حور (حورس) و لدغة العقرب |
حور (حورس) و لدغة العقرب :-
تروى لنا لوحة مترنيتش (Metternich Stele) احدى القصص التى
ندرك منها أهمية الحكا (السحر) و ارتباطه بكل من است (ايزيس)
و تحوت .
جاء فى تلك القصة أن ايزيس بينما كانت تخبئ الطفل حور (حورس)
فى أحراش الدلتا بين مستنقعات البردى , هاجمه عقرب ذات يوم
و قام بلدغه .
فانفطر قلب الأم من الألم على فلذة كبدها , و أطلقت صيحة استغاثة شقت السماء , و بلغت من شدتها أن جعلت ملاحى مركب "رع" يتوقفون عن الابحار .
ظل الملاحين متوقفين لا يستطيعون المضى قدما فى ابحارهم بمركب "رع" بسبب حدة صرخة ايزيس التى أطلقتها فزعا على ولدها .
و هددت ايزيس ملاحى مركب الشمس بأنها لن تسمح لقارب رع باستكمل طريقه الا اذا شفى الطفل حور (حورس) من لدغة العقرب .
و عند ذلك قام رع بارسال رسوله "تحوت" المعلم و الحكيم و الطبيب لكى يعالج الطفل المريض حور .
فقام تحوت بقراءة كلمات شافية اعادت حور الى الحياه و جعلت جسده يطرد سم العقرب .
و نرى فى تلك القصة كيف قامت ايزيس باستخدام معرفتها بكيفية استخدام قوة الكلمة حين أطلقت صيحتها المدوية التى شقت السماء و عطلت موكب رع , فقام رع بارسال رسوله تحوت ليساعدها فى محنتها .
و تبين لنا هذه القصة كيفية استخدام طاقة الحكا (عن طريق الكلمة) فى التأثير على النترو (القوى الكونية / الكائنات الالهية) .
و القصة بما فيها من شخصيات (ايزيس و حورس و رع و تحوت) هى فى الحقيقة جزء من أحداث الزمن الأول "السب تبى" , و هو الزمن الميثولوجى الذى وقعت فيه أحداث النشأة الأولى . و يعتمد الساحر فى تفعيل طاقة الحكا (السحر) على استحضار و استقطاب القوى الكونية التى تنتمى لهذا العالم , الذى يعتبر أحد أبعاد الكون الخفية .
كان قدماء المصريين يرون أن هناك ارتباطا وثيقا بين عالم الطبيعة و ما وراء الطبيعة و كان الانسان عندهم يتخذ موقعا بين العالمين .
لم تكن طقوس المعابد فى مصر القديمة مجرد طقوس "عبادة" , و انما كانت طقوس مقدسه تقام بهدف المشاركه فى أحداث كونية .
و كان شروق الشمس و ايقاع فصول السنه و مواسم الفيضان عندهم مرتبطه ارتباطا وثيقا بتلك الطقوس المقدسه .
و يقول هنرى فرانكفورت ( علينا أن نتذكر أن طقوس المعابد فى مصر القديمة لم تكن تقام بشكل رمزى , و انما كانت طقوس تقام لأهداف عملية , و هى عبارة عن المشاركة التى يقوم بها الانسان فى الأحداث الكونية) .
كان السحر عند قدماء المصريين هو مشاركة الانسان العملية فى أحداث كونية , و كانت تلك المشاركة فى غاية الأهمية بالنسبة للانسان و للكون أيضا . و كان انسحاب الانسان من تلك المشاركة فى الأحداث الكونية يمثل كارثه للانسان و الكون .
-------------------------- -------------------------- ------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler
تروى لنا لوحة مترنيتش (Metternich Stele) احدى القصص التى
ندرك منها أهمية الحكا (السحر) و ارتباطه بكل من است (ايزيس)
و تحوت .
جاء فى تلك القصة أن ايزيس بينما كانت تخبئ الطفل حور (حورس)
فى أحراش الدلتا بين مستنقعات البردى , هاجمه عقرب ذات يوم
و قام بلدغه .
فانفطر قلب الأم من الألم على فلذة كبدها , و أطلقت صيحة استغاثة شقت السماء , و بلغت من شدتها أن جعلت ملاحى مركب "رع" يتوقفون عن الابحار .
ظل الملاحين متوقفين لا يستطيعون المضى قدما فى ابحارهم بمركب "رع" بسبب حدة صرخة ايزيس التى أطلقتها فزعا على ولدها .
و هددت ايزيس ملاحى مركب الشمس بأنها لن تسمح لقارب رع باستكمل طريقه الا اذا شفى الطفل حور (حورس) من لدغة العقرب .
و عند ذلك قام رع بارسال رسوله "تحوت" المعلم و الحكيم و الطبيب لكى يعالج الطفل المريض حور .
فقام تحوت بقراءة كلمات شافية اعادت حور الى الحياه و جعلت جسده يطرد سم العقرب .
و نرى فى تلك القصة كيف قامت ايزيس باستخدام معرفتها بكيفية استخدام قوة الكلمة حين أطلقت صيحتها المدوية التى شقت السماء و عطلت موكب رع , فقام رع بارسال رسوله تحوت ليساعدها فى محنتها .
و تبين لنا هذه القصة كيفية استخدام طاقة الحكا (عن طريق الكلمة) فى التأثير على النترو (القوى الكونية / الكائنات الالهية) .
و القصة بما فيها من شخصيات (ايزيس و حورس و رع و تحوت) هى فى الحقيقة جزء من أحداث الزمن الأول "السب تبى" , و هو الزمن الميثولوجى الذى وقعت فيه أحداث النشأة الأولى . و يعتمد الساحر فى تفعيل طاقة الحكا (السحر) على استحضار و استقطاب القوى الكونية التى تنتمى لهذا العالم , الذى يعتبر أحد أبعاد الكون الخفية .
كان قدماء المصريين يرون أن هناك ارتباطا وثيقا بين عالم الطبيعة و ما وراء الطبيعة و كان الانسان عندهم يتخذ موقعا بين العالمين .
لم تكن طقوس المعابد فى مصر القديمة مجرد طقوس "عبادة" , و انما كانت طقوس مقدسه تقام بهدف المشاركه فى أحداث كونية .
و كان شروق الشمس و ايقاع فصول السنه و مواسم الفيضان عندهم مرتبطه ارتباطا وثيقا بتلك الطقوس المقدسه .
و يقول هنرى فرانكفورت ( علينا أن نتذكر أن طقوس المعابد فى مصر القديمة لم تكن تقام بشكل رمزى , و انما كانت طقوس تقام لأهداف عملية , و هى عبارة عن المشاركة التى يقوم بها الانسان فى الأحداث الكونية) .
كان السحر عند قدماء المصريين هو مشاركة الانسان العملية فى أحداث كونية , و كانت تلك المشاركة فى غاية الأهمية بالنسبة للانسان و للكون أيضا . و كان انسحاب الانسان من تلك المشاركة فى الأحداث الكونية يمثل كارثه للانسان و الكون .
--------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler