السحر فى مصر القديمة (الجزء الحادى عشر) الكلمات المقدسه

السحر فى مصر القديمة (الجزء الحادى عشر) الكلمات المقدسه
السحر فى مصر القديمة (الجزء الحادى عشر)
الكلمات المقدسه
السحر فى مصر القديمة (الجزء الحادى عشر)
الكلمات المقدسه :-
لكى نفهم قدسية الكلمة عند قدماء المصريين علينا أولا أن نناقش
بعض الأفكار عن طبيعة اللغة .
نشأت تلك الأفكار فى أوروبا فى العصور الوسطى فى وقت احتدم
فيه النقاش حول الطبيعة الميتافيزيقية للغة , أو البعد الروحى للغة .
دار النقاش بين مدرستين أحداهما هى مدرسة الحقيقة/الحقيقيين (Realists) و الأخرى هى مدرسة الاسم/ الاسميين (Nominalists) .
و كانت مدرسة الحقيقة ترى أن الكلمة التى تستخدم للاشارة الى
شئ ما انما هى تعبر عن جوهر هذا الشئ , و هذا الجوهر له طبيعة روحانية . و الكلمة فى الأصل تعبر عن ذلك الجوهر الروحانى , و ليس
فقط المظهر المادى . كانت مدرسة الحقيقة ترى أن لكل شئ مادى جذور , تلك الجذور أصلها فى عالم الروح . و أن عقل الانسان عندما يستدعى الأسماء انما يستدعى جوهرها فى عالم الروح و ليس فقط صورتها المادية .
أما مدرسة الاسم (Nominalist) فكانت على النقيض من ذلك . فقد رأت فى الكلمة مجرد صوت لا علاقة له بأى جوهر روحى . و كانت تلك المدرسة ترى أن الأسماء تطلق على الأشياء كوسيلة عملية لتنظيم حياة الانسان . و أن انتقاء الكلمات التى تستخدم للاشارة الى أشياء معينة انما يتوقف بشكل أساسى على فهم الانسان للأشياء و علاقة
الاسم بالمسمى و هى علاقة عقلانية و ليس لها أى علاقة بعالم الروح .
و هذه المدسه (Nominalists) هى المدرسه المهيمنة على الفكر الغربى حتى يومنا هذا .
أما مدرسة الحقيقة (Realists) فهى الأقرب على فهم الحضارات القديمة لقدسية اللغة .
و اذا بحثنا فى الحضارة الاغريقية سنجد صدى تلك الأفكار فى احدى محاورات أفلاطون ((Cratylus, و التى جاء فيها ان القيمة الصوتية لأجزاء الكلمة سواء حروف متحركه أو ساكنه أو صامته تعبر عن فى الأصل عن طاقات كونية و روحانية لها انعكاس فى العالم المادى .
و الطبيعة كلها عبارة عن "صوت متجسد" , فكل كائن مادى له نظيره الروحانى الذى يتكون من ذبذبات صوتيه , و هذه الذبذبات هى التى تحتويها الكلمة التى تستخدم فى الاشارة الى ذلك الكائن . فهناك اذن علاقة مباشرة بين الأصوات التى ننطقها و بين الأشياء التى تعبر عنها تلك الأصوات .
فاللغة فى الأصل هى مقدسه , و القيم الصوتية التى تحتويها الكلمة تعبر عن القوة الالهية الخلاقة الكامنة فى الصوت منذ الأزل , و التى أخرجت الكون للوجود بقوة الكلمة / الصوت .
و أفكار أفلاطون عن قدسية الكلمة هى الأقرب الى فكر قدماء المصريين .
كان قدماء المصريين يؤمنون ايمانا قويا بقدسية الكلمة و القوة الالهية الخلاقة الكامنة فيها منذ الأزل .
فالكون قد جاء الى الوجود بقوة الكلمة التى ألقاها اليه الاله عند النشأة الأولى .
جاء فى نظرية ممفيس لنشأة الكون أن الكلمة الأزلية الخالقة ألقاها التاسوع (تاسوع هليوبوليس) , و الذين كانوا بمثابة الشفاه و الأسنان فى الفم الذى نادى الأشياء بأسمائها فأتت للوجود .
------------------------------------------------------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler

1 تعليق

  1. ما اسم الرمز او الصوره

ضع تعليقك