معرفة الذات تبدأ بمعرفة الماضى :-
كان قدماء المصريين من أكثر الشعوب اهتماما بالتدوين , و خصوصا
تدوين التاريخ .
يقول الكاتب البريطانى (Jeremy Naydler) فى كتابه
(Temple of the Cosmos) أن حرص قدماء المصريين على التسجيل
و التدوين بلغ حد الهوس , و استشهد بمقولة المؤرخ الاغريقى هيرودوت (ان قدماء المصريين هم أعظم المؤرخين) .
و يلفت (Jeremy Naydler) الانتباه الى أن تدوين التاريخ عند قدماء المصريين لم يقف عند حدود أحداث العالم المادى , و انما اعتاد المصرى القديم أن يربط بين الأحداث التاريخية و الأحداث الميثولوجية , و هى أحداث نشأة الكون التى صاغها القدماء فى اطار قصصى يعرف باسم "الأساطير" .
هناك خيط رفيع يفصل بين الميثولوجيا و التاريخ , فالتاريخ الذى يعيشه الانسان فى العالم المادى هو نتيجة لأحداث كونية وقعت فى "الزمن الأول" (سب – تبى) , و هو الزمن الميثولوجى الذى شهد أحداث النشأة الأولى .
كان الخيط الذى يفصل بين الميثولوجيا و التاريخ يبدو "رفيعا" فى نظر قدماء المصريين و بمرور الزمن تحول الى حائط و سد فى نظر انسان العصر الحديث الذى فقد معظم قدراته الروحانية , و فقد أيضا ذاكرته الكونية .
و المتأمل للمصادر التاريخية المصرية القديمة , يلاحظ ان المصرى القديم عندما أراد أن يدون تاريخ مصر , لم يبدأ بالأحداث التاريخية مباشرة ,
و انما بدأ بأحداث ميثولوجية , ثم ربط بينها و بين الأحداث التاريخية بطريقة غريبة .
فهناك 4 مصادر مصرية رئيسية استقى منها علماء المصريات معلوماتهم عن تاريخ مصر .
و هذ المصادر هى ( قائمة أبيدوس , حجر باليرمو , بردية تورين , تاريخ مانيتون السمنودى) .
و فى حين أن قائمة أبيدوس تبدأ تاريخ مصر مع بداية عصر الأسرات (الذى بدأ بحكم الملك مينا) , الا أن المصادر الثلاثة الأخرى أرجعت تاريخ مصر الى أكثر من 36 ألف سنه , و ذكرت تلك المصادر أن هناك كائنات الهية (نترو) حكمت العالم (مصر) لفترة امتدت حوالى 23 ألف سنه , ثم أعقبها كائنات نصف الهية تعرف باسم "الشمسو حور" حكمت العالم لمدة 13 ألف سنه , ثم بعد ذلك انتقل الحكم الى الانسان مع بداية عصر
الأسرات .
مزج المصرى القديم بطريقة غريبة بين الأحداث الميثولوجية و بين الأحداث ارتاريخية و حرص على اقامة روابط بين الميثولوجيا و بين
التاريخ .
قد يجد عقلنا صعوبة فى استيعاب فكرة مزج التاريخ بالميثولوجيا , و لكن ذلك كان شيئا عاديا فى مصر القديمة .
فلا حدود فاصلة بين الماضى الكونى و الماضى التاريخى .
فما يحدث الان فى العالم هو نتيجة لأسباب وقعت فى الماضى البعيد .
و كلما تتبعت الأسباب الى الماضى الأبعد ثم الأبعد , كلما ازدادت معرفة
الانسان بماضيه و بالتالى معرفته بذاته .
ان رواية الأحداث التاريخية بصورة مبتورة و منفصلة عن الأحداث الميثولوجية هو بمثابة رواية قصة من منتصفها , بدلا من بدايتها .
كان اهتمام الحضارات القديمة منصبا على البداية , و الزمن الأول , و كان هدف كل الطقوس المقدسه هو اقامة الصلة بالبداية و بالزمن الأول , حتى لا يفقد الانسان ذاكرته الروحية , و بالتالى يفقد الصلة بالأصل الذى جاء منه .
لذلك احتلت قصة الخلق و رواية أحداث النشأة الأولى أهمية كبرى فى الديانة المصرية , و كانت رواية التاريخ عند المصرى القديم تبدأ دائما برواية أحداث كونية .
كان قدماء المصريين من أكثر الشعوب اهتماما بالتدوين , و خصوصا
تدوين التاريخ .
يقول الكاتب البريطانى (Jeremy Naydler) فى كتابه
(Temple of the Cosmos) أن حرص قدماء المصريين على التسجيل
و التدوين بلغ حد الهوس , و استشهد بمقولة المؤرخ الاغريقى هيرودوت (ان قدماء المصريين هم أعظم المؤرخين) .
و يلفت (Jeremy Naydler) الانتباه الى أن تدوين التاريخ عند قدماء المصريين لم يقف عند حدود أحداث العالم المادى , و انما اعتاد المصرى القديم أن يربط بين الأحداث التاريخية و الأحداث الميثولوجية , و هى أحداث نشأة الكون التى صاغها القدماء فى اطار قصصى يعرف باسم "الأساطير" .
هناك خيط رفيع يفصل بين الميثولوجيا و التاريخ , فالتاريخ الذى يعيشه الانسان فى العالم المادى هو نتيجة لأحداث كونية وقعت فى "الزمن الأول" (سب – تبى) , و هو الزمن الميثولوجى الذى شهد أحداث النشأة الأولى .
كان الخيط الذى يفصل بين الميثولوجيا و التاريخ يبدو "رفيعا" فى نظر قدماء المصريين و بمرور الزمن تحول الى حائط و سد فى نظر انسان العصر الحديث الذى فقد معظم قدراته الروحانية , و فقد أيضا ذاكرته الكونية .
و المتأمل للمصادر التاريخية المصرية القديمة , يلاحظ ان المصرى القديم عندما أراد أن يدون تاريخ مصر , لم يبدأ بالأحداث التاريخية مباشرة ,
و انما بدأ بأحداث ميثولوجية , ثم ربط بينها و بين الأحداث التاريخية بطريقة غريبة .
فهناك 4 مصادر مصرية رئيسية استقى منها علماء المصريات معلوماتهم عن تاريخ مصر .
و هذ المصادر هى ( قائمة أبيدوس , حجر باليرمو , بردية تورين , تاريخ مانيتون السمنودى) .
و فى حين أن قائمة أبيدوس تبدأ تاريخ مصر مع بداية عصر الأسرات (الذى بدأ بحكم الملك مينا) , الا أن المصادر الثلاثة الأخرى أرجعت تاريخ مصر الى أكثر من 36 ألف سنه , و ذكرت تلك المصادر أن هناك كائنات الهية (نترو) حكمت العالم (مصر) لفترة امتدت حوالى 23 ألف سنه , ثم أعقبها كائنات نصف الهية تعرف باسم "الشمسو حور" حكمت العالم لمدة 13 ألف سنه , ثم بعد ذلك انتقل الحكم الى الانسان مع بداية عصر
الأسرات .
مزج المصرى القديم بطريقة غريبة بين الأحداث الميثولوجية و بين الأحداث ارتاريخية و حرص على اقامة روابط بين الميثولوجيا و بين
التاريخ .
قد يجد عقلنا صعوبة فى استيعاب فكرة مزج التاريخ بالميثولوجيا , و لكن ذلك كان شيئا عاديا فى مصر القديمة .
فلا حدود فاصلة بين الماضى الكونى و الماضى التاريخى .
فما يحدث الان فى العالم هو نتيجة لأسباب وقعت فى الماضى البعيد .
و كلما تتبعت الأسباب الى الماضى الأبعد ثم الأبعد , كلما ازدادت معرفة
الانسان بماضيه و بالتالى معرفته بذاته .
ان رواية الأحداث التاريخية بصورة مبتورة و منفصلة عن الأحداث الميثولوجية هو بمثابة رواية قصة من منتصفها , بدلا من بدايتها .
كان اهتمام الحضارات القديمة منصبا على البداية , و الزمن الأول , و كان هدف كل الطقوس المقدسه هو اقامة الصلة بالبداية و بالزمن الأول , حتى لا يفقد الانسان ذاكرته الروحية , و بالتالى يفقد الصلة بالأصل الذى جاء منه .
لذلك احتلت قصة الخلق و رواية أحداث النشأة الأولى أهمية كبرى فى الديانة المصرية , و كانت رواية التاريخ عند المصرى القديم تبدأ دائما برواية أحداث كونية .