) تم تسجيلها فى أهرامات الأسرة الخامسة و السادسة من الدولة القديمة .
و ظهرت أيضا بعض الأبحاث التى تفترض أن متون الأهرام هى نصوص علمية تشرح الفيزياء الكمية و تصف المادة السوداء فى الكون و ما فيها من عوالم أخرى .
أما من ناحية منهجية التدوين , فالمتأمل لكتب العالم الآخر فى مجملها يدرك أن عملية تدوين هذه الكتب تمت فى اطار خطة كبرى كانت تستهدف حفظ علوم السماء لتكون نورا يضئ للانسانية فى عصور الظلام .
يفترض علماء الآثار أن كتب العالم الآخر كانت نصوص جنائزية و تعاويذ سحرية دونها قدماء المصريين فى مقابرهم لتساعد المتوفى فى العالم الآخر . و لكن المتأمل لكتب العالم الآخر فى مجملها يكتشف عدم صحة هذه النظرية للأسباب الآتية :-
أولا : كانت العلوم المدونة فى كتب العالم الاخر معروفة لدى قدماء المصريين منذ فجر التاريخ (منذ عصر ما قبل الأسرات) فقد جاء فى متون الأهرام أنها فى الأصل نصوص قديمة جدا تعود لزمن أقدم بكثير من الفترة التى تم فيها التدوين (الأسرة الخامسة و السادسة) . و اذا كان الهدف من تدوين كتب العالم الاخر هو مساعدة المتوفى فلماذا ا لم يلجأ ملوك مصر من الأسرة الأولى و حتى الأسرة الرابعة لتدوين تلك النصوص لتساعدهم و قد كان لديهم كل الامكانيات للقيام بذلك ؟
ثانيا : كان ايقاع التدوين بطيئا فى بدايته ثم تسارع بمرور الزمن و بلغ أقصاه مع نهاية الدولة الحديثة و بداية أفول نجم الحضارة المصرية . ففى نهاية الدولة القديمة دونت مصر كتابا واحدا فقط هو متون الأهرام . و فى الدولة الوسطى تم تدوين كتاب واحد أيضا و هو كتاب متون التوابيت . و مع بداية عصر الدولة الحديثة بدأ ايقاع التدوين يتسارع فدونت مصر 11 كتابا فى فترات زمنية متقاربة .
كانت كل الحضارات القديمة بما فيها الحضارة المصرية على علم بالدورات الزمنية الكبرى و أهمها السنة العظمى / الأفلاطونية (و مدتها حوالى 25 ألف سنة) و ايقاعها الذى يبدأ بعصر ذهبى و ينتهى بعصر الحديد/الظلام , و كان قدماء المصريين يعلمون أن ايقاع الدورات الكونية يقتضى انتهاء العصر الذهبى و دخول الانسانية عصر الظلام و أن الحضارة المصرية فى طريقها الى الأفول . تلك هى سنة الحياة و طبيعة الدورات الزمنية الكبرى و الانسان لا يملك تغيير القدر و لكن بامكانه ايقاد شمعة و اضاءة النور فى زمن الظلام .
أراد قدماء المصريين أن يسجلوا ما لديهم من علوم لتكون نورا يضئ للعالم فى عصور الظلام فقاموا بأكبر مشروع تدوين فى التاريخ بوحى من تحوت و بموافقة الكهنة بعد أن التزموا الصمت لعصور طويلة و كتموا ما لديهم من علوم بدأ قدماء المصريين تدوين ما لديهم من علوم و كان مشروعا ضخما استغرق الكثير من الوقت و الجهد و الامكانيات المالية , تحمل قدماء المصريين مشقة تنفيذه بدافع الحب للاجيال القادمة من كل البشر و بدون انتظار لأى مقابل . و كان من الطبيعى أن تكون المقبرة (بيت الأبدية) هى مكان تدوين تلك العلوم لأنها العلوم التى تعد الانسان الى العالم الاخر / الأبدية .
كان أول من بدأ تنفيذ المشروع هم الملوك فبدأ تدوين متون الأهرام فى أهرامات ملوك الأسرة الخامسة و السادسة , و منذ بداية الدولة الوسطى سمح الكهنة لكبار رجال الدولة بالاشتراك فى تدوين كتب السماء فى مقابرهم فتطوع كثير من رجال البلاط الملكى و الوزراء بمالهم ووقتهم وجهدهم لانجاح هذا المشروع الانسانى الكبير , مشروع تدوين كتب العالم الآخر .
كانت كتب العالم الآخر المصرية هى النور الذى أضاء للعالم و منها خرجت العلوم الروحانية و انتشرت فى أنحاء العالم و و من الكتاب الذين شرحوا تأثير علوم مصر القديمة على حضارات العالم الكاتب جيرالد ماسى فى كتابه ( Ancient Egypt the Light of the World) , و قال جيرالد ماسى فى مقدمة كتابه :-
( Hers was the primal message of the skies)
حملت مصر للعالم أول رسالات السماء .