الشدة المستنصرية وثورة الجياع !

الشدة المستنصرية وثورة الجياع !
الشدة المستنصرية وثورة الجياع !
الشدة المستنصرية وثورة الجياع !
( كانت من اهم اسباب هذة الشدة اختفاء الرؤية والتخطيط للمستقبل لدرجة انة بغياب فيضان النيل دخلت البلاد في مجاعة ادت لثورة جياع وادت الي الانقسام والتحزب بين طوائف المجتمع فمااشبة اليوم بالبارحة )

وقد حدثت ا
لشدة المستنصرية في عام 457 هجرية وكان المستنصر يحتفل بالعام الثلاثبن لبلوغه عرش الدولة العلية ذات القوة البهية مابين الامم والدولة انذاك كانت تضم مصر والشام والحجاز وجزء من اليمن الي جانب النوبة (شمال السودان )وبرقة (شرق ليبيا ) ولكن في هذا العام حدث شىء لم يكن في الحسبان انخفض النيل بشدة وقسوة علي ارض مصر استعصت المياة وكأنها اقسمت الا تأتي لمدة 7 سنوات لتكرر المجاعة مرة اخري استمرت لنفس عدد السنوات العجاف التي ذكرت في القرأن والتي انقذها النبي يوسف الصديق من براثن المجاعة والمهانة وخرجت مصر بفضل من الله ثم سياسة النبي يوسف الحكيمة اقتصاديا من الازمة
بالفعل لم يأتي النيل واستمر ساكنا راقدا في الجنوب وكأنه يخرج لسانه الي المصريين ويقول موتوا بجوعكم واروني ماذا انتم فاعلين ؟ واعتمدوا علي الحكومة الفاطمية كي تنقذهم من الجوع ومن التشرد ولكن الحكومة وقفت عاجزة امام هذه الكارثة الطبيعة ولم تفعل شيء يذكر مما ادي الي نتائج مروعة وكثيرة مثل :

1 /تعذرت وجود الاقوات وغلت الاسعار وبلغ سعر رغيف الخبز الي 15 دينار دفعة واحدة وكان مبلغ كبير في هذه الايام
2/ اضطر الناس الي الهجرة من مصر وكان وجهتهم الي الشام والعراق والحجاز من وطأة هذه الازمة ويذكر ان ام الخليفة هاجرت هي وبنات الخليفة الي الشام تاركة ابنها الخليفة الي مصيره ..
3 / كان المستنصر نفسه يقتات من الطعام القليل ولم يقو علي الوقوف في بعض الايام ..

4/ بارت بالطبع الاراضي الزراعية الخصبة وتوقفت الصناعة وبالتالي التجارة وانتشرت البطالة ومن ثم انتشرت السرقات وعمليات السطو المسلح وتشكيل العصابات وادى ذلك الي انفلات الامن الذى شمل جميع قطاعات الدولة بما فيها الجيش نفسه والتي ظهرت فيه الطوائف حيث كان الجيش يتألف من السودانين والشوام والمغاربة وغيرهم ..

5 /انتشرت حوادث القتل والسرقة والسطو والاختطاف وهي حوداث غريبة وعجيبة ولم تحدث في تاريخ مصر او تاريخ المسلمين بهذا الشكل الا في هذه الايام الصعبة مثل :

- جار يقتل ابن جاره ويذبحه ويشويه ويأكله ولاينكر ذلك الامر عندما قبض عليه
- تشكيل عصابي يخطف الناس بكلاليب (خطاطيف ) من اعلي المباني واذا مر علهم شخص يخطفونه الي اعلي ثم يذبحونه ويأكلونه وعرف هذا الزقاق التي كانت تقوم فيه هذه العمليات بزقاق القتل وتعقبتهم السلطات حتي تم القبض عليهم واعدامهم بعد ذلك
- اضطر بعض اعيان الدولة ان يخدموا الناس لقاء كسرة من الخبز
- بيعت حارة باكملها مكونة من عشرين دارا بطبق من الطعام حتي سميت بحارة الطبق
- اضطر بعض الناس من اكل لحوم القطط والكلاب الميتة والبحث عن شرائها وكان يباع الكلب ب5 دنانير والقطة ب3 دنانير وفي يوم من الايام سرقت بغلة الوزير وذبحها الخاطفون واكلوها

- هناك حادثة مشهورة وتبين ضجر الناس علي الخليفة والحكومة عندما اشترت امرأة ثرية جوال من القمح نظير مبلغ 1000 دينار ذهبية ولكن تخاطفوه الناس في الطريق ولم يبق للمرأة الا حفنة صغيرة صنعت منها قرصا صغيرا من الخبز وعندما انتهت من خبزه خرجت الي احد ميادين القاهرة وصاحت في الناس التي تبعتها في مظاهرة الي مقر الخليفة وصاحت باعلي صوتها تتهكم وتقول للناس " ياهل القاهرة ادعوا لمولانا المستنصر الذي اسعد الناس بايامه واعاد عليهم بركات حسن نظره حتي تقوت هذه القرصة بالف دينار "

اما عن التداعيات السياسية فكان لها اكبر الاثر في تفاقم الازمة حيث كان الجيش الفاطمي كما ذكرت يتحزب الي احزاب منها السوداني الذي يضم الجنود ذو الاصول السودانية وكان قد اكثر منهم الخليفة مجاملة لامه التي هي من بني جلدتهم الي جانب الحزب الذي يضم الجنود المغاربة والاتراك وحزب اخر يضم الارمن وحزب اخر يضم الشوام ..

بالطبع كما تتوقع في مثل هذه الازمة ادى ذلك الي تفتت الجيش والجبهة الداخلية بل انشقاق قواد امثال ناصر الدولة ابن حمدان الذي هرب الي الدلتا والاسكندرية واعلن سقوط الخلافة واسقط الدعاء للخليفة علي منابر هذه المناطق وحارب الجند السودان حتي اخرجهم الي الصعيد وكان ابن حمدان زعيم الجند الاتراك وحاصر القاهرة تمهيدا لانهاء الدولة والدعاء لنفسه خليفة وبالفعل دخلها وقبض علي ام الخليفة السودانية وانهب اموالها ثم تركها بعد دفع فدية ثم انتقل لنهب الخليفة الذى لم يجد في قصره الا الحصير الذى ينام عليه حيث انه باع كل شىء ليأكل ..

كان بدر الجمالي والي عكا تحت قيادة الخليفة وكان مخلصا له وارسل الخليفة يستدعيه ويطلب منه ثلاثة اشياء وهو القضاء علي هذه الفتنة التي دبت في الجيش وتولي وزارة مصر وبالفعل فعل بدر هذه الاشياء حيث انه اخضع جميع الاتراك في الجيش وقتل عدد كبير منهم ثم استولي علي الدلتا والاسكندرية المعروفة بكرهها للحكم الفاطمي لانهم احتفظوا بمذهبهم السني وكانوا قد ساعدوا ابن حمدان ضد الخليفة واخضع ايضا الصعيد ..

في نفس الوقت بدأ النيل في الجريان نحو مصر مثلما اصبحت السياسة في يد بدر الذي تولي رئاسة الوزراء وحصن القاهرة واعاد اسوار القاهرة التي مازال منها باقيا الي الان في الابواب الشهيرة لها وتحسنت احوال مصر الاقتصادية بفعل الغاء الضرائب علي اصحاب الاراضي والمصانع والتجارة لمدة سنتين لتخفيف الازمة لترجع الدولة شكلا الي الحياة ..

1 تعليق

  1. اللهم لاتبلغنا الشدة السيساوية ....!!!!!!!!!!!!!!!

ضع تعليقك