العثور على كتاب تحوت المقدس

العثور على كتاب تحوت المقدس :-
العثور على كتاب تحوت المقدس
العثور على كتاب تحوت المقدس

كانت فكرة اختفاء الكتاب المقدس (أو أحد فصوله) , ثم اعادة اكتشافه
مرة أخرى هى أحد الموضوعات المفضلة فى الأدب المصرى القديم ,
و عادة ما يكون العثور على الكتاب المقدس هو من نصيب الملك أو
أحد أحد أبنائه أو أتباعه , و يكون هذا الكشف عادة بمساعدة الكائنات
الالهية (النترو) . فى بعض الأحيان يتم العثور على النسخة الأصلية
التى خطها تحوت بيده , و أحيان أخرى تكن نسخة منقولة من النص
الأصلى .
نجد أحد الأمثلة على ذلك فى مجموعة القصص التى تحكى عن
"خا – ام – واس" (Khaemwase) , و هو أحد أحفاد الملك رمسيس
الثانى . كان "خا – ام – واس" أميرا و كاهنا و ساحرا و قد حظى
باحترام و تبجيل فى مصر القديمة لما تمتع به من علم و حكمة .
جاء فى احدى تلك القصص أن كاهنا طاعنا فى السن أخبر
"خا – ام – واس" أين يختبئ الكتاب المقدس الذى خطه تحوت بيده .
و من يعثر على هذا الكتاب سيجد به نصوصا مقدسه ستمنحه قوة خارقة عند تلاوتها . أحد تلك النصوص يجعل من يقرؤه يفهم لغة كل المخلوقات التى تدب على الأرض و التى تطير فى السماء . كما يحتوى الكتاب المقدس أيضا على نص يجعل من يقرؤه يتمكن من رؤية الصورة الحقيقية/الباطنة ل "رع" .
أخفى تحوت كتابه المقدس داخل مجموعة من الصناديق (أحدها داخل الآخر) و وضعهم جميعا دخل خزانة و خبأها تحت قاع نهر . و فى الماضى البعيد استطاع أحد الأبطال و يدعى "نفر – كا – بتاح" العثور على كتاب تحوت و أخذه معه و دفنه فى مقبرته . تحكى القصة كيف أجتهد الأمير "خا – ام – واس" فى البحث عن مقبرة "نفر – كا – بتاح" الى أن عثر عليها أخيرا و نزل الى المقبرة و وجد كتاب تحوت بالفعل تحت الأرض يضئ ظلمة المقبرة بنور الهى .
و القصة بالطبع لا تستند الى حدث تاريخى , و انما هى تدخل فى نطاق
القصص الميثولوجى , و هى هنا تدور حول فكرة رئيسية و هى قيام تحوت فى الزمن الأول باخفاء الكتاب المقدس الذى يحوى أسرار الكون .
و تروى حكايات أخرى فى الأدب المصرى قصة العثور على الكتاب
المقدس , ليس الأصل و انما نسخ منقولة منه . ربما تستند بعض هذه
القصص الى أحداث تاريخية حقيقية , و لكن نلاحظ أن الموضوع الرئيسى
فيها هو العثور على الكتاب المقدس الذى كان مخبأ منذ الزمن الأول .
جاء فى متون التوابيت أن "كتاب الطريقين" و هو أحد الفصول الرئيسية
التى تتكون منها متون التوابيت كان مخبأ منذ الزمن الأول , ثم عثر عليه
تحت جناحى تحوت .
و جاء فى "كتاب الخروج الى النهار" أن الفصل رقم 30 من هذا الكتاب
قد عثر عليه مخبأ تحت تمثال تحوت بمدينة هرموبوليس . كان الكتاب
منقوشا على لوحة من المعدن و مدفونا تحت تمثال تحوت .
و الفصل الثلاثين من كتاب "الخروج الى النهار" هو الفصل الذى يصف
قيام تحوت بوزن قلب المتوفى فى قاعة الماعت يوم الحساب .
و جاء فى كتاب الخروج الى النهار أيضا أن الفصل رقم 64 من هذا
الكتاب قد عثر عليه مدفونا تحت معبد سوكر . و هذ الفصل يلخص
محتوى كتاب الخروج الى النهار فى نص واحد .
كما اعتقد قدماء المصريين أن الفصل رقم 137 من كتاب الخروج الى
النهار كان مخبأ فى صندوق مدفون تحت معبد ونوت (Wenut)
بمدينة هرموبوليس , و كان هذا الكتاب مكتوبا بخط تحوت .
هناك العديد من الأمثلة فى الحضارة المصرية على فكرة الكتاب
المقدس الذى كان مختفيا ثم عثر عليه الأجداد .
و تحكى احدى الأساطير المتعلقة بالكتاب المقدس أن بردية ايبرس
(و هى أحد أشهر البرديات , معروضة حاليا ببرلين) قد عثر عليها
أحد ملوك الأسرة الأولى تحت تمثال أنوبيس بمدينة ليتوبوليس .
كل هذه القصص تدور حول فكرة رئيسية هى العثور على الكتب
المقدسة التى كتبها تحوت فى الزمن الأول و هو الزمن الذى وقعت
فيه أحداث النشأة الأولى , تلك الكتب التى خطها تحوت بيده لم يتركها
متاحة للعامة , و انما خبأها . و عادة ما تكون مخابئ الكتب المقدسة هى صناديق محكمة داخل غرف سرية أسفل معابد أو تماثيل .
-----------------------------------------------------------------
من كتاب "هرم الأسرار" (Pyramid of Secrets) , للكاتب البريطانى
(Alan F. Alford)

ضع تعليقك