بحيرة النار |
بحيرة النار :-
كان كل معبد من معابد مصر القديمة يحوى بداخله بحيرة مقدسه يستخدمها الكهنة فى طقوس التطهر اليومية .
و كانت صفة "التطهير" عند قدماء المصريين مرتبطه أيضا "بالنار/النور" بنفس القدر الذى يربطها بالماء .
جاء فى كتاب الطريقين (و هو أحد أجزاء نصوص التوابيت) أن الروح المرتحلة فى الدوات (العالم السفلى / العالم النجمى) تصادف أثناء رحلتها أنهارا من نار , و تلك الأنهار هى التى تفصل بين الطريقين طريق الماء و طريق اليابسه .
و بالاضافة الى احتواء الدوات على أنهار من النار , فهو يحتوى أيضا على بحيرات من النار .
و نرى فى هذا المشهد من بردية آنى أحد أمثلة بحيرات النار التى تمر بها الروح المرتحلة فى الدوات (العالم السفلى / العالم النجمى)
و تبدو فيها البحيرة و قد امتلأت ب "مياه مشتعلة/متوهجة" . و قد عبر الفنان عن اشتعال الماء ليس فقط عن طريق تصويره باللون الأحمر ,
و انما أيضا أكد على معنى الاشتعال / اللهيب عن طريق اضافة الرمز الهيروغليفيى الخاص بالنار و هو هذا الشكل الذى يحيط بحدود البحيرة الأربعة .
و فى الأركان الأربعة صور الفنان المصرى أربعة من قرود البابون .
و هنا يقفز الى الذهن سؤال عن مغزى وجود قرود البابون فى هذا المكان بالذات , و هو سؤال تكمن اجابته فى الميثولوجيا التى تروى أحداث النشأة الأولى .
فقد جاء فى علم نشأة الكون المصرى أن بحيرة النار / النور هى المكان الذى ولد فيه "رع" أى تجلى و خرج للوجود بعد أن كان كامنا / محتجبا .
وصفت النصوص المصرية القديمة المكان الذى ولد فيه رع بأنه الأرض الأزلية التى خرجت من مياه الأزل (نون) , كما وصفته أيضا بأنه "جزيرة النار / النور" لأنه المكان الذى أضاء بنور رع عندما تجلى للوجود فى الأزل
و قد بلغ نور "رع" عند ظهوره و تجليه أول مرة من القوة و السطوع
بحيث جعل المياه التى تحيط بذلك المكان المقدس مياها
مشتعلة / متوهجة / مفعمة بالنور .
كانت المياه فى ميثولوجيا نشأة الكون المصرية ترتبط دائما بالظلمة , فمياه الأزل (نون) توصف بأنها بحر من الظلمة . و تصوير المياه التى تحيط بالأرض الأزلية التى تجلى فيها رع فى الأزل بأنها أصبحت مياها
مشتعلة / متوهجة هو فى الحقيقة رمز لتجلى النور الالهى و قدرته على تحويل ظلمة المياه الى نور .
و كان قدماء المصريين ينظرون الى شروق شمس كل يوم جديد على
أنه تكرار لشروق "رع" و تجليه أول مرة من مياه الأزل .
و كان توهج الأفق باللون الأحمر فى وقت الشفق فى صباح كل يوم هو تذكير بالمشهد المهيب للشروق الأول ل "رع" .
أما قرود البابون فهى تبدو و كأنها تدرك تلك العلاقة بين شروق شمس كل يوم جديد و تجلى النور الالهى فى الأزل , فقرود البابون تستيقظ دائما قبيل شروق الشمس و تحدث أصواتا و ضجيجا يوقظ الكهنة فى المعابد , و فى اللحظة التى يبزغ فيها النور فى الأقق ترفع قرود البابون كفوف الأيدي تبجيلا لذلك النور الالهى الذى انبثق للتو من قلب الظلمة .
و عندما تمر الروح ببحيرة النار / النور أثناء رحلتها فى الدوات
(العالم السفلى / العالم النجمى) انما هى تستدعى ذلك الحدث الكونى الأزلى حدث مولد رع و خروجه من جزيرة النار/النور التى أضاءت بنور "رع" , ذلك النور الأخاذ الذى أشعل ما يحيط بها من مياه
و حولها الى بحيرة من النار .
جاء فى الفصل السابع عشر من كتاب الخروج الى النهار
( ان من يحاول أن يعبر بحيرة النار و هو غير طاهر / متطهر فانه
سيسقط فيها و سيمزق جسده طعنات الخناجر التى بداخلها) .
كانت بحيرة النار / النور تشكل خطرا كبيرا على الأرواح الغير طاهرة .
فبمجرد مرورهم بها سيشعرون بآلام تشبه الى حد كبير آلام التعرض للطعنات .
و فكرة نار الجحيم ان هى الا رمز للنور الالهى و تأثيره على الروح الغير طاهرة التى كانت (و ما زالت) تفضل الظلمة على النور .
أما الروح الطاهرة فانها لا تشعر بأى آلام عند مرورها ببحيرة النار , و انما تمر بسلام و تقوم النار بتحويل تلك الروح الى كائن أرقى عن طريق تطهيرها مما علق بها من عالم الأرض .
جاء فى الفصل 126 من كتاب الخروج الى النهار :-
يا حراس بحيرة النور (البابون)
يا من تحيون فى الماعت (النظام الكونى)
يا من تكرهون الخداع
اغسلونى مما علق بى من الزيف و الخداع
اشفوا الجراح التى أصابتنى من عالم الأرض
طهرونى من كل ما علق بى من الدنس
-------------------------- -------------------------- ----------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler
كان كل معبد من معابد مصر القديمة يحوى بداخله بحيرة مقدسه يستخدمها الكهنة فى طقوس التطهر اليومية .
و كانت صفة "التطهير" عند قدماء المصريين مرتبطه أيضا "بالنار/النور" بنفس القدر الذى يربطها بالماء .
جاء فى كتاب الطريقين (و هو أحد أجزاء نصوص التوابيت) أن الروح المرتحلة فى الدوات (العالم السفلى / العالم النجمى) تصادف أثناء رحلتها أنهارا من نار , و تلك الأنهار هى التى تفصل بين الطريقين طريق الماء و طريق اليابسه .
و بالاضافة الى احتواء الدوات على أنهار من النار , فهو يحتوى أيضا على بحيرات من النار .
و نرى فى هذا المشهد من بردية آنى أحد أمثلة بحيرات النار التى تمر بها الروح المرتحلة فى الدوات (العالم السفلى / العالم النجمى)
و تبدو فيها البحيرة و قد امتلأت ب "مياه مشتعلة/متوهجة" . و قد عبر الفنان عن اشتعال الماء ليس فقط عن طريق تصويره باللون الأحمر ,
و انما أيضا أكد على معنى الاشتعال / اللهيب عن طريق اضافة الرمز الهيروغليفيى الخاص بالنار و هو هذا الشكل الذى يحيط بحدود البحيرة الأربعة .
و فى الأركان الأربعة صور الفنان المصرى أربعة من قرود البابون .
و هنا يقفز الى الذهن سؤال عن مغزى وجود قرود البابون فى هذا المكان بالذات , و هو سؤال تكمن اجابته فى الميثولوجيا التى تروى أحداث النشأة الأولى .
فقد جاء فى علم نشأة الكون المصرى أن بحيرة النار / النور هى المكان الذى ولد فيه "رع" أى تجلى و خرج للوجود بعد أن كان كامنا / محتجبا .
وصفت النصوص المصرية القديمة المكان الذى ولد فيه رع بأنه الأرض الأزلية التى خرجت من مياه الأزل (نون) , كما وصفته أيضا بأنه "جزيرة النار / النور" لأنه المكان الذى أضاء بنور رع عندما تجلى للوجود فى الأزل
و قد بلغ نور "رع" عند ظهوره و تجليه أول مرة من القوة و السطوع
بحيث جعل المياه التى تحيط بذلك المكان المقدس مياها
مشتعلة / متوهجة / مفعمة بالنور .
كانت المياه فى ميثولوجيا نشأة الكون المصرية ترتبط دائما بالظلمة , فمياه الأزل (نون) توصف بأنها بحر من الظلمة . و تصوير المياه التى تحيط بالأرض الأزلية التى تجلى فيها رع فى الأزل بأنها أصبحت مياها
مشتعلة / متوهجة هو فى الحقيقة رمز لتجلى النور الالهى و قدرته على تحويل ظلمة المياه الى نور .
و كان قدماء المصريين ينظرون الى شروق شمس كل يوم جديد على
أنه تكرار لشروق "رع" و تجليه أول مرة من مياه الأزل .
و كان توهج الأفق باللون الأحمر فى وقت الشفق فى صباح كل يوم هو تذكير بالمشهد المهيب للشروق الأول ل "رع" .
أما قرود البابون فهى تبدو و كأنها تدرك تلك العلاقة بين شروق شمس كل يوم جديد و تجلى النور الالهى فى الأزل , فقرود البابون تستيقظ دائما قبيل شروق الشمس و تحدث أصواتا و ضجيجا يوقظ الكهنة فى المعابد , و فى اللحظة التى يبزغ فيها النور فى الأقق ترفع قرود البابون كفوف الأيدي تبجيلا لذلك النور الالهى الذى انبثق للتو من قلب الظلمة .
و عندما تمر الروح ببحيرة النار / النور أثناء رحلتها فى الدوات
(العالم السفلى / العالم النجمى) انما هى تستدعى ذلك الحدث الكونى الأزلى حدث مولد رع و خروجه من جزيرة النار/النور التى أضاءت بنور "رع" , ذلك النور الأخاذ الذى أشعل ما يحيط بها من مياه
و حولها الى بحيرة من النار .
جاء فى الفصل السابع عشر من كتاب الخروج الى النهار
( ان من يحاول أن يعبر بحيرة النار و هو غير طاهر / متطهر فانه
سيسقط فيها و سيمزق جسده طعنات الخناجر التى بداخلها) .
كانت بحيرة النار / النور تشكل خطرا كبيرا على الأرواح الغير طاهرة .
فبمجرد مرورهم بها سيشعرون بآلام تشبه الى حد كبير آلام التعرض للطعنات .
و فكرة نار الجحيم ان هى الا رمز للنور الالهى و تأثيره على الروح الغير طاهرة التى كانت (و ما زالت) تفضل الظلمة على النور .
أما الروح الطاهرة فانها لا تشعر بأى آلام عند مرورها ببحيرة النار , و انما تمر بسلام و تقوم النار بتحويل تلك الروح الى كائن أرقى عن طريق تطهيرها مما علق بها من عالم الأرض .
جاء فى الفصل 126 من كتاب الخروج الى النهار :-
يا حراس بحيرة النور (البابون)
يا من تحيون فى الماعت (النظام الكونى)
يا من تكرهون الخداع
اغسلونى مما علق بى من الزيف و الخداع
اشفوا الجراح التى أصابتنى من عالم الأرض
طهرونى من كل ما علق بى من الدنس
--------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler