(سلسلة كتب العالم الآخر الجزء الثامن) كتاب "الخروج الى النهار","الخروج الى النور","كتاب البعث" |
(سلسلة كتب العالم الآخر .... الجزء الثامن)
كتاب "الخروج الى النهار" .... "الخروج الى النور" .... "كتاب البعث" :-
بدأ ظهور كتاب "الخروج الى النهار" منذ بداية العصر الانتقالى الثانى (حوالى 1700 قبل الميلاد) و استمرت عملية تدوينه فى المقابر و على لفائف البردى حتى سنة 50 قبل المبلاد .
يصر علماء الآثار على تسمية هذا الكتاب باسم "كتاب الموتى" مع أن الترجمة الدقيقة للاسم المصرى القديم للكتاب تعنى "كتاب الخروج الى النهار" , و قد تترجم أيضا الى "كتاب الخروج الى النور" , و هو مصطلح استخدمه المصرى القديم للدلالة على "البعث بعد الموت / القيامة" .
كان البعث بعد الموت أحد أركان الايمان عند قدماء المصريين منذ فجر التاريخ ,و كان الاستعداد للحياه الأخرى ينعكس فى اهتمامهم بتجهيز الموتى و اطلاق اسم بيت الأبدية على المقبرة . و كان تحنيط أجساد الموتى يهدف الى حفظ الجسد لاعداده للتحول (transformation) الى صا (Sa) أى كيان الهى بعد أن كان كيان مادى .
و كان حفظ القلب بشكل خاص له أهمية كبرى لأن القلب هو مركز الذكاء و الذاكرة الروحية للانسان , وهو العضو الذى يوزن أمام ريشة الماعت (العدل / النظام الكونى) يوم الحساب .
يتكون كتاب الخروج الى النهار من حوالى 189 فصل , لم يعثر الأثريون على نسخة واحدة كاملة منه , و انما قاموا بجمعه من مصادر مختلفة ما بين نصوص كلامية و نصوص تصويرية .
يتكون كتاب الخروج الى النهار من نصوص كلامية تصحبها تعبيرات تصويرية , و معظم النصوص المكتوبة تبدأ بكلمة "رو" و معناها فم/نطق .... معنى ذلك أن هذه النصوص قصد بها أن "تقرأ" .
بعض هذه النصوص تتضمن معارف روحانية تخدم الروح فى العالم الآخر , كما تتضمن أيضا شرحا ووصفا لبعض القوى الكونية و علاقتها بالانسان مثل آتوم و هو القوة الكونية التى بدأ بها ظهور الخلق من بحر نون الأزلى
يحتوى كتاب الخروج الى النهار على بعض النصوص القديمة التى تعود الى الألفية الثالثه قبل الميلاد , ففيه بعض أجزاء من متون الأهرام و متون التوابيت , كما يحتوى على نصوص جديدة أضيفت فى العصر الانتقالى الثالث .
و فى الأسرة ال 17 انتشر تدوين كتاب الخروج الى النهار ليس فقط فى مقابر الملوك و لكن أيضا فى مقابر رجال البلاط الملكى و الموظفين و حكام الأقاليم . و فى تلك الفترة أيضا شاع استخدام أجزاء من الكتاب على الأكفان الكتانية للمومياوات , و على التوابيت و على لفائف البردى التى كانت تحفظ مع الأثاث الجنائزى .
و بلغ الكتاب أوج انتشاره فى عصر الدولة الحديثه .
و أشهر أجزاء الكتاب على الاطلاق هو النص رقم 125 الخاص بوزن قلب المتوفى يوم الحساب أمام ريشة الماعت و يقوم بالوزن أنوبيس (مرشد الأرواح فى العالم الآخر) .
و من أهم أجزاء كتاب الخروج الى النهار أيضا التى حرص قدماء المصريين على نسخها و تسجيلها فى مقابرهم الجزء الخاص ب قوانين الماعت ال 42 , التى جاءت فى صيغة "الاعترافات المنفية" .
يتناول هذا الجزء من كتاب الخروج الى النهار وقوف الميت فى قاعة الماعت (العدل) يوم الحساب ليقدم اقرارا عن أفعاله فى الحياه ان كانت متوافقه و متناغمة مع النظام الكونى (الماعت) أم لا .
استلهام التناغم و التوازن فى الكون هو الذى أملى على قدماء المصريين الأفعال التى يجب على الانسان تجنبها لكى يكون طاهر الروح و يستحق الحياه الأبدية . و الاعترافات المنفية هى 42 جملة مكتوبة بصيغة النفى يقر فيها الانسان أنه لم يرتكب أى من الخطايا التى تتعارض مع الماعت / النظام الكونى ( أنا لم أقتل , أنا لم أسرق , أنا لم أكذب , أنا لم أزنى , أنا لم أطفف الكيل , أنا لم ألوث ماء النيل , أنا لم أجرح مشاعر الآخرين, الخ) .
و بعد اقرار الانسان بعدم ارتكاب تلك الأخطاء يقوم قضاة قاعة الماعت ال 42 باعلان أن هذا الشخص "ماع-خيرو" , أى صادق القول و الفعل , و عندها يجتاز المحاكمة و يكون مستحقا للحياة الأبدية .
و منذ فترة حكم الملكة حتشبسوت بدأ تدوين كتاب الخروج الى النهار يقتصر بشكل أساسى على لفائف البردى .
و منذ بداية العصر الانتقالى الثالث بدأ كتاب الخروج الى النهار يظهر بالكتابة الهيراطيقية بالاضافة الى الكتابة الهيروغليفية .
كانت اللفائف الهيراطيقية هى النسخ الأكثر انتشارا من كتاب الخروج الى النهار و كانت تحوى القليل جدا من التعبيرات التصويرية , و كان حجم البرديات أصغر .
كانت آخر فترة دون فيها كتاب الخروج الى النهار هى القرن الأول قبل الميلاد ,و ان استمر ظهور بعض رموزه فى الفن الرومانى .
لم يكن هناك سياق موحد لكل النسخ التى عثر عليها من كتاب الخروج الى النهار , فلكل نسخة بنيانها الخاص و لكن مضمون الكتاب بشكل عام كان غالبا يتبع الترتيب الاتى :-
من الجزء 1 الى 16 : يدخل الميت الى المقبرة (بيت الأبدية) و يبدأ رحلته فى العالم الآخر , حيث تساعده القوى الكونية على استعادة قدرته على الحركة و الكلام
من الجزء 17 الى 63 : هذا الجزء يشرح نشأة القوى الكونية (علم نشأة الكون و تطوره) و علاقتها بالانسان و مساعدتها له له فى القيامة و البعث و الميلاد من جديد مع خروج الشمس الى النهار .
من الجزء 64 الى 129 : هذا الجزء يتناول رحلة الروح فى السماء فى قارب رع , قارب ملايين السنين , أى تحول الروح لتصبح جزءا من النظام الشمسى و تبحر مع الشمس فى الدورات الكونية العظمى التى تستغرق ملايين السنين (أى رحلة لانهائية) , و هذا هو مفهوم الخلود عند قدماء المصريين ..... أن يصبح الانسان جزء من النظام الشمسى , أى يتحول الى نجم فى السماء مثل الشمس .
الجزء من 130 الى 189 : يتناول هذا الجزء من الكتاب اجتياز المحاكمة ووزن القلب , الذى ان تم بنجاح تتحول الروح بعدها الى أحد القوى الكونية لتصبح خالدة , لا تذوق الموت مرة أخرى و لا يقضى عليها بالفناء .
كتاب "الخروج الى النهار" .... "الخروج الى النور" .... "كتاب البعث" :-
بدأ ظهور كتاب "الخروج الى النهار" منذ بداية العصر الانتقالى الثانى (حوالى 1700 قبل الميلاد) و استمرت عملية تدوينه فى المقابر و على لفائف البردى حتى سنة 50 قبل المبلاد .
يصر علماء الآثار على تسمية هذا الكتاب باسم "كتاب الموتى" مع أن الترجمة الدقيقة للاسم المصرى القديم للكتاب تعنى "كتاب الخروج الى النهار" , و قد تترجم أيضا الى "كتاب الخروج الى النور" , و هو مصطلح استخدمه المصرى القديم للدلالة على "البعث بعد الموت / القيامة" .
كان البعث بعد الموت أحد أركان الايمان عند قدماء المصريين منذ فجر التاريخ ,و كان الاستعداد للحياه الأخرى ينعكس فى اهتمامهم بتجهيز الموتى و اطلاق اسم بيت الأبدية على المقبرة . و كان تحنيط أجساد الموتى يهدف الى حفظ الجسد لاعداده للتحول (transformation) الى صا (Sa) أى كيان الهى بعد أن كان كيان مادى .
و كان حفظ القلب بشكل خاص له أهمية كبرى لأن القلب هو مركز الذكاء و الذاكرة الروحية للانسان , وهو العضو الذى يوزن أمام ريشة الماعت (العدل / النظام الكونى) يوم الحساب .
يتكون كتاب الخروج الى النهار من حوالى 189 فصل , لم يعثر الأثريون على نسخة واحدة كاملة منه , و انما قاموا بجمعه من مصادر مختلفة ما بين نصوص كلامية و نصوص تصويرية .
يتكون كتاب الخروج الى النهار من نصوص كلامية تصحبها تعبيرات تصويرية , و معظم النصوص المكتوبة تبدأ بكلمة "رو" و معناها فم/نطق .... معنى ذلك أن هذه النصوص قصد بها أن "تقرأ" .
بعض هذه النصوص تتضمن معارف روحانية تخدم الروح فى العالم الآخر , كما تتضمن أيضا شرحا ووصفا لبعض القوى الكونية و علاقتها بالانسان مثل آتوم و هو القوة الكونية التى بدأ بها ظهور الخلق من بحر نون الأزلى
يحتوى كتاب الخروج الى النهار على بعض النصوص القديمة التى تعود الى الألفية الثالثه قبل الميلاد , ففيه بعض أجزاء من متون الأهرام و متون التوابيت , كما يحتوى على نصوص جديدة أضيفت فى العصر الانتقالى الثالث .
و فى الأسرة ال 17 انتشر تدوين كتاب الخروج الى النهار ليس فقط فى مقابر الملوك و لكن أيضا فى مقابر رجال البلاط الملكى و الموظفين و حكام الأقاليم . و فى تلك الفترة أيضا شاع استخدام أجزاء من الكتاب على الأكفان الكتانية للمومياوات , و على التوابيت و على لفائف البردى التى كانت تحفظ مع الأثاث الجنائزى .
و بلغ الكتاب أوج انتشاره فى عصر الدولة الحديثه .
و أشهر أجزاء الكتاب على الاطلاق هو النص رقم 125 الخاص بوزن قلب المتوفى يوم الحساب أمام ريشة الماعت و يقوم بالوزن أنوبيس (مرشد الأرواح فى العالم الآخر) .
و من أهم أجزاء كتاب الخروج الى النهار أيضا التى حرص قدماء المصريين على نسخها و تسجيلها فى مقابرهم الجزء الخاص ب قوانين الماعت ال 42 , التى جاءت فى صيغة "الاعترافات المنفية" .
يتناول هذا الجزء من كتاب الخروج الى النهار وقوف الميت فى قاعة الماعت (العدل) يوم الحساب ليقدم اقرارا عن أفعاله فى الحياه ان كانت متوافقه و متناغمة مع النظام الكونى (الماعت) أم لا .
استلهام التناغم و التوازن فى الكون هو الذى أملى على قدماء المصريين الأفعال التى يجب على الانسان تجنبها لكى يكون طاهر الروح و يستحق الحياه الأبدية . و الاعترافات المنفية هى 42 جملة مكتوبة بصيغة النفى يقر فيها الانسان أنه لم يرتكب أى من الخطايا التى تتعارض مع الماعت / النظام الكونى ( أنا لم أقتل , أنا لم أسرق , أنا لم أكذب , أنا لم أزنى , أنا لم أطفف الكيل , أنا لم ألوث ماء النيل , أنا لم أجرح مشاعر الآخرين, الخ) .
و بعد اقرار الانسان بعدم ارتكاب تلك الأخطاء يقوم قضاة قاعة الماعت ال 42 باعلان أن هذا الشخص "ماع-خيرو" , أى صادق القول و الفعل , و عندها يجتاز المحاكمة و يكون مستحقا للحياة الأبدية .
و منذ فترة حكم الملكة حتشبسوت بدأ تدوين كتاب الخروج الى النهار يقتصر بشكل أساسى على لفائف البردى .
و منذ بداية العصر الانتقالى الثالث بدأ كتاب الخروج الى النهار يظهر بالكتابة الهيراطيقية بالاضافة الى الكتابة الهيروغليفية .
كانت اللفائف الهيراطيقية هى النسخ الأكثر انتشارا من كتاب الخروج الى النهار و كانت تحوى القليل جدا من التعبيرات التصويرية , و كان حجم البرديات أصغر .
كانت آخر فترة دون فيها كتاب الخروج الى النهار هى القرن الأول قبل الميلاد ,و ان استمر ظهور بعض رموزه فى الفن الرومانى .
لم يكن هناك سياق موحد لكل النسخ التى عثر عليها من كتاب الخروج الى النهار , فلكل نسخة بنيانها الخاص و لكن مضمون الكتاب بشكل عام كان غالبا يتبع الترتيب الاتى :-
من الجزء 1 الى 16 : يدخل الميت الى المقبرة (بيت الأبدية) و يبدأ رحلته فى العالم الآخر , حيث تساعده القوى الكونية على استعادة قدرته على الحركة و الكلام
من الجزء 17 الى 63 : هذا الجزء يشرح نشأة القوى الكونية (علم نشأة الكون و تطوره) و علاقتها بالانسان و مساعدتها له له فى القيامة و البعث و الميلاد من جديد مع خروج الشمس الى النهار .
من الجزء 64 الى 129 : هذا الجزء يتناول رحلة الروح فى السماء فى قارب رع , قارب ملايين السنين , أى تحول الروح لتصبح جزءا من النظام الشمسى و تبحر مع الشمس فى الدورات الكونية العظمى التى تستغرق ملايين السنين (أى رحلة لانهائية) , و هذا هو مفهوم الخلود عند قدماء المصريين ..... أن يصبح الانسان جزء من النظام الشمسى , أى يتحول الى نجم فى السماء مثل الشمس .
الجزء من 130 الى 189 : يتناول هذا الجزء من الكتاب اجتياز المحاكمة ووزن القلب , الذى ان تم بنجاح تتحول الروح بعدها الى أحد القوى الكونية لتصبح خالدة , لا تذوق الموت مرة أخرى و لا يقضى عليها بالفناء .